الخميس، 28 يوليو 2016

الحركات الدارفورية والإرتزاق في ليبيا



لعب نظام القذافي المدحور في ليبيا دوراً كبيراً في اشعال نيران الحرب وإطالة أمدها في ولايات دارفور غربي السودان ، وذلك باحتوائه للحركات الدارفورية المسلحة ودعمها عسكرياً وفيناً ولوجستياً ومالياً.

ولا تزال هذه الحركات الدافورية تتخذ من الاراضي الليبية قاعدة لتجميع وتدريب قواتها والانطلاق من عمق الاراضي الليبية لتنفيذ عمليات النهب والسلب والقتل وقطع الطريق في ولايات دارفور.

كشفت مصادر (سودان سفاري) داخل الحركات المتمردة في ليبيا ، التي دب فيها الخلاف والانقسام ، كشفت معلومات هامة عن نشاط هذه الحركات داخل ليبيا وما تقوم به من عمليات إرتزاق ، بالنهب والقتل والسلب وقطع الطرق مع فلول نظام القذافي ، كعربون لتجهيز قواتها بالعتاد العسكري لتنفيذ عملياتها داخل ولايات دارفور.

ووفقا للمصادر ذاتها فان اجمالي قوة الحركات المتمردة في ليبيا يتراوح ما بين (850 الي 1.000) مقاتل ، يتم تجهيزهم بعدد من العربات المسلحة ما بين (150 الي 200) عربة ، بالاضافة لعدد (7) شاحنات كبيرة.

تنتشر هذه القوات في عدد من المدن والقري الليبية نذكر منها علي سبيل المثال لا الحصر (بنغازي – الكفرة – الرجمة – المرج – الشعلة – الليثي – بوعطني – ام الارانب – واباري) وغيرها من المناطق الاخري في العمق الليبي.

شاركت هذه الحركات في العديد من المعارك ضمن عملية الكرامة ، كما شاركت في بعض الحروب القبلية داخل ليبيا الي جانب قبيلة (التبو) في حروبها ضد قبلتي (الطوارق والزوي) ، وتنشط كذلك في مهاجمة حقول النفط وتهريب الوقود من ليبيا الي السودان وتشاد ، فضلاً عن نشاط في عمليات الهجرة الغير شرعية وتهريب المواد البترولية والتموينية في جنوب غرب ليبيا.

وتخصصت مجموعات أخري من هذه الحركات المتمردة المرتزقة في قطع الطريق بين الكفرة وبنغازي وتفرض رسوم وجبايات علي السيارات المارة عبر الطريق ، وتقوم باختطاف مواطنين ليبيين واطلاق سراحهم مقابل فديات مالية بعد التفاوض مع ذويهم ، لتصبح هذه الانشطة أحد أهم المصادر لتمويل أنشطتهم ودفع رواتب جنودهم.

وتتم كل هذه العمليات بالتنسيق مع بعض العناصر من فلول نظام القذافي ومنهم المقدم بالجيش الليبي مبروك حنيش وعناصر من قبيلة التبو واخرين يحملون الجنسيات السودانية والتشادية ، ويتم أغراءهم بتقديم مبالغ مالية لهم كمرتبات وتمليكهم كل الغنائم التي يتسولون عليها ، بالاضافة لتزويدهم بالسلاح والسيارات نظير مساندتهم لعملية الكرامة ، وتقديم وعودات بدعم تمردهم علي الحكومة السودانية حين يتمكن حفتر من حكم ليبيا.

ولكن فشلت فلول نظام القذافي من الايفاء لهذه الحركات بالالتزامات المالية المتفق عليها ، فتسلل الملل الي بعض القيادات وبدأت تسحب قواتها وعتادها العسكري من ليبيا.

وأعلن عدد من القادة مؤخراً انضمامهم لركب السلام ، ووقعت انشقاقات كبيرة في هذه الحركات اربكت توازنها وافشلت العديد من مخطاطاتها ، مما دفع بعض الحركات التي لا تزال تنشط في عمليات الارتزاق داخل ليبيا للقيام بعمليات تجنيد داخل السودان ويتم تهريب المجندين الي ليبيا ليتم تدريبهم هناك واعدادهم للمشاركة في عمليات الارتزاق والنهب والسلب وقطع الطريق.  

ولم تكتفي هذه الحركات بالنشاط العسكري والسياسي فحسب بل نشطت ايضاً في تهريب إناث (الاغنام والابل) وبيعها مقابل التسليح وشراء الآليات العسكرية والسيارات.

لاشك ان هذا التخبط يؤكد فقدان هذه الحركات لبوصلة توازنها بعد ان فقدت معظم قواتها وقياداتها في الحروب موتاً ، او بسبب الاسر او الانضمام الي ركب السلام.

وهذا يؤكد ان التمرد في دارفور قد انتهي ، وما يجري لايتعدي التلفتات الامنية العادية التي تستهدف زعزعة الامن والاستقراروترويع المواطنين الابرياء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق