الأحد، 9 نوفمبر 2014

القصر الجمهوري البرج غير العاجي..

قيام أحد المشكوك في سلامة عقلهم بالاعتداء على حراس القصر الجمهوري وقتله جنديين يحرسان إحدى بوابات القصر من جهة شارع النيل أمس.. هذه الواقعة الغريبة لا يمكن إدراجها خلف أية لافتة سياسية.. لأنها من نوع الأعمال التي لا يقوم بها شخص سليم عقلياً يمكن أن يتخيل أن هدفاً سياسياً يمكن أن يحققه بهذه الطريقة.
كما أننا يجب أن نستبعد العامل النفسي تجاه هذا المكان أو نقول بأن وجوده وإتاحة الفرصة للمرور به تمثل دافعاً نفسياً أو غبينة تجاه القصر الجمهوري في السودان، استبعد ذلك لأسباب واضحة أهمها أن القصر الجمهوري في السودان لا يمثل رمزية استفزازية للمواطن الفقير أو البسيط لأنه قصر قديم وتاريخي وعادي جداً وليس (برجاً عاجياً) مترفاً كمقر لرئاسة الدولة في السودان حتى نفسر مثل هذه الأعمال بأنها تعبير عما يمثله القصر الجمهوري أو حراسة من رمزية استفزازية تعبر عن مسافة بين المواطن والحاكم.
بل وعلى العكس تماماً فإن حراس بوابات القصر الجمهوري من جهة شارع النيل تحديداً لهم رابط وصلة حميمة مع المواطن العادي عبر هيئتهم المراسمية الرائعة ذات البعد الوطني العميق وطقوسهم العسكرية الجميلة التي تجعل هناك خطوط تواصل حميمي مستمر بينهم وبين أصحاب السيارات التي تعبر أمامهم على هذا الطريق حيث يستجيبون برد التحية التي اعتاد الكثير من سائقي السيارات أن يحيوهم بها عبر (البوري الخفيف) من السيارة حيث تراهم وبمجرد سماعهم لصوت (البوري) القصير يحركون (دبشك) سلاحهم على أرضية المدخل حركة خفيفة تصدر صوتاً يمثل أجمل تحية للمواطن.
ليست هناك مسافة بين حراس القصر الجمهوري والمواطن بل يكاد يكون هذا القصر من أكثر المباني الرئاسية في العالم قرباً من الناس، كما أنه ليس هناك هدف يمكن أن يحققه هذا المعتوه أو غيره بهذا الأسلوب الغريب.
لا نملك قولاً أو تعليقاً أو تفسيراً أكثر وليست هناك فرصة لأحد أن يستثمر هذا الحادث أو يفسره بأي تفسير أو يوظفه لخدمة أي جند أو هدف موضوعي.
حسبنا الله ونعم الوكيل، فالحادث مؤسف ومؤلم حقاً ولا نتوقع بعده إلا مزيداً من التحوطات الأمنية الإضافية حول المبنى الرئاسي، نسأل الله تعالى أن يتقبل ضحايا هذا الحادث المؤسف في مقام الشهداء والصديقين بكونهما لقيا ربهما أثناء قيامهما بواجبهما.. لهما الرحمة والمغفرة...
آمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق