الاثنين، 25 يوليو 2016

الجنائية والقضية الفلسطينية.. السودان في الموعد

كان لابد أن يرد السودان على أي توجه فلسطيني نحو المحكمة الجنائية بما يتوافق مع مبادئه المعلنة التي ترى أنها – أي المحكمة – جهاز مسيس لا علاقة له بتحقيق العدالة، نعم جاءت فلسطين إلى اجتماعات
الجامعة العربية بنواكشوط وفي أجندتها التوجه نحو الجنائية لمحاكمة الزعماء الإسرائيليين، وكان السودان في الموعد وهو يتحفظ على الجنائية ككيان أثبت مراراً أنه سياسي وليس قانونياً، وبالتالي فإنه غير مؤهل لأية مهمة تتعلق بتحقيق العدالة.
السودان بمواقفه التي فضحت الجنائية عاد من قمة الأفارقة في كيجالي قبل أيام بعد أن شيع المحكمة وأثبت أنه جهاز يمارس انتقائية عالية في تحقيق العدالة باعتباره سيفاً استعمارياً مسلطاً لاستهداف القادة الأفارقة والشعوب المستضعفة.
من المهم التأكيد على أن السودان يرفض الجنائية، وفي الحالة الفلسطينية يكون فقط الموقف توضيح تحفظه بشأنها وليس انتقاد تقديم الصهاينة للعدالة.
لا يمكن لأحد أن يزايد على موقف السودان تجاه إسرائيل والقضية الفلسطينية، مؤكد أن السودان مع أن ينال قادة إسرائيل الجزاء الرادع بسبب جرائمها وانتهاكاتها المتكررة، ولكنه ضد ازدواجية معايير النظام الدولي حامي الجنائية اذ لا ينبغي التعويل على أية مصداقية للجنائية في معاقبة اسرائيل.
وقد ظل موقف السودان ثابتاً من ضرورة محاكمة النظام الصهيوني وبوش وتوني بلير على ما اقترفوه من جرائم بحق الانسانية والشعوب العربية.
من المؤكد أن السودان بموقفه المبدئي قصد أن المحكمة الجنائية الدولية منظمة لا يوثق بها ولا ينبغي أن نتعامل معها ككيان مؤهل لتحقيق العدالة الدولية بعد أن أثبت مراراً رسوبها في امتحان القانون والضمير والأخلاق كذلك.
الموقف الذي أعلنه د. عبيد الله محمد عبيد الله، وزير الدولة بالخارجية، أثناء الاجتماع الوازري التحضيري للقمة العربية بشأن التوجه الفلسطيني تجاه الجنائية أمس الاول، جاء متماهياً ومنسجماً مع مواقف السودان وسياسته المعلنة تجاه المحكمة الجنائية الدولية.
نعم يدعم السودان القضية الفلسطينية دعماً غير محدود، لكنه يرفض في ذات الوقت الدعوة لتدخل ما يسمى بالمحكمة الجنائية الدولية في هذه القضية باعتبارها (محكمة مسيسة) ولا تمت لتحقيق العدالة بأية صلة.
من المهم الإشادة بالتناغم المبدئي في مواقف السودان تجاه المحكمة الجنائية والتزام موقف مستقل صبر عليه السودان كثيراً حتى أتاه اليقين بانتهاء أسطورة المحكمة، استطاع السودان بمواقفه الدبلوماسية والسياسية القوية هزيمة ادعاءات الجنائية وأسهم في تعريتها تماماً وكشف أنها أداة استعمارية جديدة وليست جهة قانونية جديرة بالاحترام.
نعم كان السودان موفقاً في رفض الزج بالمحكمة الجنائية الدولية في القضية الفلسطينية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق