الأحد، 24 يوليو 2016

نداء السودان .. التوقيع على خارطة الطريق

أخيرا استجابت مايسمى بقوى نداء السودان لصوت العقل وابدت استعدادها للتوقيع على خارطة الطريق التي تعرضت في الأونة الأخيرة لضغوط دولية كثيفة دولي كبير لحملها للانخراط في الحوار.
وقال بيان صادر عن قوى نداء السودان أن هناك مستجدات إيجابية في اتجاه الاستجابة لما طرحوه بشأن خارطة الطريق؛ عبر مراسلات ومقابلات مباشرة مع الآلية الرفيعة والاتحاد الإفريقي والمجتمع الإقليمي والدولي، وأكدت أن رؤاها حول الخارطة ستناقش من خلال لقاء مع أمبيكي يجري التحضير له، قالت إنه سيمهِّد للتوقيع عليها، معلنة موافقتها المبدئية على خارطة الطريق كونها ستحدد عقد الاجتماع التحضيري في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا، واطلاق العملية السلمية المتكافئة التي تؤدي لوقف الحرب واشاعة الحريات، وبحث بقية استحقاقات الحوار الوطني المنتج.
وقرر البيان الختامي لاجتماع المجلس القيادي لقوى نداء السودان الذي انعقد بباريس، تكليف لجنة بتأليف كتاب مفصَّل يُبين ممارسات النظام حول الأوضاع الراهنة في السودان، من أوضاع أمنية ومعيشية، وحصر قضايا الفساد التي تُثار في وسائل الإعلام، فضلاً عن متابعة النازحين واللاجئين والمعتقلين، وأكد البيان ، وقوف قوى نداء السودان مع المواطن في كل القضايا العادلة قاطعاً بأنها لن تكون طرفاً في أي حوار مع النظام لا يؤدي إلى حلول عادلة لكل القضايا الوطنية المهمة.
وأوضح البيان أن مجلس نداء السودان أقر هيكلاً كاملاً من مستويين، رئاسي وتنفيذي، يضم مجلساً قيادياً مكوناً من عشرين شخصاً من الكتل الخمس المؤسِّسة للنداء، يقوم بقيادة قوى نداء السودان، واحتفظ المجلس القيادي بحق التوسع في عضويته بما يحقق أهداف النداء، واتفق على أن تستمر إدارة المجلس بالتراضي الحالي إلى حين اعتماد الدستور واختيار رئيس الدورة الأولى، كما أقر المجلس مكتباً تنفيذياً يقوم بالعمل التعبوي الجماهيري والتواصل السياسي والدبلوماسي داخل وخارج السودان له رئيس ونائب ويتكون من ثمانية قطاعات.
ورغم إشارات البيان والتي توحي بإتفاق مكونات نداء السودان إلا أن الوقع يكذب ذلك فقد أقر الحزب الشيوعى بمواجهة المعارضة ضغوطا أمريكية كبيرة للتوقيع على وثيقة خارطة الطريق ورحج الحزب توقيع حزب الأمة القومى وقطاع الشمال على
الوثيقة. وأشار إجتماع لجنة الإتصال السياسى بالحزب والذى أنعقد بالمركز العام للحزب بالخرطوم الى ترجيح "أن قوى نداء السودان تسير فى اتجاه التسوية وهى حقيقة يجب ان ننظر اليها كواقع" و"أن حزب الأمة القومى وقطاع الشمال سيوقعان على خارطة الطريق".
وأقر المجتمعون بأن الحزب ظل يمنى نفسه بمد ثورى لإقتلاع النظام "وأن هذا أمر غير حقيقى وأن التظاهرات والوقفات الإحتجاجية ليست مدا ثوريا على الإطلاق وان الحزب ينتظر شيئا يطول إنتظاره". الى ذلك، قال القيادى طارق عبدالمجيد خلال الإجتماع أن "التسوية ليست ليست كفرا إن شارك فيها الحزب" كما تناول الإجتماع موقف المعارضة والحركات المسلحة من التوقيع على
خارطة الطريق و رحج الحزب "رضوخها للضغوط الأمريكية"، ووصف دعوة مكونات نداء السودان للحزب بانها "تهدف الى جر الحزب وتحالف قوى الإجماع الوطنى للتوقيع على خارطة الطريق".
فيما كشف حزب البعث العربي الاشتراكي، عن خلافات كبيرة ضربت اجتماعات نداء السودان أهمها الخلاف على منصب الرئاسة الذي رشح له رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي.وقال عضو القيادة القطرية لحزب البعث والناطق الرسمي للحزب محمد ضياء الدين في تصريح صحافي إن خارطة الطريق شرعنت لتمكين النظام بمباركة دولية. مشيراً إلى أن قبول مشاركة أحزاب من قوى الإجماع بدون مشاركة الاجماع كمؤسسة يعني أن هناك مواقف جديدة ستُعيد تشكيل الكيانات الجبهوية القادمة، مشيراً إلى أن البيان الختامي أغفل الحديث عن الخلاف حول الهيكلة وتسكين المواقع، كاشفاً عن صراع تفجر داخل قوى نداء السودان بسبب الخلافات بين تنظيمي الجبهة الثورية والذي أدى إلى التحفظ على ترشيح الصادق المهدي للرئاسة ليكون المقابل التحفظ على ترشيح مني أركو مناوي لرئاسة المكتب التنفيذي، متهماً في ذات الوقت الحركة الشعبية بسعيها خلف مواقع العلاقات الخارجية والمال في الهيكلة.
واعتبر ضياء الدين حديث البيان حول العمل التعبوي الجماهيري من أجل الانتفاضة مجرد حديث للاستهلاك السياسي يدحضه موقف الاجتماع من خارطة الطريق وخصوصاً بعد أن أشار لمستجدات إيجابية في الخارطة دون أن يحددها البيان. وعاب ضياء الدين على بيان نداء السودان عدم الإشارة للشروط اللازمة للتوقيع والجلوس مع وفد الحكومة ما يعني أن قوى نداء السودان ستجلس بدون أي إجراءات في اللقاء التحضيري مع الحكومة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق