الأربعاء، 20 مايو 2015

كوة يروي قصة الاعتقال والعودة إلى الخرطوم

كوة حارن دارقيل عبد الرحمن، عامل سباكة بسيط، التحق للعمل بوزارة الخارجية منذ أكثر من (34) عاماً، وظل يتنقل في محطاتها الخارجية، ووفقاً للائحة العمل الدبلوماسي اختارته الوزارة في العام 2011م ليكون أحد العاملين بسفارتها في جوبا قبل إعلان انفصال دولة جنوب السودان.
كوة تعرض إلى حادثة احتجاز من قبل الأجهزة الاستخباراتية لدولة جنوب السودان، كادت تعصف بعلاقات الخرطوم وجوبا، خاصة وأنه ظل مفقوداً لأكثر من أسبوع دون أن تدري السفارة السودانية في جوبا مكانه، لجهة أن هاتفه الجوال ظل مغلقاً، والرد الدائم ان ((هذا المشترك لا يمكن الوصول إليه حالياً)).
طاقم السفارة السودانية في جوبا، ظل قلقاً وكثف السفير مجدي مفضل القائم بأعمال السفارة وطاقمه البحث عنه، وشملت عمليات البحث والتفتيش كل مستشفيات وأقسام الحوادث بمستشفي جوبا ولكن بدون أي جدوى، وتم إبلاغ وزارة خارجية دولة الجنوب وشرطة أمن السفارة والأجهزة الأمنية والعسكرية، ولكن بعد أكثر من أسبوع تأكدت السفارة – بعد تقصيها – بأنه في يد قوة للاستخبارات العسكرية الجنوبية.
وسرد كوة تفاصيل حادثته، وقال إنه في يوم الجمعة الموافق الأول من مايو الحالي، قرر في التاسعة صباحاً زيارة أحد أقربائهم "عمه" الذي يسكن في أحد أحياء جوبا بعد أن أبلغ زميله في السفارة بأنه لن يتأخر، خاصة وإنه قد أسندت إليه مهمة حراسة سفارة السودان في جوبا.
ويضيف كوة بأنه في تمام العاشرة والنصف صباحاً وبعد عودته من زيارة عمه التي لم تستغرق أكثر من عشر دقائق، خاصة وان اليوم كان عطلة لعيد العمال، وامتطي كوة دراجة نارية والتي تعد وسيلة مواصلات معروفة في جوبا ويقودها سائقها في شارع يسمي خور ميوم الذي يمر بالقرب من قيادة الجيش، ويتابع: لاحظت أن دراجة أخرى عليها اثنان يرتديان ملابس ملكية حاولا لعدة مرات عرقلة دراجتي ولكنهما فشلا في ذلك.
وأردف بأنه فجأة تم إيقاف الدراجة التي يمتطيها وأبلغ سائق الدراجة بأن هذا الطريق ممنوع، وأشار إلى أنه تم اقتياده إلى داخل القيادة العسكرية بعد توجيه صاحب الدراجة بالتحرك فوراً.
ويمضي كوة إلى أنه تم التحقيق معه داخل القيادة بواسطة نقيب، ووجهت له اتهامات بأنه يقوم بتصفية قيادات دارفور وأنه ليس مدنياً بل عسكري ويعمل لحساب السفارة، وذكر كوة أنه تعرض للضرب بالسياط و "الكفوف" وتم تقييده بالاسم الرابع "عبد الرحمن" حتى لا يتعرف عليه أحد، وقال إنه تم نقله إلى سجن تحت الأرض يطلق عليه أسم "البيت الأبيض" مكث فيه أربعة أيام دون أن يري أحد رغم أن السجن كان مليئاً ولكن الظلام يحجب الرؤية، وأشار غالى أنه تمت إعادة التحقيق معه في اليوم الخامس، وتم توجيه اتهامات جديدة له متعلقة بتصوير مواقع عسكرية، علماً بأن هاتف كوة من إنتاج "نوكيا" القديم ولا يحتوي على كاميرا وانه بحوزتهم وبإمكانهم تفتيشه.
وأكد كوة أن ظل ثابتاً على أقواله في كل التحريات، وقال إنه تم اقتياده في ذات اليوم إلى معقل آخر قضي فيه ستة أيام قبل أن يتم عرضه على مدير إدارة الاستخبارات الجنوبي بحضور القائم بأعمال السفارة مجدي مفضل لينقل مباشرة إلى وزارة الخارجية بصحبة القائم بالأعمال للالتقاء بوزير خارجية دولة الجنوب ومن ثم تسليمه للسفارة بعد (11) يوماً قضاها في معتقلات جوبا.
كوة الذي عاد إلى الخرطوم بعد إطلاق سراحه بيوم واحد، قال إن فترة انتدابه بجوبا تبقت منها ستة أشهر، ولكنه أكد أنه لن يعود مجدداً بعد الذي ناله من تعذيب وضرب دون ذنب أقترفه، والتقي كوة أمس وزير الدولة بالخارجية د. عبيد الله محمد عبد الله وأطلعه على ملابسات اعتقاله، ويتوقع أن يلتقي اليوم بوزير الخارجية علي كرتي لذات الغرض.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق