الأحد، 24 مايو 2015

حزب الأمة.. و(تآكل) الداخل!!

•    بدأت حمى التشكيل الجديد للحكومة عقب الإنتخابات الأخيرة، وباتت الحقائب الجديدة وشيكة، خاصة إنها متوقعة في أعقاب تنصيب رئيس الجمهورية المقرر بمشاركة قوى دولية، وأداء الرئيس القسم في الثاني من يونيو القادم.
•    لا أدري سبباً وجيهاً لإقامة حفل التنصيب، فالسيد الرئيس هو الرئيس المنتخب والشرعي للبلاد لدورة جديدة، بعد فوزه في الانتخابات الأخيرة، وكان الأجدى أن يؤدي القسم مباشرة ويشرع في تشكيل حكومته الجديدة، والانتقال بالبلاد إلى مربع تنفيذ الخطط والمشروعات لإستكمال النهضة.
•    لا شئ يشغل بال الناس هذه الأيام غير (ملامح) الحكومة القادمة، وبرغم علم المواطنين المسبق بأن الوجوه المتوقعة ستفرضها نسبة المشاركة في الانتخابات ونتائجها، إلا أن التكهنات لم تنقطع، ونشطت المجموعات الظاهرة والخفية هنا وهناك، كل واحدة تدعم فريقاً دون الآخر، وتقدم شخصاً على حساب الآخرين.
•    ما يدعو للعجب أن حزب الأمة القومي ينوي المشاركة في الحكومة الجديدة، ورغم أن آلت صريح لم يأت من قيادات بعينها داخل الحزب، إلا أن مجرد (فكرة) المشاركة تصيب الإنسان بالدهشة.
•    قالت الأخبار أن تيار الخط العام بحزب الأمة القومي كشف عن خلافات داخلية تعصف بالحزب بسبب رغبة البعض في المشاركة في الحكومة الجديدة، ومضى الخبر على القول على لسان يحي محمد ساتي – لأول مرة اسمع به – أن بعض قيادات حزب الأمة يرغبون في المشاركة في الحكومة القادمة.
•    بل أن ساتي قال إن بعض القيادات أدركت أن الحزب لا يستطيع أن يعارض بطريقة واضحة، وبعض قياداته تستحي من طلب المشاركة في الحكومة، لكنه أ:د في ذات الوقت وجود خلافات داخلية بسبب هذه المشاركة بين الرافضين والراغبين.
•    اللافت أن حزب الأمة من أقوى المعارضين، ولا يزال زعيمه السيد الصادق المهدي يقيم خارج البلاد، ويعتبر من أكبر المطلوبين في عدة بلاغات، وما يدعو للاستغراب أن تكون هناك مجرد رغبة للمشاركة في الحكومة القادمة، من هذا الحزب.
•    واذا كان ما كشفه يحي ساتي صحيحاً، تكون هذه الأحزاب مجرد لافتات للمصالح الآنية والذاتية والشخصية، ووقتها لا داعي للاستحاء، وإذا صحت الرغبة في المشاركة يصبح ما تناقشه هذه الأحزاب من نظام أساسي ودستور داخلي ليس إلا حبراً على ورق لحصد المكاسب.. وسيظل ما تطرحه من شعارات ومبادئ ضرباً من الدعاية الجوفاء.
•    أما اذا لم يكن الحديث الذي أدلى به السيد ساتي صحيحاً، فالحزب مطالب أن يتبرأ من أمثال هؤلاء، ويصدر بياناً صريحاً وشفافاً يوضح فيه مواقفه المعلنة مسبقاً وهي المعارضة الكاملة للنظام.. مثلما أعلن السيد الصادق في السابق أن مشاركة أبنه عبد الرحمن في الحكومة لا تمثل الحزب.
•    قال الإمام الصادق المهدي في حوار مع هذه الصحيفة منشور بالداخل، وهو يعلق على تشظي الأحزاب وانقساماتها وقدرتها على التحدي، قال إن لنظام الإنقاذ دور كبير في تفتيت الأحزاب عن طريق استخدام الترغيب والترهيب، ولم يسلم حزبه من هذا الدور.. فهل ما صرح به ساتي يفهم من هذا الباب، أم أن الحزب تشظي من الداخل ودون مؤثرات خارجية؟
•    الأحزاب السودانية مجتمعة تعاني من داء (الإنقسام) بما فيها الحزب الحاكم.. فهل قام الحزب الحاكم باستخدام ذات (المؤثرات) لتقسيم نفسه؟ حسب فقه السيد الإمام؟ أم نظل نتغابى عن الحقيقة الواضحة كالشمس بأن هذه الأحزاب (معلولة) ولا داعي للبحث عن (مشجب) لتعلق عليه علتها، فالحقيقة أوضح ما تكون أمام الجميع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق