الأربعاء، 12 نوفمبر 2014

هل ستضع مفاوضات أديس أبابا حداً للاحتراب والاقتتال في السودان؟

تجددت آمال أهل السودان وتطلعاتهم لوضع حد لنهاية المأساة السودانية (المعقدة) والتي طالت آثارها الجميع (أمنياً واقتصاديا وسياسياً وإجتماعياً) وأصبحت بذاتها جزءاً من (قفة الملاح) في كل بيت سوداني، في وقت اتجهت فيه الأنظار ملياً صوب أديس أبابا حيث تنطلق الجولة السابعة لمفاوضات المنطقتين بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا بين (الحكومة والحركة الشعبية قطاع الشمال) لحل مشكلة الحرب في جنوب كردفان والنيل الأزرق والتي تجاوزت (3) سنوات من جهة، فيما ستتبعها مفاوضات أخرى بين الحكومة والحركات المسلحة الدارفورية المنضوية تحت لواء الجبهة الثورية من جهة أخرى لوضع حد لنهاية الاحتراب الذي أمتد لأكثر من (11) عاماً.
فما بين قضايا المنطقتين ودارفور وقضية السودان الكلية (الصحافة) ترافق الوفد المفاوض وتوافيكم من هناك بالمزيد من حلقات.
اكتملت الاستعدادات بأديس أبابا لانطلاق جولة مفاوضات المنطقتين اليوم ومن المتوقع أن يكون قد أكتمل وصول الوفود المشاركة، فالحكومة السودانية تشارك هذه المرة بوفد موسع يضم بعض القيادات الحكومية لأول مرة من بينهم المفوض العام للعون الإنساني أحمد محمد آدم وهو بذاته رئيس مفاوضات الجانب الإنساني وهو نم الكوادر البارزة في المجال فضلاً عن انه إعلامي ضليع، كما يتوقع أن يشمل الوفد عدداً من القيادات الأمنية والعسكرية ذات العلاقة بملف الترتيبات الأمنية ونفراً من قيادات الأحزاب والقوى السياسية ذات الصلة والعلاقة المباشرة بالحرب في المنطقة من بينهم اللواء عبد الباقي  قرفة رئيس جبهة جبال النوبة (أصحاب القضية الحقيقيين) وعمر محمد شيخ الدين الوزير بحكومة جنوب كردفان والقيادي بالحركة الشعبية تيار السلام، بجانب رئيسها الفريق دانيال كودي، بينما يتوقع أن يغيب عن الوفد هذه المرة منير شيخ الدين رئيس الحزب لأسباب خاصة به، ويقود وفد الحكومة مساعد رئيس الجمهورية البروف إبراهيم غندور والدكتور عمر سليمان آدم نائباً له، ومن المتوقع أن يكون الوفد وصل أديس أبابا في الساعات الأولي من فجر اليوم.
أما وفد الحركة الشعبية من المتوقع أن يكون قد إكتمل وصوله أيضاً فجر اليوم فيما وصلت بالفعل بعض القيادات أديس أبابا في ساعات متأخرة من ليل أمس ولا يتوقع بأن يكون هنالك تغيير في وفد الحركة ولكن من المتوقع إنضمام بعض القيادات الميدانية بشأن ملف الترتيبات الأمنية والإنسانية، فضلاً عن مشاركة كل من الدكتور فرح إبراهيم العقار والبروف محمد زين والمطران أندرودو حمد النيل بصفة خبراء ويتوقع إنضمام القيادية نائبة رئيس حزب الأمة الدكتورة مريم الصادق المهدي وآخرين إلى الوفد بصفة مستشارين.
إلا أن الرؤية الظاهرة بأن الإدارة السودانية قد توفرت لدي الجميع أكثر من أي وقت مضي لإنقاذ البلاد مما هي فيه وقد تهيأت لها الظروف الموضوعية لوضع حد للإحتراب والاقتتال الدامي في ظل عدة متغيرات داخلية وإقليمية ودولية، وقد تقاربت الخطوط أكثر ويتوقع الخبير العقار ألا يستغرق الوصول لاتفاق حول الأجندة الإطارية حول العمليات الإنسانية والحوار الوطني كثيراً، لتكتمل الأجندة الإطارية 100% سيما بعد أن وقع الطرفان على الترتيبات الأمنية والسياسية بنسبة تجاوزت 70% في الجولة السادسة نهاية أبريل الماضي حسبما أكد رئيس الوفد الحكومي.
الحكومة من جانبها أكدت وعلى قمة رئاسة الجمهورية بأن (السلام هدف إستراتيجي لها) وقد جاء السلام بذاته احد مرتكزات (الوثبة) التي أطلقها رئيس الجمهورية، وقد أصبح بذاته هدفاً ومكان إتفاق بين كافة المكونات السودانية، بينما تنطلق الجولة السابعة في ظل أجواء (صحية)، فعلي المستوي الداخلي أكدت الجولات التي قامت بها رئاسة الجمهورية لكل من جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور أن السلام محل إتفاق بين الجميع، وكانت زيارة النائب الأول للرئيس الفريق أول ركن بكرى حسن صالح الأخيرة لولاية جنوب كردفان حملت أن السلام يلبي أشواق وتطلعات أهل الولاية وقالوها علناً (لا للحرب نعم للسلام).
بينما ستلتئم جولة المفاوضات الأولي بين الحكومة والحركات الدارفورية 22 نوفمبر الجاري، وقد أصبح إتفاق أديس أبابا الموقع فيما بين مناديب الآلية المنبثقة من الحوار الوطني المعروفة ب 7+7 وتحالف الجبهة الثورية واقعاً ومن الثوابت، ولذلك أصبح من الواضح ليس هنالك تحفظ لأن تجلس الحكومة مع تحالف الجبهة الثورية لحل المشكلة في دارفور تحت أي مسمي، ولي مهما إن يكون أي من قياداتها بقدر ما هو ذو أهمية أن يكون ذلك في إطار اتفاقية الدوحة للسلام والتي بذاتها أصبحت واقعاً وقد وقعت عليه حركة التحرير والعدالة مع الحكومة من جهة كما وقعت عليه (17) حركة والتي كونت أخيراً مجلس تحالف حركات دارفور الموقعة على السلام من جهة أخرى،
بينما لا يختلف موقف الأحزاب والقوى السياسية بالداخل سيما في الحكومة كثيراً عن ذلك فقد أعلنت انحيازها ووقوفها بشدة مع كافة خطوات وبرامج السلام.
فيما لازالت أحزاب المعارضة والمنضوية تحت إطار تحالف قوى الإجماع الوطني في موقف متأرجح وأقرب إلى الموقف الضبابي، في وقت أثار فيه (اتفاق باريس) سخط الحكومة ولازالت الشكوك تحوم حوله فيما أعلن حزب المؤتمر الشعبي انه سيقود مبادرات لاحتواء الموقف وتضييق شقة الخلاف، فما بين المواقف أعلاه تنطلق المفاوضات ويتوقع لها (20) يوماً لتأتي بالسلام وسط تفاؤل أهل السودان رغم إنهيار إتفاق أديس أبابا بين الفرقاء في دولة جنوب السودان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق