الأربعاء، 13 يوليو 2016

دولة الكيان الصهيوني ... طلب مستحيل للإنضمام الأفريقي

في الشهور الماضية، تحركت إسرائيل على جميع المحاور للانضمام إلى الاتحاد الإفريقي بصفة مراقب، مستغله احتياجات بعض الدول الإفريقية لإقامة علاقتها متشعبة معهم، ويقود هذا التحرك الدبلوماسي الرئيس الإسرائيلي «رؤوفين ريفلين» طالبًا في كل مقابلة
ولقاء مع زعيم إفريقي مساعدة بلاده لانضمام حكومة الاحتلال إلى الاتحاد الافريقي، الأمر الذي يرفضه عدد من الدول الإقليمية بالقارة على رأسها مصر والمغرب والجزائر.
كان آخر اللقاءات التي طالب الرئيس الإسرائيلي فيها بالانضمام للاتحاد الإفريقي، خلال لقائه برئيسة ليبيريا قبل ثلاثة أسابيع، التي تعهدت الأخيرة من خلال علاقتها بمساعدته في هذا الأمر، كما توجه ريفلين إلى ساحل العاج ليؤكد رغبة إسرائيل مجددًا في الحصول على مكانة مراقب بالاتحاد الإفريقي.ولم تبتعد كثيرا جولة نتنياهو الإفريقية عن هذه الحملة، فمن الواضح أن الجولة الصهيونية والتي شملت زيارة إثيوبيا، التي تحتضن مقر الاتحاد الإفريقي، وكان من بين الإغراءات الإسرائيلية للحكومة الإثيوبية اصطحاب رئيس الاحتلال 40 شركة إسرائيلية خلال زيارته لكسب مزيد من الدعم الإثيوبي في التوسع الإسرائيلي بإفريقيا مقابل مشاركة عدد من الشركات الإسرائيلية في مشاريع استثمارية ضخمة في إديس ابابا.
رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتانياهو، تمكن في محطته الإفريقية الأخيرة من الحصول على دعم إثيوبيا لمنح بلاده صفة مراقب في الاتحاد الأفريقي. واعتبر رئيس الوزراء الإثيوبي، وفقا لتلفزيون "فرنسا 24"، أنه ليس هناك مبرر لحرمان إسرائيل من هذه الصفة، لكونها تعمل "بجهد كبير" في عدد من الدول الأفريقية. وقال رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ميريام ديسالين في مؤتمر صحافي مشترك مع نتانياهو: "إن إسرائيل تعمل بجهد كبير في عدد من البلدان الأفريقية، وليس هناك أي سبب لحرمانها من وضع المراقب". وأضاف "نريد أن تصبح إسرائيل جزءا من نظامنا الأفريقي، نأخذ موقفاً مبدئياً بجعل إسرائيل جزءاً من اتحادنا".
لكن لماذا تريد إسرائيل الحصول على عضوية الاتحاد الإفريقي؟ صحيفة “معاريف” العبرية أجابت على هذا السؤال بقولها إن دخول إسرائيل مظلة الاتحاد الإفريقي، سيكون له عدد من المزايا، موضحة أن “القارة السمراء تضم 54 دولة لهذا فحصول تل أبيب على دعم عشرات الدول الإفريقية وتأييد سياستها سيمثل أمر ذو أهمية استراتيجية كبيرة لها”.ولفتت إلى أن “علاقات تل أبيب بالمحافل الدولية ستكون المستفيدة الأولى من عضوية الاتحاد؛ ففي الماضي نجحت الدول العربية وعلى رأسها مصر في استمالة مواقف الدول الإفريقية للتضامن مع القضية الفلسطينية، وهو الأمر الذي سيكون صعبا في ظل تواجد إسرائيل بالاتحاد”.وأشارت إلى أن”عضوية إسرائيل في الاتحاد الإفريقي لن تكون فقط عائقا أمام المساعي العربية للوقوف ضد تل أبيب ومناصرة الفلسطينيين في القارة السمراء؛ بل وستجبر الأخيرين على التوصل لاتفاق سلام مع تل أبيب”، مضيفة أن “بنيامين نتنياهو رئيس حكومة تل أبيب أعلن خلال جولته الإفريقية الأخير أن إسرائيل لديها الأن عدد من الفرص لتقريب دول القارة السمراء منها، وهي الدول التي اعتادت في الماضي دعم الجانب العربي والفلسطيني فيما يتعلق بالصراع مع تل أبيب، إلا أن في وقتنا الحالي تهتم هذه الدول بإقامة علاقات مع إسرائيل”.وقالت إن “تواجد إسرائيل في الاتحاد الإفريقي سيمهد الطريق لاتفاق سلام مع الفلسطينيين، وستدفع رام الله إلى التوقف عن اللجوء للحلبة الدولية كملجأ لهم وستضطر للتناقش مع تل أبيب على أساس ثنائي”، مضيفة أن “من بين المزايا التي ستحصل عليها تل أبيب كعضوة بالاتحاد هو الاستفادة من كتلة التصويت الإفريقية الضخمة التي تضم 54 دولة فى المحافل الدولية لتأييد القرارات التى فى مصلحة إسرائيل”.
عموما فأن مطالبة بعض الدول الإفريقية بانضمام إسرائيل إلى عضوية الاتحاد الإفريقي، غير واردة قانونياً، وهي مجرد استهلاك إعلامي ليس إلا". فإسرائيل ليست دولة أفريقية، والاتحاد الإفريقي واتفاقية تأسيسه الأولى في المنظمة الافريقية عام 1963، قبل أن يتحول إلى اتحاد في قمة سرت، لا تشير إلى امكانية دخول أعضاء من خارج القارة الإفريقية". و"ميثاق الاتحاد الافريقي يحدد شروط العضوية، وبالتالي مطالبات البعض بدخول هذه الدولة أو تلك إلى الاتحاد، تتناقض مع الميثاق، والحديث عن انضمام إسرائيل مجرد استهلاك إعلامي ليس إلا". وعليه فإذا كانت دولة الاحتلال( إسرائيل) تريد أن تعيش في سلام وتتواصل مع العالم، عليها أن تعطي الشعب الفلسطيني حقوقه كاملة، بما في ذلك حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمة القدس".و السودان ملتزم بالمبادرة العربية التي أطلقها العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز، ووافق عليها العرب في قمة بيروت عام 2002".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق