الأحد، 28 يونيو 2015

الحوار.. مرة ثانية وثالثة.. وعاشرة!!

في حيز سابق من هذا العمود شبهت دعوة الحوار بالغول والعتقاء والخل الوفي.. وهي كما نعرف- الأشياء التي يعتقد الناس ألا وجود لها في واقع الناس، وأنها أمور نسمع  بها ولا نراها .. ولم أكتب هذا التشبيه  من باب التشاؤم ولكن من باب الحرص والاتفاق .. أولاً لأني أري ضرورة ملحة وعاجلة للحوار (بشقيه).. الحوار الوطني) و(الحوار المجتمعي).
وأخشى أن تنكفئ بسبب (المماحكات) التي تثيرها وتتسبب فيها  بعض الأحزاب هنا وهناك.
لقد ذكرت بأن الناس كل الناس في بلادنا – قد فرحوا وسعدوا واستبشروا عندما رأوا النجاح الكبير الذي وجدته  دعوة السيد رئيس الجمهورية للحوار.. فقد أم الاجتماع جل – أن ليس كل – زعماء الأحزاب الموالية والمعارضة وتحدثوا جميعهم بنغمة متفائلة وداعمة للحوار.. ولكن خيبة الأمل خيمت علي الناس- كل الناس بعد أن انفض ذلك الاجتماع الرائع النجاح الذي عاد له الأخ رئيس الجمهورية.. إذ إن كل الكلام الطيب الذي صرح به زعماء الأحزاب في ذلك الاجتماع .. كل ذلك الكلام الرائع المتفائل قد ذهب أدراج  الرياح.. قامت ما سميت (آلية السبعة زائد سبعة) لتكون ذراعاً تنفيذياً لعملية الحوار يبتدر الخطوات العملية ولكن للأسف – هذه الآلية نفسها أصبحت ساحة للمناورات والمؤتمرات (اللف والدوران)، وأصبحت تراوح مكانها .
فهي أحياناً تتراجع ولكنها أبداً لا تتقدم !!
علي كل حال، أري أن الحل لهذه المشكلة والمعضلة هو أن يدعو الأخ الرئيس لاجتماع آخر وموسع ليتحدث الناس ليس عن الأفكار وإنما عن الأعمال عن خطة عمل.. أو خارطة طريق – كما يقولون  هذه الأيام لإنفاذ عملية الحوار.. وهي  دعوه ظل الأخ رئيس  الجمهورية حريصاً عليها ومتحمساً لها.. وحتي في خطابه قبل يمين قد تطرق وشدد علي هذا الأمر وأكد حرصه  في أن يستمر العمل من أجل إنجاح عملية الحوار وإيصالها إلي غاياتها.
دعونا يا إخواني أن نأخذ مسألة الحوار هذه بالجدية والتجرد والصدق والإخلاص وأن نبعدها عن ساحة المناورات والمؤامرات والمرارات  التي تعودنا أن نمارسها بإصرار ومثابرة في كل أمر سياسي..
يا إخواني زعماء الأحزاب السودانية دعونا ولو لمرة واحدة أن تكون منطلقاتنا موضوعية وليست ذاتية .. وطنية وليست فقط سياسية!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق