الأربعاء، 12 نوفمبر 2014

الجيش لا يحتاج براءة من أحد

لم تطربني بالتأكيد البراءة التي منحتها بعثة اليوناميد للجيش السوداني لأنها شهادة من لا يملك لمن لا يستحق أن تكون ذمته المهنية وممارسته الاحترافية وتاريخه المشهود في العمل الوطني محل اشتباه أو تحقيق أو مراجعة.
عفواً.. من هي اليوناميد حتى تحقق في سلوك جيش وطني يستند إلى تجربة راسخة من الأداء المحترم سلماً وحرباً.
جيشنا الوطني لم يكن في محل اشتباه وهو يحرس البلاد من أقصاها إلى أقصاها ويمارس دوراً فرضته الظروف وأملاه عليه الواجب الوطني..
بعثة اليوناميد أصدرت بياناً أمس الأول الاثنين قالت فيه إنها زارت قرية تابت وأجرت مقابلات بمجموعات متباينة من سكان القرية شملت زعماء المجتمع، وعامة الرجال والنساء والمعلمين والطلاب، حول مزاعم الاغتصاب الجماعي بالمنطقة، وأكدت البعثة في بيان لها أن الذين تم استجوابهم لم يؤكدوا وقوع أية حادثة اغتصاب بـ(تابت).
من الذي حرك تلكم الشائعة حتى تلقفتها اليوناميد كأمر واقع يرقى إلى درجة التحقيق؟ ومن أين جاءت البعثة بالحيثيات المقنعة التي جعلتها تحقق لتمنح الجيش السوداني صك البراءة؟ وهل وصلنا إلى مرحلة يكون فيها الأجنبي أحرص على شرفنا وحياة أهلنا أكثر منسوبي الجيش الوطني.
لا اعتقد أن الأمر يرقى للحد الذي تحقق فيه اليوناميد، كيف التقطت البعثة شائعة وتعاملت معها كبينة تستوجب التحري والتحقيق.
أسوأ ما في سلوكنا السياسي محاولات التشفي التي لا تضع خاطراً للوطن ولا تراعي حرمة الأرض ولا العض، النساء في (تابت) أخوات سودانيات كريمات كان من المهم النأي بهن عن تصفية الحسابات بهذه الطريقة الفجة التي طعنت الشرف السوداني في أعلى مراتب صوته قبل أن تنال من الحكومة أو نظام الإنقاذ أو حتى الجيش.
يقبل البعض على التعامل مع مثل هذه الاتهامات بدم بارد لا يراعي الخصوصية التي تمنحها فطرة السودانيين السوية لوضعية المرأة وأهمية صونها ووضعها بعيداً عن كل شبهة أو منقصة.
نساؤنا السودانيات في تابت وأية قرية سودانية حرائر شريفات ومناضلات هن أكبر من المزايدات وأعف وأشرف الخلق دوماً. كما أن جيشنا السوداني معروف بعقيدته الأخلاقية الفاضلة التي تستند إلى القيم السودانية الأصلية والتعاليم الدينية السمحة وفوق هذا وذاك فإنهم رجال وفرسان لا يمكن أن يعرضوا سمعة المؤسسة العسكرية إلى التشويه بعد كل هذا التاريخ من المجاهدة والمصابرة والحرص على صون الأرض والعرض.
أسوأ ما في الأمر، أخذنا بالشبهات وأكثر ما يؤلمني أن الشائعة في السودان سريعة الاشتعال والتوظيف في ظل غياب كامل لدور الإعلام أو الجهات الحاكمة في تبديد مثل هذه الأكاذيب، تأمل معي عزيزي القارئ اغتصاب 200 امرأة في قرية صغيرة مع غياب كامل للتوضيح من قبل حكومة شمال دارفور إلا بعد أيام وتحرك من قبل يوناميد يستبطن وضع الجيش في دائرة الاتهام، هذه الفوضى يجب أن تتوقف على الأجهزة السياسية عدم الاحتفال بالبراءة لأنها لا تهم السودانيين في شئ ولأن الجيش لم يكن متهماً في يوم من الأيام.. تدبروا المكيدة واجعلوا إيقاعكم سريعاً في مواجهة الشائعات.
وامنحوا الجيش ثقتكم الكاملة بعيداً عن رقابة اليوناميد.. القوات المسلحة لا تحتاج إلى براءة من أحد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق