الأحد، 24 يوليو 2016

محمد ضياء الدين .. غضبة اليسار والبعث على الحوار الوطني

(نرفض أي ضغوط دولية أو إقليمية تفرض علينا الحوار مع المؤتمر الوطني) هكذا جاء تصريح القيادي البعثي محمد ضياء الددين رئيس اللجنة السياسية لما يسمى بتحالف قوي الإجماع الوطني ، ويبدو أن السيد ضياء يحدثنا وكأنما هو تحت تهديد السلاح ليرغم على قبول الحوار مع الحكومة ،وضياء الدين يضيف بقول: لن تستطيع أية جهة فرض الحوار علينا وإن وضعت المسدس علي الطاولة)!!.
في مقابل موقف الامتناع عن الحوار من حيث المبدأ مع المؤتمر الوطني، يقدم السيد محمد ضياء الدين بديله وهو إمام أن يسلم النظام ما عنده من سلطة ليسلم، أو أن تحالف السيد أبو عيسي ومحمد ضياء الدين سيتولى أمر إطاحته عبر الانتفاضة الشعبية التي لا قبل له بها؛ ولو أنتهي الأمر عند هذا الحد لقنا إن الموضوع لا يعدو أن يكون نوعاً من الهزل؛ إذ القاصي والداني ممن يشتغلون بأمر السياسة في السودان، يعرفون حجم التأييد الجماهيري الذي يتمتع به رئيس عموم التحالف ورئيس لجنته السياسية، ويعرفون بالتالي ما إذا كان ذلك يؤهل تحالفهما لحشد الجماهير لانجاز الانتفاضة الشعبية.
التصريح السابق لعضو القيادة القطرية لحزب البعث والناطق الرسمي للحزب محمد ضياء الدين ورفضه للحوار أكده تصريح صحافي أخر له نشر بصحف الخروط السبت حين قال أن إن خارطة الطريق شرعنت لتمكين النظام بمباركة دولية. مشيراً إلى أن قبول مشاركة أحزاب من قوى الإجماع بدون مشاركة الاجماع كمؤسسة يعني أن هناك مواقف جديدة ستُعيد تشكيل الكيانات الجبهوية القادمة، مشيراً إلى أن البيان الختامي أغفل الحديث عن الخلاف حول الهيكلة وتسكين المواقع، كاشفاً عن صراع تفجر داخل قوى نداء السودان بسبب الخلافات بين تنظيمي الجبهة الثورية والذي أدى إلى التحفظ على ترشيح الصادق المهدي للرئاسة ليكون المقابل التحفظ على ترشيح مني أركو مناوي لرئاسة المكتب التنفيذي، متهماً في ذات الوقت الحركة الشعبية بسعيها خلف مواقع العلاقات الخارجية والمال في الهيكلة.
واعتبر ضياء الدين حديث البيان حول العمل التعبوي الجماهيري من أجل الانتفاضة مجرد حديث للاستهلاك السياسي يدحضه موقف الاجتماع من خارطة الطريق وخصوصاً بعد أن أشار لمستجدات إيجابية في الخارطة دون أن يحددها البيان. وعاب ضياء الدين على بيان نداء السودان عدم الإشارة للشروط اللازمة للتوقيع والجلوس مع وفد الحكومة ما يعني أن قوى نداء السودان ستجلس بدون أي إجراءات في اللقاء التحضيري مع الحكومة.
لكن المثير للانتباه في التصريح المنسوب للسيد ضياء الدين هو قراءته للواقع السياسي في السودان، فهو يفترض أن القوي الدولية والإقليمية هي من يتحكم الآن في أجندة العمل السياسي في السودان ومن يدفع ويضغط وربما يهدد لجمع الفرقاء السياسيين علي طاولة الحوار (!!) والسيد ضياء الدين يحذر هذ القوي من الضغط علي تحالفه، ويؤكد أنهم لن ينصاعوا لذلك التهديد الافتراضي ولو وضعوا لهم المسدسات علي الطاولة. تصريحات ضياء الدين تعارض تماما ما أعلنه تحالف المعارضة موافقته المبدئية على الحوار مع الوطني، لكنه حدد شروطاً للحوار، أجملها في إلغاء القوانين المقيدة للحريات، وإيقاف الحرب وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وأن يفضي الحوار إلى تكوين حكومة انتقالية، مشدداً على ضرورة أن يكون حواره مع الوطني ككتلة واحدة، وليس حوارات ثنائية، بجانب أن يكون حواراً جاداً يخاطب أزمات البلاد الحقيقية.
على كل وبعد قبول قطاع الشمال والأمة القومي بخارطة الطريق ومن ثم انخراطهما بجانب الشعبي في الحوار الوطني الذي أتي قطعاً مبرأ من أي أهواء سياسية أو أحلام وتمنيات ,إنما أتى وفق حسابات السياسة،ليس أمام السيد ضياء الدين وبقية أهل اليسار من دعاة رفض الحوار مع الحكومة غير الإصطفاف والتكتل في صف أحزاب التخلف من الشيوعيين والبعثيين وأذنابهم في الحركات المتمردة والسؤال الذي يفرض نفسه هنا هو كيف يا ترى سيحقق السيد ضياء الدين وأحزابه -الضعيفة ما يريدونه بعيداً عن أي حوار وطني، وفى ظل استحالة الخيار العسكري؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق