الأحد، 9 نوفمبر 2014

بين شهيد وشهداء.. ودم ودماء

(نحتسب الكردفاني الشهيد صلاح الدين كوة دلدوم الذي إرتقى شهيداً في قصر غردون)..
تخيل أن هذه العبارة سرت سريان النار في الهشيم ووجدت من يتداولها في الاسافير بزهو وفخار وفروسية مقرونة بعنصرية بغيضة حاولوا أن يصيغوا بها حادثة القصر الجمهوري الذي راح ضحيته أثنين من الجنود الشرفاء كانوا يأدون واجبهم بشكل روتيني بينما كان صلاح هذا يتأبط سيفه من الصباح الباكر ويخرج من بيته قاصداً هؤلاء الأبرياء.. ويصرف النظر عما كان يقصده هذا الصلاح حتى ولو كان يريد مجرد العبور إلى الضفة الأخرى فمن أباح له دماء اثنين من الشباب حاولا بقدر ما استطاعا أن يتفاديا الاصطدام بصلاح وفي بالهم بلا شك واقعة الملازم حامد علي حامد الذي ينتظره الإعدام لأنه قتل مواطنة أثناء تأدية واجبة.. وهو جانب آخر للقضية سنتناوله في حينه.
الحالمون بأن أي دماء سالت بيد نظامي هي دماء ثائر في وجه الحكومة لم يقفوا عند أن القتيل من كردفان وأنه شهيد لا محال بل نسجوا قصة أخرى : (الآن مظاهرات في منطقة الشجرة بالخرطوم واشتباكات عنيفة  بين المتظاهرين وإغلاق الطريق الرئيسي المؤدي للكلاكلة).. ذكرتني من كتب على صفحته في الفيسبوك وهو خارج السودان إبان أحداث سبتمبر : ( ودنوباوي في قبضة الثوار) إذن هو الحلم بالثورة أياً كانت صورها وقد نسجوا من خيالهم مجرياتها بعد احتسبوا الشهيد صلاح كوة دلدوم الكردفاني الأصل كما يقولون والذي (ارتقى شهيداً في قصر غردون هو رجل أعياه التعايش مع الظلم والطغيان وأحبطه جبن المعارضة وتخاذلها فقرر أن يحجز لنفسه مساحة في لوحة البذل والفداء فقدم أنموذجاً أعيانا نحن معشر الجائعين ان نتصور إمكانيته فجمل اللوحة وزينها مضرجة.. هنيئاً لك في الخلود أخي الشهيد صلاح الدين وتباً للجبناء.
هكذا كان الزعيم ولم ينسوا بأن يتحدثوا عن بطولته وجسارته عندما استولى على السلاح وصلاح وجال في القصر قبل أن يقتل.. لكنهم لم يوردوا لنا ما هي قبيلة الجنديين القتيلين أهي من كردفان أم دارفور أم البجا أو أي قبيلة يحاولون أن يضعوها في صف التهميش.
إن سلاح القبيلة الذي تحاول المعارضة ان تشهره في وجه الحكومة ولم يفلح في أوقات كثيرة أن يعبر بها إلى مراميها.. ويوم أن يعبر ويتحقق للحالمين حلمهم ستسيل الشوارع كلها بالدماء لأن القبائل هي الفتنة التي تريد أن تعبر بها لتحمل ثورتهم المزعومة عناصر فنائها.. وفناء البلد بحالها.
حادثة القصر الجمهوري تحتمل كل التفاسير ولكن ليس من بينها أن يكون ذلك الشخص معتوهاً فالذي يحمل سيفاً يعتدي به ثم يقذف به ليحمل السلاح الأكثر فتكاً ليس بمعتوه ولا نريد أن نوغل في التفاسير بل نريد من لجنة التحقيق هي التي توغل في القضية لتكشف لنا من حاول اقتحام قصر غردون كما زعم القوم.
وإلى أن تظهر النتيجة مطلوب أن نتناظر لنعرف من هو الشهيد ومن المعتدي.. وأي الدماء كانت حرام عند الله من السفك فالجنديان اللذان راحا ضحية لم يكن يعجزهم أن يكيلا الرصاص لصلاح هو وسيفه قبل أن يصلهم بعشر خطوات وبعد كل ذلك صلاح كافي ضحية وشهيد والحارسين راحا سمبلة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق