الأحد، 31 مايو 2015

الاتحادي (الأصل) .. قطع كيكة السلطة بأيدي صغيرة

في الوقت الذي أعلن فيه حزب الأمة المتحد عن اعتذاره المشاركة في الحكومة الجديدة احتجاجاً على الحقائب الوزارية التي حددها المؤتمر الوطني للحزب أعلن الاتحادي الديمقراطي (الأصل) فراغه من تسمية منسوبيه المرتقب توليهم حقائباً دستورية بالتشكيل الوزاري الجديد والدفع بها على طاولة محمد عثمان الميرغني حيث آمن الحزب علي كل من حاتم السر وإبراهيم الميرغني وعادل جابر أبو العز، ليكونوا وزراء جدد، بجانب الإبقاء على أحمد سعد عمر وزير مجلس الوزراء والفاتح تاج السر وزير الأوقاف، ويري مراقبون أن هذه الخطوة تأتي رداً على التصور الذي دفع به رئيس قطاع التنظيم محمد الحسن الميرغني في وقت سابق والذي وضع فيه تصوراً حول المؤسسات التي يرغب الحزب عبرها في المشاركة في الحكومة وربما قد يكون الرد أتي بناءً على رغبة الحزب الذي سارع بالدفع بقائمة مرشحيه.
صمت واختفاء:
(الدفع بوجوه جديدة من قبل الاتحادي (الأصل) يأتي إشارة للدور الذي سيلعبه الحزب في المرحلة القادمة عبر مشاركته في الحكومة ومواقفه وسياساته الداعمة لنهضة البلاد) هذا حسب ما جاء خلال الاجتماع المطول الذي عقده الحسن الميرغني مع قيادات حزب الاتحادي الذي تعددت ألسنته خلال الفترة الماضية وكادت أن تعصف الخلافات الأخيرة به خارج الخارطة السياسية ولازال مؤتمره العام معلقاً بين آمال وطموحات انعقاده في القريب العاجل من أجل وحدة الاتحاديين الذي تشتت أفكارهم وتباينت مواقفهم وتمددت من النقيض إلى الآخر ولعل الدفع بإبراهيم الميرغني ترك عدداً من الإستفهامات لا سيما من جانب الأجهزة الإعلامية التي عانت بسبب غيابه عن تبصيرها بما يدور في أروقة الاتحادي حينما كان ناطقاً باسم الحزب، فالشاب المنحدر من بيت المراغنة عرف عنه عشقه للتسفار وممارسة الصيد والإكتفاء بالظهور المستمر على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي بنشر صور خاصة عن رحلاته أو أفراد أسرته، بينما 
تعليقاته في الشأن العام فهي خليط بين الثقافي والفكري وظهوره في وسائل الإعلام أقتصر على مرات معدودة، جلها عقب شكوى القيادي في الحزب د. علي السيد من المعاملة المسيئة التي تلقاها من حارس الميرغني كما ظهر مع الإعلامي ومقدم البرامج التلفزيونية الطاهر حسن التوم في حوار له يقول الميرغني: (الناطق هو شخص يعبر عن الخط السياسي للحزب في مرحلة معينة ولا يصنع سياسة بقدر ما يعبر عنها)، فهو شاب معروف بصمته، حيث يقول المحلل السياسي بروفيسور المعتصم محمد بأنه صمت مبلوع ومفهوم داخل الحزب الاتحادي الذي يفتقر للمؤسسية ويري المعتصم أن حفيد المراغنة يأبي أن (يشيل وش القباحة) على حد تعبيره، وربما يكون ذلك خوفاً من التعبير عن موقف قد لا يكون في محل مباركة مولانا محمد عثمان الميرغني.
تجديد دماء:
قيادي بالاتحادي فضل حجب أسمه قال إن سياسة الحزب الجديدة تركتهم جانباً بالرغم من تاريخهم الكبير في الحزب، وقال إن الحسن الميرغني بقراراته الأخيرة بفصل عدد من القيادات التاريخية بالاتحادي الأصل كان دليلاً كبيراً على ذلك رافضاً أن يتم تأجيج الصراعات داخل الحزب في هذا الشأن من أجل مصلحة الاتحاديين الذين درجوا على حد قوله بالوصول الى معالجات فيما بينهم إلا أنه عاد وأكد بأن هذه القرارات لم تأت فردية من الحسن وإنما جاءت بمراجعة ومباركة حتى تم إصدارها، من جانبه قال نائب رئيس الحزب الفريق (م) عبد الرحمن سعيد ان المبدأ الأساسي لمشاركة الاتحادي في السلطة هو الحال الذي وصل له السودان وليس تهافتاً على السلطة كما يقال ونحن هدفنا من المشاركة يأتي لرغبتنا في الوصول إلى ما يريد الوصول إليه الجميع من أمن وإستقرار سياسي وتأكيد علي مشاركة الاتحادي في السلطة مع سبق الإصرار وتأكيد على أن الحزب مع الحكومة العريضة التي تضم كل الفعاليات السياسية، مشيراً إلى أن الاتحادي هو مستقبل السودان وهو حزب طبقة مستنيرة وواعية لشباب واعد عليهم أن يتقدموا لاستلام القيادة لأن الوجوه القديمة حان وقتها لتنزوي وتكون مرشدة وهادية للقيادات الجديدة والاتحادي لديه من الكوادر الجديدة أعداد مؤهلة ومقتدرة عليهم أن يحملوا الراية ويتقدموا الصفوف، ونفي سعيد ما تردد بأن الميرغني يبحث عن السلطة من خلال أبنائه، وأضاف أن البحث عن السلطة يمكن أن يكون من خلال الحزب وليس الأبناء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق