الأحد، 9 نوفمبر 2014

المهدي يكاد يفقد حزبه!

السيد الصادق المهدي لديه خلاف عميق ومتجذر مع رفيق دربه وصباه فى الحزب آدم موسى مادبو، مضت عليه سنوات وتعتق هذا الخلاف وأصبح عصياً على الحل. المهدي لديه أيضاً خلاف له ظلال غامضة ولا تخلو من غرابة مع إبن عمه مبارك الفاضل، كظم حياله الأخير غيظه واحتمل وجوده الهامشي، لسنوات فى انتظار مقتضيات عوامل الانتخاب الطبيعي للظروف على ما يبدو.
المهدي لديه أيضاً (خلاف مستحدث ومتعاظم) مع أمينه العام (المقال) الدكتور إبراهيم الأمين الذي جرت وقائع عزله عن الأمانة العامة لحزب الأمة كأسوأ ما تكون الممارسة السياسية وتمت الاستعاضة عنه بالسيدة سارة نقد الله!
هذه المسارات الخلافية الضيقة فيما بين المهدي ورفاقه التاريخيين فى الحزب، من المؤكد أنها -لسوء حظ الرجل- بدأت الآن تتخذ (مساراً حاداً جداً) في مواجهته منذ أن اختار الرجل منفاه الاختياري القاهرة بعد توقيعه الغريب لإعلان باريس مع الجبهة الثورية. ولعل أكثر ما يلفت الأنظار أن السيد الصادق لم يستشعر فداحة ما هو فيه وما يجري داخل حزبه إلا بعد أن خرج إلى منفاه الاختياري وابتعد عن مقعد القيادة فى داره العتيقة بضاحية الملازمين بالعاصمة الوطنية أم درمان.
ولأن المهدي اشتهر طوال سني حياته الخاصة وحياته السياسية بأنه لا يفكر فى الحل إلا بعد أن يرتكب بملء إرادته الخطأ القاتل، فقد اضطر وهو في القاهرة إلى استدعاء أمينه العام السابق المقال، د. إبراهيم الأمين وجرى حديث مطول بين الاثنين، أغرب ما فيه أن المهدي طلب فيه من الدكتور إبراهيم دعم ومساندة إعلان باريس!
كان واضحاً أن المهدي لم يكن يطيق سماع رأي ناقد بخصوص إعلان باريس وما جرّه على الحزب وزعيم الحزب من استحقاقات كان في غنى عنها تماماً. وكان واضحاً أن المهدي (لم يكن لديه ما يقوله) سوى أن يحصل على دعم وتأييد قيادات الحزب لخطوته غير الموقفة.
ولكن اللقاء لم يثمر عن شيء والأكثر سوءاً أن لقاء المهدي بالدكتور إبراهيم أعطى (صورة كاملة) لبقية خصومة عن طبيعة الحال الذي وصل إليه زعيم الحزب، ولهذا فإن تحرك مادبو من جهة ومبارك الفاضل من جهة، بل وتفويض السيد أحمد المهدي عم السيد الصادق لتولي عملية توحيد الحزب وإعادة النبض إلى قلبه ولو (عبر صدمات كهربائية) بمثابة تحرك جماعي ذو طبيعة إستراتيجية لوضع زعيم الحزب فى وضع حرج، لأن الجميع أدرك أن كل الخلافات الماثلة الآن فى حزب الأمة القومي منشؤها الأساسي الطريقة التى يدير بها المهدي الحزب وسعيه المحموم لجعل الحزب حصرياً على أسرته الصغيرة.
مبارك الفاضل من جانبه لزم الصمت تماماً، وهو صمت بالطبع ناطق إذ أن مبارك الفاضل أو كما يحلو للبعض تسميته بالبلدوزر يجيد التعامل مع الأزمات وتستهويه المغامرة والمفاجأة الداوية. وعلى ذلك فإن السيد الصادق الذي باتت المشاكل تطبق عليه من كل الجهات لم يعد لديه القدرة على حلحلة أزمات الحزب من داخل الحزب.
وليس سراً أن الرأي قد تبلور داخل حزب الأمة القومي بصفة قاطعة ونهائية أن السيد الصادق المهدي لم يعد قادراً على قيادة الحزب وأنه قد آن الأوان ليترجل مفسحاً الطريق لقيادات أخرى حاربها الرجل بلا أسباب موضوعية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق