الأحد، 31 مايو 2015

حديث غريب لا شبه (إبراهيم السنوسي)!!

في حديث منسوب لإبراهيم السنوسي أحد شيوخ الإسلاميين ونائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي جاء وصفه للزعيمين التاريخيين لحزب الأمة والاتحادي الديمقراطي السيد الصادق المهدي والسيد محمد عثمان الميرغني بأنهما أصابهما الضعف والوهن الفكري؛ وقال السنوسي في برنامج نادي الاعترافات الذي ثبته قناة أمدرمان ويقدمه الإعلاني عادل  سيد احمد إنهما – أي المهدي والميرغني – قد أًصابهما (الزهايمر)؛ وفي ذات الوقت أكد نائب الأمين العام للشعبي صحة الترابي وأنه لا زال يتمتع بصحة جيدة ولياقة ذهنية عالية.
حديث غريب لا يشبه السنوسي الذي يمتلك تجربة سياسية تجاوزت نصف قرن من السنوات؛ مهما كانت الخصومة السياسية بين الأطراف التي يمثلها السنوسي وبين تلك التي يمثلها المهدي أو الميرغني؛ ينبغي أن لا تجعل  الحديث ينحدر إلي هذا المنحي.
وعلي القيادي تصويب (رمياته) إلي البرامج والفكرة ومقارعة الحجة بالحجة.. الشيخ إبراهيم السنوسي كان سيكون منصفاًً للغاية أذا شمل كل القادة التاريخيين للأحزاب دون استثناء بهذه الصفات.
لأن تكلس الأحزاب السودانية؛ ونزوعها للانشقاق والانشطار؛ كان سببه الرئيسي عدم فتح الباب للشباب وتجديد دماء تلك الأحزاب (العجوز) وأن يصبح قادتها التاريخيين آباء مؤسسون لهم كامل الاحترام والتجلة.
المناداة بحق تقرير المصير لـ(دارفور) يصبح حديثاً بلا قيمة؛ كونه جاء من مناوي؛ ليس تقليلاً من شن الرجل الذي اختار خيار البندقية؛ بعد أن كان في القصر الرئاسي واتخم من خيرات السودان؛ ولكن يظل هذا الحديث بلا قيمة فعلاً طالما أنه جاء من الذين لا يمثلون دارفور بأهلها والقابضين علي جمر معاناتها.. وحق تقرير مصير دارفور بيد أهلها لوحدهم؛ ولا تمثلهم أي حركة من الحركات.
الحركات المسلحة؛ اختارت طريق البندقية وأذاقت أهل دارفور نيران الحرب ورأت أن أقصر الطرق لسدة الحكم هو حمل البندقية؛ وآخرون أرادوا أن يتكسبوا بالحرب ولهيبها؛ وليسوا أكثر من (لوردات حرب وأمراء قتال)؛ ولا تعنيهم مصلحة أبناء دارفور في شئ.
قبل أن تنتهي مأساة (تانكر غاز النفق)؛ حملت الأنباء بالأمس احتراف (تانكر) آخر بمنطقة الفتيحاب عندما انفجر أثناء تفريغه لحمولة بمحطة سراج؛ وقد احترق تماماً دون وقوع خسائر في الأرواح؛ وكانت شرطة الدفاع المدني قد تدخلت لاحتواء الحريق بأربعة سيارات ونجحت في السيطرة عليه قبل أن تتسع رقعته.. ما رشح من حديث أن الانفجار وقع نتيجة لعدم ابتاع إجراءات السلامة عند تفريغ الحمولة بالمحطة.
ذات صحف الأمس حملت خبراً  آخر لانفجار تانكر بمنطقة السليم شرق مدينة دنقلا وأبلغ السائق شرطة الدفاع  المدني التي خفت إلي مكان الحادث وأخمدت النيران قبل أن تلتهم الناقلة.
توالي هذه الانفجارات في وقت وجيز دليل علي وجود (ثغرات) في إجراءات السلامة المتبعة في نقل المواد البترولية والمحروقات.. الأمر الذي يجب أن تقابله الجهات المسؤولة بالمزيد من الحسم.. حيث يبرز  هنا تساؤل مهم: ما هو دور  الشركات العاملة في نقل  المحروقات لتحقيق مطلوبات السلامة اللازمة؟.
وما هو دور الجهات المسؤولة في عدم تكرار مثل هذه الحوادث؟ التي ربما كان لطف القضاء في حدوثها متوفراً  هذه المرة وربما لا يتوفر إذا ما تكررت لاحقاً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق