الخميس، 21 مايو 2015

الحوار وإعلان ضربة البداية

مرحلة الحوار الوطني القادم تتطلب الحراك السياسي في كافة الاتجاهات داخلياً وخارجياً حتي تتكامل الرؤية الجديدة وتصبح أمراً واقعاً مسنوداً ومؤيداً ومدعوماً من أغلبية القوي السياسية وجماهيرها، وأيضاً أغلبية المجتمع الدولي ومنظماته الفاعلة كالأمم المتحدة وغيرها، حيث يتطلب ذلك الجهد المرتقب وضوحاً في الطرح ودقة في المفردات اللغوية التي لا تقبل تفسيرات متعددة فيما يختص بالخطوط العريضة للإفطار التي تتسق مع المفاهيم ولا تتعارض مع المواثيق الدولية المبنية علي الحريات واحترام حقوق الإنسان.
فالدعوة للحوار الوطني هي مبادرة سودانية خالصة تشمل الجميع ولا تستثني أحداً ولا تقبل تدخلات أو ضغوطاً خارجية بقدر ترحيبها بكل الذين يدعمونها بتقريب وجهات النظر بين الفرقاء ويتطلعون إلي إحلال السلام في مناطق النزاعات بدارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، وبالأمس أعلن الأمير أحمد سعد عمر، عضو آلية (7+7) بأن  الرئيس البشير سيلتقي بالآلية قبل أدائه القسم في الثاني من شهر يونيو القادم، وذلك في إطار الترتيبات المتعلقة بالجدول الزمني لانطلاق الحوار وتجديد الدعوة للذين لهم مواقف مغايرة حسب فهمي واستنتاجاتي لطبيعة اللقاء الذي أعلن عنه (أحمد سعد) خاصة وأن لجنة (7+7) قد قطعت شوطاً مقدراً علي صعيد إعداد أديس أبابا، ومن الواضح جداً أن نجاح الحوار والسير فيه قدماً يعتبر من أولايات برنامج السيد رئيس الجمهورية بعد أدائه القسم خاصة وأن برنامجه الانتخابي  الذي علي ضوئه صوتت له تلك الجماهير الغفيرة يستند علي السلام والاستقرار والتنمية عبر الحوار الوطني الشامل الذي ظل يكرر عبره الدعوة لكل الحركات المسلحة للمشاركة فيه بدون إقصاء لأحد أو هيمنة علي القرارات من الحزب الحاكم أو وصاية علي احد وبدون أجندة خاصة أو خارجية قد تعرقل مسيرة الحوار (السوداني – سوداني) والوصول إلي نهاياته بإرادة وطنية وعزيمة تعالج كافة الأزمات العالقة.
ومن هذا المنطلق لا أري أي تبريرات لمقاطعة تلك الدعوة من بعض القوي السياسية باعتبار أن البديل للسلام عبر الحوار هو استمرار الحروب التي يرفضها أهل السودان ولا يقبلها المجتمع الدولي الذي ظل أيضاً يعاني بسببها من إشكالات خاصة بالنازحين واللاجئين وتقديم الإغاثة وحماية المدنيين، فالطريق نحو الحلول صار في اتجاه واحد لا يقبل العودة للخلف، فعلي الذين كانت لهم ملاحظات حول المشاركة في الحوار أو كقاطعته أن يجربوا الدخول فيه ثم بعد ذلك يمكن لهم اتخاذ تلك المواقف الرافضة، فالعبرة في الحوار الوطني أن تقول رأيك في داخله وبدون ضغوط أو إقصاء، وأن تخذ ما تراه مناسباً  في حالة التعارض مع أفكارك الموضوعية التي تتطابق مع المواثيق الدولية، وتجد الرفض من الآخرين وعموماً فلنتفاءل، فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة سيلعنها الريس بعد أداء القسم في الأيام القادمات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق