الاثنين، 25 يوليو 2016

"قمة الأمل"

صباح الأمس كان مختلفا كثيرا لأن وجهتنا لم تكن مقر الصحيفة أو أحد دوائر العمل التي نقوم بتغطيتها، وإنما كانت الصالة الرئاسية بمطار الخرطوم، مع العلم أنها ربما كانت مقصدنا في عديد من السانحات الصحفية
فقد درجت العادة أن نيمم وجونا تلقاءها من أجل تغطية استقبال رئيس دولة ما يزور البلاد أو حال وصول رئيس الجمهورية من زيارة خارجية. على كل فقد قصدناها من أجل مرافقة الرئيس ووفده إلى العاصمة الموريتانية نواكشوط. ما يستحق التنويه له، والأهم في كل هذا؛ إنها المرة الأولى التي يرافق فيها الرئيس البشير في طائرته الرئاسية صحافيون متخصصون في الدائرة، لأن المعتاد في مرافقته رؤساء تحرير الصحف، ولكن بإلحاح من قبل مدير إعلام القصر الجمهوري أبي عز الدين استطاع كسر هذه العادة لإتاحة فرصة للصحافيين الذين يغطون أنشطة القصر، لإبراز قدراتهم في تغطية أنشطة الرئيس الخارجية الأمر الذي وجد استحسانا من الإعلاميين.
رحلة الساعات السبع
تم إبلاغنا منذ مساء يوم الخميس بعد اكتمال ترتيبات السفر النهائية بأن يكون وصولنا في الصالة الرئاسية في تمام الساعة التاسعة والنصف صباحا.. حزمنا أمتعتنا وتوجهنا منذ وقت مبكّر واضعين في الاعتبار أن يوم الأحد هو أصعب الأيام في الحركة المرورية. وعند وصولنا إلى الصالة الرئاسية كان كل شيء مرتبا، وكما ذكرنا فإن دخولنا لها كان مختلفا لاختلاف الغرض، فكان جميع المرافقين للرئيس موجودين من طاقم الحراسة والمراسم.. فجلسنا وانتظرنا حتى حان موعد التوجه إلى الطائرة عند الحادية عشرة صباحا حيث طلب منا مدير المراسم التوجه نحو الطائرة الرئاسية ذات الطاقم السوداني والتي بدأنا منها رحلتنا الطويلة إلى نواكشوط التي استغرقت سبع ساعات كاملة بلا توقف في أي محطة أخرى، حيث عبرنا أجواء تشاد ومالي والكاميرون مرورا ببوركينافاسو ونيجيريا والنيجر.. فارق الزمن بين السودان وموريتانيا ثلاث ساعات كما علمنا.
مطار جديد وأجواء خريفية
في الخامسة والنصف بتوقيت السودان وصل الرئيس البشير إلى مطار (أم التونسي) الذي بدأ العمل فيه منذ شهرين، والذي يبعد عن المدينة 25 كيلومترا.. فور النزول من الطائرة كانت درجة الحرارة معتدلة نوعا ما، والسماء مليئة بالسحب لأن الأجواء خريفية الآن في نواكشوط.
أسفل الطائرة يتبدى مرأى الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز ووزيرة الخارجية وآخرون، وصلوا لتوهم لاستقبال ضيفهم، وسط إجراءات أمنية مشددة تحيط مطار التونسي ومطار نواكشوط الجديد، اللذين يبعدان عن بعضهما ما يقارب الدقيقتين، كما كان هناك وجود مكثف للعربات الرئاسية ذات اللون الأسود.
انتشار الدرك وتحية "الأبالة"
جلس الرئيس البشير في الصالة الرئاسية مع نظيره الموريتاني ما يقارب العشر دقائق ثم توجهنا بعدها إلى مكان إقامة الوفود وسط حراسة مشددة، بجانب عدد كبير من عربات الكونفوي صاحبت سيارة الرئيس.. وعبرنا عبر طريق صحراوي، وبين كل ميل والآخر يوجد عدد مقدر من قوات أمنية خاصة تعرف بـ(الدرك)، وبعد خروجنا من منطقة المطار كان في استقبال الوفود عدد كبير من الرجال يمتطون ظهور الإبل، وكان (الجمالة) يحملون أعلام كل البلاد المشاركة في القمة وعند المرور بهم تم تخفيض سرعة سيارة الرئيس ليلقي نظرة عليهم.
قصر المؤتمرات
بعد 25 كيلومترا من المطار بدأت تظهر ملامح المدينة ذات البنيان المتواضع، بملامحها التي لا تختلف كثيرا عن السودان، وقد شبه بعض الزملاء بعض الشوارع بشوارع (السوق العربي)، كما أنها تشبه السودان حتى في عربات التاكسي ذات اللون الأصفر.
كانت كل الفنادق محاطة بالأمن وكل الأماكن مغلقة ومنح العاملون عطلة لمدة يومين.. لمحنا مبنى التلفزيون بالقرب من قصر المؤتمرات مكان إقامة الرئيس البشير ووفده، ذلك القصر الذي يبدو أنيقا.
القمة الأولى لموريتانيا
في ظل إجراءات أمنية مشددة، من أجل تأمين أعمال القمة التي يستضيفها قصر المؤتمرات في العاصمة الموريتانية نواكشوط على مدار يومين، بحضور عدد من الزعماء ووزراء الخارجية العرب، تلتئم صباح اليوم (الاثنين)، الجلسة الافتتاحية للقمة العادية السابعة والعشرين لجامعة الدول العربية، وهي القمة الأولى التي تستضيفها موريتانيا منذ تأسيس الجامعة عام 1945. وحسبما علمنا فإنه وعلى مدار الأشهر الماضية، عرفت نواكشوط حركة أعمال لصيانة الطرق وافتتاح أخرى جديدة.. وفي مطلع يوليو الجاري، تفقد الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز المطار الجديد، وقاعات الاجتماعات التي ستستضيف القمة، قائلا إن بلاده "جاهزة ماديا ومعنويا لعقد القمة في وقتها المحدد". وكان من المقرر للقمة أن تستضيفها المغرب، لكن جامعة الدول العربية أعلنت في فبراير الماضي، نقل اجتماعات القمة إلى موريتانيا، بعد اعتذار المغرب عن عدم استضافتها زهي التي كانت مقررة في أبريل الماضي.
حضور وغياب
حسناً، في نواكشوط سيلتئم شمل الرؤساء والأمراء العرب، في أعمال القمة التي تعقد تحت شعار "قمة الأمل"، فيما يغيب آخرون لأسباب متباينة، مثلما هو الحال مع الرئيس أبو مازن بعد وفاة شقيقه، أو لظروف صحية، فيما يتغيب آخرون لأسباب لم يعلن عنها، بينما يبقى مقعد سوريا شاغراً بعد تعليق عضويتها في الجامعة.
وبحسب تصريحات سابقة تناقلتها الوكالات الخبرية، للناطق باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية، في مؤتمر صحفي عقده في نواكشوط مساء الجمعة الماضي، فإن "قمة الأمل" ستحظى بمشاركة رفيعة المستوى، تتراوح بين 10 إلى 15 من الملوك والأمراء والرؤساء والقادة العرب. بينما يقول عبيد الله محمد عبيد الله، وزير الدولة بالخارجية، في تصريحات للوفد الإعلامي أمس: "لا أعتقد أن تمثيل الرؤساء في القمة سيكون ضعيفاً". وأضاف: "حقيقة هناك غياب لبعض الرؤساء لظروف منها مثل ظروف الرئيس الفلسطيني الذي توفي شقيقه"، مشيراً في ذات الوقت إلى أن هناك عدداً كبيراً من الأمراء والملوك أكدوا وجودهم هنواك عدد من الرؤساء في طريقهم إلى  نواكشوط.
المؤكد أنه بجانب الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، والرئيس البشير، سيشكل حضوراً في أعمال القمة كل من أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، والرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، والرئيس الصومالي، حسن شيخ محمود، ورئيس جيبوتي، إسماعيل عمر جيلي، بالإضافة لآخرين. بينما يغيب بصورة مؤكدة عن أعمال القمة كل من العاهل المغربي الملك محمد السادس، والرئيس العراقي فؤاد معصوم، وسلطان عمان قابوس بن سعيد، وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، ورئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان حيث سيشارك بدلاً منه حاكم الفجيرة حمد بن محمد الشرقي. كما يغيب أيضاً العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين، ويشارك بدلاً منه رئيس الوزراء، بالإضافة لغياب كل من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود الذي يمثله وزير الخارجية عادل الجبير، وغياب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي أوفد رئيس وزراء بلاده. بالنسبة للرئيس الجزائري فهو أيضاً لن يشارك، لدواع صحية، حيث يشارك بدلاً منه رئيس مجلس الأمة (الغرفة الأولى للبرلمان) عبد القادر بن صالح.. لائحة الغياب تشمل الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، بالاضافة للرئيس الفلسطيني محمود عباس، أما رئيس سوريا بشار الأسد فلن يشارك بالطبع لتعليق عضوية بلاده في الجامعة العربية على خلفية الأزمة هناك.
ملامح خطاب البشير
وبحسب عبيد الله فإن الرئيس البشير سيخاطب القمة وتوقع أن يلقى خطاب الرئيس اهتماماً خاصاً وبالغاً. وأوضح أنه سيحوي العديد من الموضوعات الجيدة والقوية جداً مثل خروج يوناميد من السودان ومًوقف السودان من المحكمة الجنائية والمضي قدمًا في مبادرة الأمن الغذائي العربي. وأضاف "هناك حديث عن قوات عربية مشتركة يدور في فعاليات هذه القمة فضلا ًعن وضع السودان الذي أصبح محط أنظار العالم لما فيه من قضايا حية وهي مثار التناول"، مؤكداً أن هناك تركيزاً على ما سيلقيه البشير في خطابه للقمة اليوم.
الجنائية حاضرة
من أهم موضوعات النقاش التي دارت قي المجلس الوزاري للقمة والتي سترفع إلى الرؤساء في قمه اليوم والتي دار حولها نقاش كثيف، هو مشروع قرار فلسطيني يدعو إلى دعمه للانضمام للمحكمة الجنائية، وقال عبيد الله إن السودان أبدى تحفظًا على هذا الأمر خاصة الفقرات المتعلقة بالمحكمة. وأضاف: "نحن نقدّر أن إخواننا في فلسطين من حقهم الانضمام وأن يلجئوا إلى المؤسسات الدولية لكن نشك أن الجنائية من ضمن هذه المؤسسات الدولية التي تحقق العدالة بالتجويع والممارسات الخاطئة. وأضاف: "نصحنا بأن يلجئوا إلى غيرها ولكن للأسف الشديد؛ رفض الفلسطينيون وأصروا على موقفهم ومقابل ذلك أصررنا على موقفنا أيضاً ورفضنا الفقرات الواردة في المشروع"، وأضاف: "سيتم رفع ذلك إلى قمة اليوم على أن السودان متحفظ بالكامل على الفقرات". وأشار إلى أن جيبوتي أيضًا تحفظت، وقال "هذا سيؤدي إلى إضعاف القرار ولكن ليس لنا خيار لأن لنا موقفاً مبدئياً من المحكمه ولا نستطيع أن نتنازل عنه"، وقال: "نحن نجد المسانده في المحافل الإقليمية والدولية وبالتالي سيكون هناك تناقض إن اتخذنا أي موقف مخالف لهذا الموقف ونأمل أن يتفهم الفلسطينيون موقفنا". وأضاف "نحن نصحناهم بأن المحكمه ربما تنقلب عليكم لاحقًا لأنها يمكن أن تُستغل ضدهم لأننا نشك بأن الجنائية لن تاتي بمسؤول إسرائيلي في يوم من الأيام أو مسؤول أمريكي"، وزاد "أخشي أن يكون هذا فخاً منصوباً للفلسطينيين".  
"معجبة بالبشير"
خلال تواجدنا في المركز الإعلامي الذي قامت بتجهيزه شركة سوداتل رحبت بِنَا فاطمه محمد المامي، دبلوماسيه بوزاره الشؤون الخارجيه والتعاون عضو اللجنه الإعلاميه على مستوى التحضير للقمة، والتي قالت لـ(اليوم التالي) إنها ترحب بكل الوفود القادمة، ولكن لديها خصوصيه للوفد السوداني برئاسه الرئيس البشير، وقالت لنا إنها حرصت على أن تكون من المستقبلين له في المطار ولكن ظروف عملها حالت دون ذلك، وأضافت "أنا طلبت من مدير إعلام القصر أن التقيه وقبل طلبي"، وزادت: "أنا عايزه أقول له إنني معجبة به وبسياسته وحبه لموريتانيا"، وأردفت "أنا أقول هذا الكلام حقيقة لا أكذب وأنا موظفة، ووضعي المادي ممتاز، وأمتلك سيارة آخر موديل، ولا شيء يدعوني إلى التملق.. لا أريد منه شيئاً سوى أن أعبر له عن إعجابي بأدواره السياسية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق