الثلاثاء، 23 يونيو 2015

علي محمود حسنين: عندما يسقط الكبار!

هنالك أمران ربما كثيرون لا يعرفونهما  عن الأستاذ  علي محمود حسنين: الأمر الأول أن الرجل (محام) ضليع وله خبرة واسعة في الشؤون القانونية و(تكتيكات) القضاء الواقف ولقد رافع في قضايا كانت مما يطلق عليه قضايا (رأي عام).
الأمر الثاني هو أن الرجل كان منتمياً لجماعة الأخوان المسلمين، بل هو من أبكارها ويمكن القول إنه من (الآباء المؤسسين) للجماعة واحتل فيها مراكز قيادية، قبل أن (ينسلخ) منها.
وقصة الانسلاخ هذه فيما قولان: الأول أنه  خرج كما خرج الناس من تنظيماتهم السياسية، حيث يذهبون لـ(حال سبيلهم) غير  أن الأستاذ علي محمود لم يذهب لحال سبيله، بل انضم  للحزب الاتحادي الديمقراطي حتي صار فيه (نائب الرئيس)!
وهذا يقودنا  إلي الأمر الثاني لقصة خروجه من الإخوان وهو أن الأخوان قد (زعموه) في الحزب الاتحادي الديمقراطي.
أنا أرجح الاحتمال الأول وذلك لسببين: الأول أن هذا ليس من (شيم) الإخوان: حكاية (الزرع) دي! السبب الثاني أن الرجل  لم يتصرف كشخص (مزروع) بل شال شوفو وختاه في الإخوان!
ولكن علي أيه حال فهو لم (يضر) الإخوان ولم (ينفع) الاتحادين! فالرجل ظل (خميرة عكننة) في حزبه الجديد ولم يقدم لهم سوي المشاكل وظل دائماً يتخذ خطاً متنافراً مع قيادة الحزب، وهو (أي الحزب) لا يحتمل مثل هكذا (مشاكسة)، فهو حزب طائفي الريادة فيه لآل الميرغني الذين من طبيعتهم أن يأمروا فيطاعوا.
ولقد استم أداء الأستاذ حسنين بقليل ن التسامح وكثير من الحدة في المواقف.
وهو رجل لا يعطيك الانطباع أنه يستمع إليك (أصلاً) دعك من اقتناعه بما تقول، في وجهه  صلابة وفي عينيه عداء لا ينطفي! ليس في قلبه (مساحة) للتلاقي والقربى إذ لو كانت لديه تلك المساحة لكان وفرها لإخوانه السابقين والذين بني كل مجده في صفوفهم.
الأستاذ حسنين يتكلم ثم يفكر، هذا أن كان يفكر حتي بعد لسانه! شهدته يتحدث من الـ(بي بي سي) مع مذيعة لبنانية.
لم يلفت نظري من حديثه سوي سؤالين وجهتهما المذيعة له: ومن أجابته علي السؤالين بدا لي الأستاذ علي محمود (صغيراً، صغيراً)! كان السؤال الأول عن علاقته بـ(جعفر نميري)، أكد بل و(تفاخر) أنه لم يلتق به في حياته! كان في الإمكان أن يسكت عند هذا الحد فنميري الآن في رحاب الله.
وصفه بأنه (سفاح ومجرم وقاتل)! ذكر تلك الكلمات ولم يهتز له جفن بينما اهتزت خلجة من خلجات وجه المذيعة وربما كثيرون ممن شاهدوا الحلقة.
كان السؤال الثاني عن (قرنق)! كال له من الألقاب ما كال فوصفه بأنه (مخلص) لقضيته و(قائد)! لكنه لم يذكر أنه (قاتل) قتل الآلاف من خيرة شباب الوطن! إن الأستاذ علي محمود حر في مات يعتقد وفي من يخاصم ومن يصادق.
لكن هنالك (حدود) للكلام عندما يكون عن (الأموات)! ما أسوا من أن يسقط العظماء ويصغر الكبار!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق