الأحد، 28 يونيو 2015

المهام الوطنية حيرتنا.. يا سعادة الفريق!!

في العاشر من مايو الماضي كان عنوان المشهد السياسي (الغربة بطالة يا سيادة الإمام..!) وكان ذلك بعد مرور الثمانية أشهر تقريباً، وكان قد حدث فيها ما حدث من متغيرات داخل الحزب وخارجه، وكلها كانت شواهد وعلامات علي أن الغربة (بطالة) وليس لها من مردود طيب يذكر.
وهذه الأيام بعد دخول البلاد في مرحلة دستورية جديدة وخطاب السيد الرئيس أمام الهيئة التشريعية القومية بعد أداء القسم، وما حمل من بشريات من أشهرها الاعتراف للآخر بحقه في إبداء الرأي والتعبير عنه، والدعوات المتكررة للسيد "الصادق المهدي" بالعودة الآمنة والمرحب بها في إطار الحوار الوطني، أجد آلا ضرورة للعودة للطرق للموضوع مرة أخري.
غير أن التصريح الذي أدلي به السيد نائب رئيس حزب (الأمة القومي) الفريق (م) "صديق إسماعيل" لهذه الصحيفة ونشرته يوم (الأربعاء) الماضي حرك في قلمي العودة للموضوع، حيث كان رده علي الدعوات الرسمية لعودة السيد رئيس الحزب رغم ترحيبه بها كما يلي:
- بقاء "المهدي" في الخارج يأتي لأداء مهام وطنية وليس خوفاً من أي إجراء حكومي في مواجهته.
- وسيعود إلي البلاد عقب فراغه من الواجبات التي يقوم بها..!
وختم ذلك كله بالقول إن "المهدي" أكثر شوقاً ورغبة في العودة إلي وطنه.
الفريق "صديق إسماعيل" عرف بأنه الأكثر (موضوعية) إن جاز التعبير في تصريحاته في الدست النافذ داخل حزب (الأمة القومي) ولكن ما قاله يحملنا علي التعليق والتعقيب عليه من باب الرأي.
فالسيد الإمام يكمل الشهر القادم (يوليو – تموز) قرابة العام وهو في غيبة عن حزبه ووطنه في ظروف لا تقبل مثل ذلك الغياب، وإن كان الشعار هو حسب ما يري هو أو يري الحزب (أداء مهام  وطنية.. وفراغ من واجبات).
عبارة (أداء مهام وطنية والفراغ من واجبات) تكررت كثيراً في تصريحات السيد "زعيم الحزب والسادة النافذين  في الحزب من نواب رئيس وأمين عام.. إلا أنها ظلت عبارات مجهولة التفاصيل والمعاني.. اللهم إلا ما ورد في (إعلان باريس) و(نداء السودان) وهما آليتان لغيره شراكة فيهما.. والشراكة ليست قاصرة علي التوقيع فقط.. وإنما التنفيذ أيضاً.. غير أن هؤلاء من بقي فيهما في الداخل من كان في الداخل ودفع ثمن ذلك كالسيدين "فاروق أبو عيسي" و"أمين مكي مدني".. ومن بقي في الخارج ظل في الخارج كأعضاء (الجبهة الثورة) وجماعات دارفور المتمردة.
المهام والواجبات المشتركة – لمن وقعوا علي المؤسستين كانت هي كما أعلن:
- العمل علي إسٍقاط النظام الحاكم. 
- وبالعدم العمل علي ألا تقوم الانتخابات.
وهو ما لم يحدث.. بل ما حدث هو العكس.. إذ قامت الانتخابات في ولايات البلاد الثمانية عشرة وشاركت فيها رئاسياً وتشريعياً عدد كبير من الأحزاب ولا سيما تلك التي انخرطت  في السلام أو انسلخت عن الأحزاب  التي كانت مندرجة فيها، وقد روقبت  الانتخابات بواسطة منظمات ودول وأحزاب خارجية شهدت لها بالنزاهة، وقامت الهيئة القومية العامة للانتخابات بدورها الكبير والمشهود لها به في ذلك.
فإذا كان ما ذكرنا إعلان هو المهام الوطنية والواجبات التي كان ينتظر انجازها كما يكرر حزب (الأمة القومي) وزعيمه ومسؤولوه، فإن عاماً كاملاً للسيد زعيم الحزب في الخارج قد ذهب أدراج الرياح، كما أن الحراك السياسي والدبلوماسي لم يكن له من عائد سوي أن "الولايات المتحدة الأمريكية" قد أعادت إدراج البلاد ضمن الدول التي ترعي الإرهاب والديون الخارجية لم يعف منها شئ!
وتبعاً لجرد المصالح والمنافع الوطنية والحزبية نقول للفريق (م) "صديق" يتعين علي الحزب وزعيمه القيام بما يلزم في مثل هذه الأحوال، ذلك أن الحزب يخسر ولا يسكب، فقد حقق من فارقوه وانشقوا عنه مقاعد برلمانية في المجلس التشريعي القومي والمجالس التشريعية الولائية، بل إن عملية الانشقاقات وسوء التفاهمات بين مسؤولي لحزب تبدو متزايدة.
أكثر من ذلك سعادة الفريق، فإن المراقب والمتابع  للشأن العام يجد  أن (مهامكم الوطنية حيرتنا) وأنتم ترددونها وتصرون عليها بين الحين والآخر.
والأمر إليكم في نهاية المطاف، ولكن مرور قرابة العام علي غياب السيد زعيم الحزب والمهام المكلف بها تنجز أو تلح لها بارقة أمل.. تبدو محيرة فعلاً.. والأمر لله من قبل ومن بعد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق