الخميس، 21 يوليو 2016

الحزب الشيوعي.. فصل القيادات.. أول الغيث

على طريقة نجل مولانا محمد عثمان الميرغني (الحسن) مساعد أول رئيس الجمهورية – مع وقف التنفيذ – الذي استمد سلطة رئاسة الحزب من والده – رئيس الحزب منذ نهاية ستينيات القرن الماضي – بإدارة شؤون الحزب والتي بموجبها – أي سلطة إدارة الحزب–
أصدر قراره بفصل عدد من قيادات الحزب وتجميد عضوية البعض الآخر، الشئ الذي لم يتم تنفيذه من تلك القيادات في الكيفية التي تولي بها (محمد الحسن) الميرغني رئاسة الحزب وهي بالطبع لا تختلف كثيراً عن الطريقة التي وصلت بها هذه القيادات إلى عضوية الهيئة العليا – لأن الزعيم الذي عين هذه المجموعة الخارجة عن إرادة نجل مولانا هو نفسه الذي عين نجله (محمد الحسن) أو كلفه برئاسة الحزب ولكن الأخير تعجل قليلاً في اتخاذ مثل هذا القرار الذي لا يملك أدوات تنفيذه لغياب المؤسسية في الحزب وغياب المؤسسات التي تحاسب الاعضاء المتفلتين، على هذه الطريقة أعلن الحزب الشيوعي السوداني قبل أيام فصل العضو والبارز في الحزب (الشفيع خضر) من الحزب نهائياً بسبب حسب ما ذكرت قيادة الحزب غيابه المتكرر عن الاجتماعات.. وتسريب بعض المعلومات عن الحزب لجهات أخرى وعدم احترامه لمؤسسية الحزب.. هكذا جاءت اتهامات الهيئة المركزية للحزب الشيوعي فبدلاً من فصله من اللجان المركزية أو هيئة القيادة أو إنذاره نسبة  لدوره ومكانته وتاريخه في الحزب اتجهت الهيئة المركزية للحزب الشيوعي إلى القرار الأصعب بفصله نهائياً عن الحزب نفسه، الأمر الذي ربما يؤدي إلى انقسام آخر داخل الحزب بعد الانقسامات التي شهدها خلال الأعوام الماضية الأمر الذي جعله يصبح قيادة بعدون قاعدة أو قاعدة منقسمة على نفسها.. وبخطوة الهيئة المركزية الأخيرة بفصل الشفيع فكأنما جددت الدعوة لبروز جبهة أخرى للحزب الشيوعي.. مثل الأسباب التي ذكرت لا ترتقي لمستوى فصل عضو مؤثر وقيادي مرموق مثل الشفيع خضر من الحزب ولكنها ربما تكون سبباً في ابعاده عن لجان اتخاذ القرار داخل الحزب فما هي الأسباب الحقيقية التي اتكأت عليها الهيئة حتى تتخذ مثل هذا القرار الذي يؤسس لانقسام بما فيها حزب المؤتمر الوطني الذي خرج من رحمه المؤتمر الشعبي وأخيراً حركة الاصلاح الآن.. لم تكتف الهيئة المركزية بفصل الشفيع خضر وحده لأنه قطعاً هناك كثيرين يقفون نفس موقفالشفيع من مؤسسات الحزب وطريقة عمل اللجنة المركزية في عدد من القضايا فهم دون شك داعمين للشفيع خضر من ناحية وغير راضين عن هيئة الحزب المركزية من الناحية الاخرى ولعل ما نقلته معظم صحف الخرطوم الصادرة صباح الثلاثاء- عدا صحيفة الميدان- من خبر فصل ثلاث قيادات رفيعة أخرى موالية للشفيع وهم حاتم قطان، هاشم تلب وعبد المنعم خواجة.. ولا أدري لماذا صمتت صحيفة الحزب الصادرة الثلاثاء عن ذكر الخبر – ربما ايضاً عدم قناعة بعض قيادات الحزب التي تدير الصحيفة بالخطوة وربما لاشياء أخرى تقدرها قيادة الحزب..ولكن الشاهد أن منهج فصل القيادات اذا استمر بهذه الطريقة القابضة من جانب الهيئة المركزية للحزب فإن انقساماً جديداً سيولد دون شك ولن يكن ذلك لا في مصلحة الحزب ولا الحركة السياسية عامة.. فمتى تلتزم الاحزاب بممارسة الديمقراطية بداخلها حتى تعطي نموذجاً لامكانية ممارستها على مستوى الحكم؟؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق