الثلاثاء، 11 نوفمبر 2014

تفاسير حادث القصر

نشطت الكثير من الوسائط عبر شبكة (الانترنت) في تناول حادثة القصر الجمهوري عبر تفاسيرات ومعلومات اجتهادية لا تخلو من المبالغة التي لا يقبلها العقل البشري السوي، فقد ذهب البعض إلى أن القصر الجمهوري كان محاصراً وتم إغلاق شارع النيل بالخرطوم وأن هناك اشتباكات مسلحة في الشوارع الجانبية وإن الاعتداء في مجمله هو محاولة لتغيير نظام الحكم، وظلت بعض المواقع الاسفيرية تردد ذلك طيلة يومي السبت والأحد الماضيين بدون خجل أو احترام لعقلية المواطن الذي امتلأ جواله بتلك الأكاذيب والأحلام المزيفة الناجمة عن خيالات خصبة لبعض الذين يجلسون خلف الـ(كي بورد) يسطرون الأوهام بأناملهم التي فقدت القدرة على الكتابات الايجابية والرؤية الصالحة للوطن والمواطن الذي ألقى بكل أوراقه وطموحاته على طاولة الحوار الوطني باعتباره المدخل الوحيد للنهوض بالبلاد نحو الاستقرار ومعالجة الإشكالات العالقة كافة، بالرغم من تلك البيانات الرسمية حول حادثة القصر الجمهوري التي أشارت إلى أدق تفاصيل الذي حدث، والحالة النفسية المرضية للمواطن المعتدي وأسماء القتيلين من حراس القصر، إلا أن دعاة الفتنة ظلوا حتى اليوم يصورون ما جرى باعتباره محاولة انقلابية لتغيير نظام الحكم في الخرطوم ولكن المواطن الحادب على مصلحة هذا الوطن قد تملك المعلومات الصحيحة من مصادرها الصحيحة بل ذهب البعض إلى شارع النيل وأمام القصر الرئاسي دون الإحساس بأي خوف أو الشعور بأي تداعيات أو ترتيبات أمنية مخالفة للأوضاع العادية بل إن حركة السير لم تتوقف وكأن شيئاً لم يكن.. فالتغيير يا أصحاب ذلك الخيال المريض لا يمكن أن يتم بالعنف والاقتتال أو التنظير القائم على الأحلام والأوهام وبجرة قلم دون إدراك حقيقي لما هو قادم، والتجارب في العراق وليبيا واليمن خير شاهد على مخاطر التغيير عبر العنف والاقتتال ومهما طال أمر الحروب الأهلية في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق فلابد من حوار وتفاوض وسلام مستدام وخير شاهد على ذلك الفهم حرب الجنوب التي تجاوزت نصف القرن من الزمان ولم تتوقف إلا عبر الحوار الذي تم في (نيفاشا) ونحن اليوم قد تلمسنا طريقا جيداً نحو الوفاق الوطني الذي تسع الجميع دون أدنى تفرقة ثقافية أو دينية أو عرقية ودون إبعاد أو إقصاء لأحد، وبمراقبة دولية وإقليمية تبارك خطواتنا الجادة نحو بناء الدولة السودانية الديمقراطية الملتزمة بالعهود والمواثيق الدولية واحترام حقوق الإنسان.
وعموماً فقد انتهت تلك الضجة حول حادثة القصر مع اختلاف الروايات لتبقى الدوافع الفردية للمعتدى محصورة في شخصه دون أدنى تأثير على مسيرة الحوار الوطني الذي ننشده للخروج بالبلاد إلى رحاب السلام والاستقرار والتنمية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق