الخميس، 20 أغسطس 2015

عبد الواحد محمد نور .. في مراراته الخاصة!

من المؤكد ان عبد الواحد محمد نور -هذه الأيام- يبدي حرصاً بالغاً على حالة السكون والسكوت التى يعيشها منذ أشهر كونها حقت له حتى الآن في أسوأ الظروف النأي عن ضربات قوات الدعم السريع والتى رأى آثارها الواضحة على حركة جبريل ابراهيم وقطاع الشمال وحركة مناوي.
ومع أن نور الذي كان قريباً للغاية في العام 2006 من وضع توقيعه على إتفاق مع الحكومة السودانية في العاصمة النيجرية أبوجا قبل ان يتراجع -لأسباب بدت غامضة ومدهشة في ذلك الحين- ظل شديد التعنت في قبول اي حل تفاوضي مع الحكومة، إلا ان الوضع الراهن للرجل وقواته التي اصابها التكلس، وبدأت تتمزق داخلياً، يشي بأن خيار التفاوض ربما يقترب أكثر من ذهن الشاب الذي اكثر ما أضره وأضفى عليه هذا الموقف المتصلب غير المجدي، رفعه المبالغ فيه لسقف أحلامه ورغباته لما يجاوز عنان السماء.
إذ ليس سراً ان عبد الواحد ظل يتلقى وعوداً من قوى اجنبية وثيقة الصلة به بأنه ينتظره مستقبل سياسي باهر في الخرطوم. بعض اصحاب هذه الوعود كان وزير خارجية فرنسا في عهد الرئيس المثير للجدل (نيكولاي ساركوزي)، والوزير برنارد كوشنير! إذ المعلوم أن كلا الرجلين، ساركوزي وكوشنير، أنهما ينتميان لجذور صهيونية معروفة، غير أن عبد الواحد وعلى وجه الخصوص في صيف العام الماضي 2014 وعلى وجه التحديد في الثلاثين من يوليو منه جمعته جلسة أنس مع اثنين من (رفاقه) القدامى، على أيام دراسته الجامعية في الخرطوم أسرَّ إليهما –بمرارة قالوا إنها لم تكن معهودة لديهم– بأنه كاد ان يبلغ مرحلة اليأس من مجريات الامور حوله، وأن فرص وصوله الى أهدافه التى يراها مشروعه، بدأت بالفعل تتبدد إذ أن الحكم في الخرطوم -بنص تعبيره- يقوي في كل يوم، كما أن (جماعتنا) في المعارضة والعمل المسلح –بنص تعبيره أيضاً، تفرقوا واختلفوا، وأصبحوا بعيدين جداً عن مشكلة دارفور ومشاكل السودان كله! هذه الكلمات والعبارات هي كلماته وعباراته. ثم اضاف عبد الواحد بحزن ومرارة، إن خيبة الأمل الكبيرة جاءتهم من (مناضلين الجنوب)!

كل هذا التطور المكتوم وهذا الشعور المتصاعد بالفشل، لم يكن سوى أمر حتمي ومتوقع بالنسبة لعبد الواحد وإضاعته لعشرات الفرص بشأن الاتفاق مع الحكومة والتوصل الى حل سياسي لو جرى في العام 2006 لكانت حال الرجل غير حاله الراهن.
أما أسوأ ما في الامر ان عبد الواحد في هذه اللحظات يكابد مكابدة شديدة لتجنب أي احتكاك وبأي قدر ومن أي نوع مع الجيش السوداني أو قوات الدعم السريع ويشير الرجل بذات المرارة على ان افضل انتصار له بالنظر للهزائم المتوالية حالياً على الحركات المسلحة هو أن يظل بعيداً عنها وان تظل قواته في مكانها حتى ولو لم تكن آمنة تماماً. ولا شك ان هذه الحالة السياسية المحزنة لحركة عبد الواحد هي نموذج مثالي للسياسي الذي يقرن الواقع بالحلم فيختلط عليه الاثنان ويجبره الواقع على دفع ثمن اخطائه غالياً!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق