الأحد، 31 مايو 2015

فرصة جديدة .. للوفاق (من حضر)..!

الحمد لله أنني لم أراهن يوما ما على أي جدوى لتأجيل الإنتخابات، وسقت في ذلك مبررات كافية وتمسكت بها على طول الخط، ولم أتراخ إطلاقا، اللهم إلا "مرة يتيمة" عندما كان هنالك عرض لوفاق وطني وحكومة وبرلمان بالتعيين لمدة سنتين شريطة أمرين: أن تقوم الإنتخابات الرئاسية في مواعيدها وأن يسلك المقترح طريقة لطاولة التعديلات الدستورية ويتم إجازته في البرلمان، وأن يعرض على إستفتاء شعبي متزامن مع إنتخابات الرئاسة، فيذهب الناس لإنتخاب الرئيس والتصويت على خارطة الطريق.
كان هذا المقترح "قيام الرئاسية وتأجيل البرلمانية"، والإستمتاع بفترة إنتقالية متفق عليها ومقننة دستوريا، يمثل بالنسبة لي عصفورين بحجر واحد، لكن إتضح أن الأشجار لا توجد فيها عصافير، توجد صقور جارحة تريد أن يتكيء النظام قليلا ليرتاح ليباغتوه بنقرة في حبل الوريد تنتهي منه ومن ثم ينقضوا على جثته، للأسف الحركات المسلحة وعلى رأسها قطاع الشمال لا تريد تسوية تستفيد منها الأحزاب الوطنية دون أن تكون هي على رأس النظام محاصصة مع المؤتمر الوطني "نص بالنص" مع الإحتفاظ بجيشها مثلما احتفظت به في نيفاشا الأولى، وهذا يعني أن الأحزاب ستتحول إلى "تمومة جرتق"، وللأسف لم تدرك هي ذلك ... واستمرت في الرهان على السقوط الكبير وانتظرت يوما كيوم مرسي ولكنها فوجئت لاحقا بأن خارطة التحالفات العربية تبدلت وصار السودان في قلبها.
بل هو الوسيط الأفضل للمشكلة في ليبيا، وفي مصر، والبقية تأتي، رغم التمنع والرفض من بعض الدوائر، الإقليمية والدولية.
المهم ... هذه فترة وعدت، وقامت الإنتخابات ونجحت وصارت شرعية ودستورية ومبرئة للذمة تماما، بل من الواضح أن حفل تنصيب البشير صار قمة آفرو-عربية تاريخية.
لا أميل لحسن النية ولا "السذاجة" ولم أراهن يوما ما على تأجيل الإنتخابات ولكنني أراهن على أن يكون هنالك بصيص أمل في العودة للوعي بالنسبة لعدد من القيادات الحزبية والميدانية في الحركات، وعليه أتمنى أن يقدم الرئيس عرضا جديدا لقيام إنتخابات برلمانية مبكرة لو توصلت الأحزاب إلى صيغة وفاق وطني (ولو بمن حضر) ولو توصلت الحركات إلى إتفاقيات سلام وتفكيك ودمج قوات (ولو بمن حضر)..!
الرئيس من صلاحياته الدعوة لإنتخابات مبكرة، ومن حقه الوعد بها والإتفاق مع آخرين عليها، وأنا واثق أنه ليست كل هذه الاحزاب وكل هذه الحركات مازالت خارج الشبكة، (بكل وضوح) هنالك قيادات أساسية تريد الخروج من هذه المظلات المتهاوية والمنهارة..!
ولو كانت هذه الصيغة مناسبة للحركات نفسها ... مرحبا ... لكنني "قنعت" تماما ... وأظن أنهم لا يريدون أي شيء سوى إسقاط النظام ولو كان بعد 25 سنة أخرى، أو بالأحرى ربما لديهم فواتير واجبة السداد تمنعهم من إتخاذ أي قرار لصالح السلام والوفاق الوطني ..!
على العموم ... نريد فرصة جديدة ... بعد سنتين (بمن حضر) ..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق