الأربعاء، 27 يوليو 2016

في الرد على حسن وراق ومن ورائه

العديد ممن وقفوا في رصيف النضال،لاعتبارات مفهومة،لم يكتفوا بموقع التخاذل هذا،بل ظلوا يصوبون سهامهم الطائشة نحو الحزب الشيوعي كلما سنحت الفرصة،وهم إذ يفعلون هذا ينتظرون المكافآت من أعداء الحزب والوطن
جزاء جهدهم (الانتهازي)من أجل إنقسام(مزعوم) يحلمون به،وإضعاف لحركة الجماهير يطيل أمد الديكتاتورية. وكلما اشتد ساعد نضال الشعب السوداني،كلما ملأوا الدنيا ضجيجاً حول الحزب الشيوعي،وأسراره(المخترقة)،وقيادته العميلة للامن،واتجاهاته اليمينية،وهو ضجيج مدفوع الثمن،تفتح له ابواب الإعلام الرسمي،وتمنح لهم الألقاب على شاكلة خبراء في شؤون الحزب الشيوعي،والهدف منه تثبيط الهمم،وتخذيل النضال،وبث الشائعات والأكاذيب.
وهكذا فدوافع الهجوم على الحزب الشيوعي نعرفها جيداً،وما وراء الأقلام التي تكتب يختبئ المتساقطون والموتورون،يريدون تصفية حسابهم مع الحزب الشيوعي –عشية مؤتمره السادس-ولكن هيهات.
كتب حسن وراق (أو أستكتب)بضم الألف ،بعموده في صحيفة الجريدة خمس رسائل إلي مؤتمر الحزب الشيوعي،وضح الغرض منها منذ أول مقال..لكنه تقمص دور العالم ببواطن الامور،والمطلع على خبايا التنظيم الحزبي وهو الذي فارق العمل الحزبي يوم أن استولت الجبهة الإسلامية علي السلطة،وزجت بالمناضلين الشيوعيين وغيرهم في بيوت الأشباح والمعتقلات،حينها كان ثمن الإنتماء للحزب الشيوعي صعباً ولا يزال كذلك،فاختار دور المتفرج –لأسباب معلومة- ثم لما عادت الميدان للصدور العلني في 2007،فتحت له صفحاتها كاتباً صحفيا،لكنه تركها يوم أن واجهت الحملة الأمنية القاسية وآثر السلامة لصحف أخري،لكنه لم ينس مهاجمتها أيضاً في رسائله التي كتبها بلسان غيره –وهم معروفون-
يقول حسن وراق في رسائله المسمومة (علي الصعيد الداخلي كل الظروف لا تسمح بعقد المؤتمر الذي لم يبدأ التحضير له في طقس معافي وحتى ما صدر من بعض الوثائق المطروحة للمؤتمر تأثرت بالطقس الداخلي المضطرب ، لا تحمل عمق فكري للوثائق الحزبية وفيها اختصار و ابتسار مخل لا يعكس أي مجهود او تحليل علمي عميق)،وكأنه العليم بما يجري داخل الحزب الشيوعي،حيث يؤكد بأن )الظروف لا تسمح بعقد المؤتمر وأن الطقس غير معافى والوثائق لا تعكس أي تحليل علمي(،وهكذا .. أراد أن يقفز إلي نتيجة قررها سلفاً وساق لها هذا التبرير مفادها أن قيادة الحزب وعبر التكتلات و (المؤامرات ) يمكنها الخلاص من قضية الشفيع التي اصبحت المبرر الوحيد لعقد المؤتمر السادس..
أما ومن أين وكيف هيئ له أن الظروف لا تسمح بعقد المؤتمر ،والطقس غير معافي والوثائق (أي كلام)،فهي مهمة الزملاء والزميلات أعضاء الحزب الشيوعي الذين يشاركون في التحضير للمؤتمر السادس منذ وقت مبكر،والذين صاغوا وثائقه وقتلوها بحثاً واطلاعاً منذ زمن،وهم أيضاً الذين حددوا موعد المؤتمر بعد أن جهزت كافة مطلوباته،ولأن حسن وراق خارج عضوية الحزب الشيوعي،فقد قال ما قال عن جهل وعن قصد .. أما الجهل فقد نشر الحزب الشيوعي وثائق المؤتمر على الملأ كيما يطلع عليها غير الشيوعيين ويسهموا فيها وقد كان،ونشرت صحيفة الحزب الميدان ملخص مناقشات دورات اللجنة المركزية في الشهور الماضية وفيها ما يتعلق بالتحضير للمؤتمر بشكل مفصل . وأما القصد فنجده تحت ستار اتهام خبيث للبعض قادة الحزب بالخيانة عن طريق (الاختراقات التي تمت بعناية فائقة عند اختيار العناصر* الضعيفة* والتي استطاعت* الوصول الي قمة القيادة* بتدريب عالي كشف جسد الحزب من الداخل) على حد قوله .
ويبقي الشفيع خضر وحده في نظر حسن وراق (الأكثر اجتهادا* وخبرة** وعلاقات وإطلاع وهو الأقرب الي قيادة الحزب* بتلك المعايير و أن* كاريزميته* اقرب لاحداث التغيير* و وصوله الي قيادة الحزب وهو العالم بأدق التفاصيل الداخلية للقيادة و المنهج* وسيحدث ثورة تطيح بمعظم القيادات التي* أضعفت الحزب داخليا و خارجيا ).
وإذ لا ينتظر حسن وراق ومن ورائه ثورة الشعب السوداني على سلطة الرأسمالية الطفيلية،لانهم فارقوا درب النضال منذ أمد بعيد،فإنهم ينتظرون ثورة الشفيع خضر التي ستطيح بمعظم القيادات..يا لها من ثورة ..
ويقول حسن وراق أن رحلة البناء (؟؟)تتطلب منهجاً علمياً يقوم علي دراسة الواقع بكل أمانة و حصر الامكانيات و تحديد الأهداف و طرق بلوغها وهذا التكتيك يتطلب* قيادة* بمواصفات محددة لأنه عمل مرهق و و ،وتساءل هل توجد بعض هذه المطلوبات في القيادة الحالية ؟ ثم قال لا أعتقد .
ولم يوضح ماهي المواصفات المحددة التي لا يعتقد أنها في قيادة الحزب الحالية،بل انتقل للهجوم على ما سماها الإدارة التي حولت قيادة الحزب إلي موظفين متهمها باتباع سياسة الخيار والفقوس والتستر على الشؤون المالية والمراوغة وتضخيم بعض الحوادث...وتلفيق الاتهامات..
ولقد فات على حسن وراق ومن كتبوا له مقالاته –ربما لبعدهم عن العمل الحزبي المنظم في أي مكان-أن اللجنة المركزية المنتخبة في المؤتمر الخامس 2009،هي قيادة الحزب وينوب عنها بين الاجتماعين المكتب السياسي،ولها سكرتارية ترتب أجندتها،وليس هنالك جسم حزبي يسمي بالادارة،وأن كل القرارات الحزبية التي صدرت بحق د.الشفيع خضر وهو أساس موضوعات حسن وراق،كانت صادرة من اللجنة المركزية بحيثيات واضحة تنشر على العضوية بتفاصيلها،ونوقشت على نطاق واسع داخل الهيئات الحزبية .
ولم تسلم صحيفة الميدان من الهجوم عليها في مقالات وراق حين وصفها بالصحيفة الباهتة التي لا تغري على اقتنائها،متهمها بأنها طاردة لأي صحفي أو زميل ارتضي أن يخدم قضية الحزب حتى بلا مقابل،ومن المفارقات أن حسن وراق كان هو نفسه كاتباً في هذه الصحيفة (التي سماها باهتة)،أما إن كان يقصد بقوله طاردة (موقفه الشخصي من الميدان)،فإنه كان أول المتخاذلين حين أوقف الأمن صحيفة الميدان عن الصدور لسنتين متتاليتين آثر فيهما السلامة والإكتفاء بالوظيفة الحكومية،والتاريخ يشهد والأرقام تشهد إن كانت الميدان تقتني أم لا تقتني .
ولما كان حسن وراق خارج صفوف الحزب فمن أين علم أن العضوية أصبحت لا تري ولا تسمع و لا تتحدث و لا تتحرك إلا كما تري القيادة...لقد وضع نفسه مكان (الغواصة)للإيهام بأنه يعرف أسرار الحزب،مثلما تفعل الأجهزة الأمنية،ولكنه وقع في التناقض حين تحدث كثيراً عن ضعف القيادة وعدم اهتمامها بقضايا رئيسية ثم أكد أن العضوية باتت لا تري ولا تسمع إلا ما تقوله القيادة،فكيف يستقيم هذا ؟؟ لقد وضعها وراق بنفسه بتأكيده هذا في مقام القيادة التي تلتف حولها العضوية وتأتمر بأمرها،ثم يدخل في التناقض مرة أخري حين يؤكد أن العضوية ستطيح بها .. حين يقول (هذا ما يجب ان تفطن اليه قيادة الحزب* إذا لم* تخطو خطوة ايجابية* لعلاج الخلل* سيتحول الانضباط الي ثورة عارمة لن تتوقف حتي يستتب الامر لأن العضوية علي استعداد للإطاحة بالطغم الحاكمة** فلن يصعب عليها* الاطاحة بقيادة فاشلة) .
لقد سيطرت إنقلابات المؤتمر الوطني الداخلية على ذهن وراق وجماعته،حين باتوا لا يعرفون كيف تنتخب الهيئات الحزبية وهذا موجود في دستور الحزب،فالمؤتمر العام للحزب أو المؤتمر الاستثنائي إن استوفي مطلوباته هو المعني بانتخاب اللجنة المركزية وهي قيادة الحزب بصورة ديمقراطية وانتخاب حر مباشر ،وكلمة الإطاحة لا توجد في القاموس الحزبي ..لكنه أراد أن يسوق لأمانيه وأماني (اللي معاه)بالقول أن بعض الافكار (اليسارية الطفولية ) بدأت في الظهور * وسط قواعد الشباب* بضرورة احتلال* المركز العام* و طرد القيادة الحالية* و عضوية اللجنة المركزية التي فشلت في قيادة الحزب ،مضيفاً أن هذا الاتجاه بدأ يتعاظم لولا تدخل بعض العقلاء* لكان ذلك* قد تحقق* وحتي هذه اللحظة يظل خياراً قائماً . بئس الأمنيات !!،وهل المركز العام هو القصر الجمهوري للحزب الشيوعي الذي ان احتلته دبابة أو مجموعة من الناس صارت هي القيادة الفعلية والتي ستصدر بيانها الأول !!!يا للأحلام الوردية التي يعيش فيها بعض الواهمين،الذين يصدقون أحلامهم إلي حين أن تصيبهم الحقائق بالصدمة .
وحق لنا ان نسأل لماذا هذا الغبار الكثيف والاتهامات التي كالها حسن وراق لقيادة الحزب وسط الحديث عن معالجة الخلل والتجديد وغيرها من كلمات مبهمة ؟ الإجابة نجدها في الإشارات العديدة منه بأن الوقت غير مناسب للمؤتمر،ثم يستدرك ويقول أن أول أجندة المؤتمر السادس سيكون موضوعها فصل الشفيع ومن معه،وأن القيادة اختارت المندوبين واتفقت على الترشيحات الجديدة،ثم يقول مرة أخري ان انعقاد المؤتمر السادس علي نحو ما تريد القيادة ،سيتحول الي كارثة* تعكس ازمتها وسيطرة الادارة التي انفردت بالحزب وتعمل علي تصفيته و ما خفي أعظم لرد فعل* سيكون عظيماً جداً ،ورد الفعل كما يتوقعه حسن وراق ( أن العضوية في طريقها لشق عصا* الطاعة* و ربما* تحاصر مقر المؤتمر)،وهو نفسه الذي يقول أن العضوية مكممة الافواه لا تري إلا ما تري القيادة..أنظر إلي التناقض!!
وينكشف مغزي ما كتبه حسن وراق عندما نراه ابتدر مقالاته بالقول أن الإتهامات الموجهة للشفيع مردها إلي أنهم (وهم قيادة الحزب الحالية) عندما شعروا بانه اكثرهم اجتهادا* وخبرة** وعلاقات وإطلاع وهو الأقرب الي قيادة الحزب* بتلك المعايير و أن* كاريزميته* اقرب لاحداث التغيير* و وصوله الي قيادة الحزب وهو العالم بأدق التفاصيل الداخلية للقيادة و المنهج* وسيحدث ثورة تطيح بمعظم القيادات التي* أضعفت الحزب داخليا و خارجيا .
أما الباقون في نظر وراق كما يقول (كل الشواهد تؤكد علي أن قدراتهم* قد نضبت* ولم يعد في مقدورهم الابداع و التجديد فقط ينتظرهم* الفشل و الاخفاق)،وهكذا فالشفيع هو القائد الملهم والذي من دونه سيفشل المؤتمر السادس وسيجري احتلال المركز العام وسيحاصر مقر المؤتمر ..
وفات على وراق وجماعته أن الحزب الشيوعي لم ولن يرهن نفسه لأحد مهما كان موقعه الحزبي،لسبب بسيط إسمه(القيادة الجماعية)وهي حجر الزاوية في التنظيم الحزبي الذي نسيه او تناساه حسن وراق لطول أمده بالنضال المنظم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق