الأربعاء، 17 يونيو 2015

الجنائية الدولية إلى زوال

الذي جرى في جنوب أفريقيا الأحد الماضي عبارة عن زوبعة أثارها بعض الناشطين والمعارضين لحكومة (جاكوب زوما) عبر محكمة جزئية كانت قد أصدرت حكماً مؤقتاً بمنع الرئيس البشير من مغادرة جنوب أفريقيا بعد أن وصل إليها بدعوة من الدولة المضيفة والاتحاد الأفريقي للمشاركة في القمة الـ(25) للاتحاد، ولم تكن تحركات المحكمة الجنائية الدولية غائبة عن أحد، وهي تحرك ملفاتها القديمة عبر أولئك الناشطين الذي يبحثون عن الشهرة عبر وسائل الإعلام وهم يعلمون جيداً بأن لكل الرؤساء الأفارقة حصانة من أية مساءلة قانونية وهم يشاركون في تلك اللقاءات الإقليمية الخاصة بمعالجة الأزمات الأفريقية والنهوض بالقارة نحو الاستقرار والتنمية في وقت يشهد العالم بأسره انهيار المحكمة الجنائية الدولية، إحدى أذرع الاستعمار الحديث الذي تقوده الدول الغربية في مواجهة الدول النامية للسيطرة على اقتصادها وقرارها السيادي حتى لا تنهض ولو بعد مائة عام، ويحرك تلك الملفات ضد دول العالم الثالث (اللوبي الصهيوني) في أوربا والولايات المتحدة الأمريكية، وبعد أن شبعت المحكمة الجنائية الدولية أراد البعض بث الروح فيها عبر تلك الزوبعة التي لم تكن في يوم من الأيام تستهدف الرئيس عمر البشير في شخصه بقدر استهدافها للسودان عبر مخطط يهدف إلى تقسيمه إلى دويلات صغيرة بعدما تأكد للغرب بأن مستقبلاً اقتصادياً كبيراً ينتظر ذلك الشعب بعد اكتشاف ذلك ألكم من الثروات المعدنية والبترول بجانب الزراعة، بمصدر اقتصادي سيكون له شأن في توفير الغذاء إقليمياً ودولياً، والمعروف أن قوة الدولة في العصر الحديث لا تقاس بكميات الأسلحة وعدد المقاتلين، بل بقوة اقتصادها وتدفق مواردها، وعموماً لقد انتهت زوبعة الناشطين في جنوب أفريقيا الذين حركتهم المحكمة الجنائية الدولية التي بات من المؤكد أن للأفارقة موقفاً موحداً تجاهها بعد أن تشكلت لجنة من ستة دول في القمة الأفريقية للاتصال بمجلس الأمن وإقناعه بتعليق ملف السودان في المحكمة الجنائية الدولية وفوق كل ذلك للأفارقة مشروع في الغالب سيصدر في القمة القادمة بعدم التعاون أو الاعتراف بالجنائية الدولية غير العادلة والتي تكيل بمكيالين في تعاملها حيث تستهدف الضعفاء، وتتجاهل أصحاب النفوذ في العالم الذين يرتكبون جرائم ضد الإنسانية على مرآى ومشهد من كافة الأجهزة الإعلامية الدولية وعلى رأس تلك الدول إسرائيل التي تقصف المدنيين والأطفال والنساء في الأحياء السكنية في (غزة) دون مساءلة من تلك المحكمة المزعومة ولا يمكن لأحد أن ينسى جرائم الرئيس (جورج دبليو بوش) في العراق وما ارتكب في حق الإنسانية في سجن (أبو غريب)، وعموماً فإن المحكمة الجنائية الدولية باطلة وانتقائية وصارت على وشك الانهيار بعد أن عاد الرئيس البشير إلى وطنه سالماً لا تشغله تلك الافتراءات بقدر اهتمامه بمعالجة قضايا بلاده العالقة عبر الحوار الوطني الذي يفضي إلى بناء الدولة السودانية الديمقراطية الحديثة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق