الثلاثاء، 18 أغسطس 2015

هزائم قطاع الشمال المتوالية.. عوامل ومقاربات!

ترى أيهما كان الأسبق، عملية الإحلال والإبدال التي أجرتها مؤخراً قيادة الحركة الشعبية قطاع الشمال في تركيبة هيئة الاركان وأطاحت فيها برئيسها السابق عبد العزيز الحلو، وأحلت بدلاً عنه جقود مكوار في المنصب الذي لا يخلو من خطورة، أم عملية الحاق الهزيمة البالغة المرارة على قوات القطاع في منطقة (طرورة) بالانقسنا بولاية النيل الأزرق؟
ففي حالة أن الهزيمة سبقت عملية الاحلال والإبدال فإن من المؤكد أن الحركة الشعبية قطاع الشمال دخلت في نفق الفشل الكبير الذي ليس له قرار، فلا الحلو أفادها وحقق لها الانتصارات أو حتى مجرد ابقاء حية، ولا (جقود) قادر على تحقيق الفائدة ها وإحراز الانتصارات ومن ثم تصبح الازمة المتصاعدة داخل هذا الكيان أعمق من مجرد اجراء عملية احلال وإبدال حتى ولو كانت هذه العملية خصماً على تماسك القيادة، أما في حالة كانت عملية الاحلال والإبدال هي الأسبق، فإن النتيجة هي نفسها، فالحلو الذي يحفل سجله العسكري بوصفه رئيساً للأركان بعشرات الهزائم الموجعة حتى جعل من الحركة (مجرد مجموعات مسلحة) داخل فتحات الجبال وفى بعض الاودية بأقصى الجنوب الغربي بولاية جنوب كردفان أضطر زملاؤه في قيادة القطاع لعزله جراء هذه الهزائم المتولية ولكنه لحسن حظه أو لسوء حظه -سيان- طلب أن يكون مبرر التغيير ظروفه الصحية التي تمضي في تدهور مضطرد، وفى ذات الوقت فإن القائد الجديد (مكوار)، جرى وضعه في (اختبار قياسي وقاسي) يقتضي منه ان يتوسل بمعجزة من المعجزات لكي ويقف على الاقل مسلسل الهزائم المتوالية حتى تسترد قوات القطاع أنفاسها.
وسواء ان هذا أو ذاك او حتى جرت العمليتان متزامنتان فإن الحقيقة التى بات من المحتم  أن يق بها قطاع الشمال هي ان القطاع قابل للهزيمة والزوال، على المديين القريب والمتوسط، من جهة أولي فإن الهزائم المتوالية وهي على وجه التقريب فاقت الـ17 هزيمة في غضون عامين فقط لا سيما بعد دخول مشروع الجيش السوداني المعروف (بالصيف الحاسم) حيز التنفيذ، ودخول قوات الدعم السريع الى الملعب، هذه الهزائم قضت تماماً –ولأول مرة منذ اندلاع الحرب في العام 2011م– على ما يجاوز الثلثين من قوات القطاع سواء عبر العودة والانسلاخ ، او الاصابات الجسمية او الموت.
ومن جهة ثانية، فإن هذه الخسائر التى شملت مناطق مهمة في جنوب كردفان والنيل الازرق تسببت وعلى نحو غير مسبوق في خفض الروح المعنوية لقوات القطاع، وهذه في الواقع هي النتيجة الاكثر سوءاً والتى حيت بنقاش مطول وجاد في اجتماعات قيادة القطاع في الفترة الممتدة من 30 يوليو وحتى 5 اغسطس 2015م. انخفاض الروح المعنوية جراء الهزائم تضافرت معه عوامل الصراع الدامي الجاري بين الفرقاء الجنوبيين وما أحدثته من خسائر واحباط وانهيار مشروع السودان الجديد الذي كانت عناصر الحركة تخادع به قطاع الشمال وتمنيهم بتحقيقه في السودان.
ومن جهة ثالثة إن التقارب السوداني الامريكي والقناعات الامريكية المتزايدة بمعقولية اطروحات النظام القائم في السودان، قللت على نحو واضح من (القيمة الدفترية) -اذا صح التعبير- لقطاع الشمال مضافاً اليها خيبة الامل الامريكية الواضحة جراء ما يحدث من قبل الحركة الأم فى دولة الجنوب. لا شك ان تقلبات السياسة وتقاطع المصالح يلعب الآن دوراً ظاهراً في الحال البائس الذي ينجرف اليه حالياً قطاع الشمال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق