الاثنين، 18 مايو 2015

الترويج للحوار

كانت إفادات الدكتور مصطفي عثمان حول مجريات الحوار الوطني مقنعة وداحضة لكل التشككات التي تتهم المؤتمر الوطني بعدم الجدية والوصول بالحوار إلي غاياته حيث أكد في الحوار الذي أجرته معه المحاورة الجريئة الدكتورة (إيناس) بتلفزيون السودان مساء السبت الماضي بأنهم في المؤتمر الوطني ملتزمون بكل مخرجات الحوار الوطني التي تجمع عليها القوي السياسية والحركات المسلحة وأن الانتخابات التي مضت هي وسيلة لتدعيم الحوار والوفاق الوطني  علي طريق التداول السلمي للسلطة الذي يفضي إلي سلام واستقرار  يجنب البلاد المخاطر وسيناريوهات  التدخلات  الخارجية باعتبار أن الحوار (السوداني – سوداني) هو فرصة تاريخية لمعالجة كافة الخلافات والإشكالات العالقة.
وتحدث في نفس اللقاء فضل السيد شعيب الناطق الرسمي لآلية الحوار (7+7) مشيراً إلي كل الخطوات الإيجابية المهمة كانت قد تحققت في الشهور الماضية وعلي رأسها إجازة خارطة الطريق والتوقيع علي إعلان أديس أبابا مع الحركات المسلحة برعاية الآلية الإفريقية، وقال (بشاره أورو) القيادي بحزب العدالة في إفاداته كجزء من ذلك اللقاء أنهم مطمئنون بأن الإعداد للحوار الوطني يسير بجدية وقوة نحو غاياته وأن المرحلة السابقة كانت للتحضير الجيد وعمل اللجان التي تكاد أن تكون قد فرغت من مهامها وأن أي حديث لرافضي الحوار يشكك في عدم قيامه هو مردود لأصحابه ويجافي الخطوات الجادة والإنجازات التي تحققت في الفترة الماضية.
وعموماً كان اللقاء مطمئناً بأن الحوار الوطني هو الخيار الأحد والطريق الذي أجمعت عليه معظم القوي لسياسية للعبور بالبلاد نحو بر الأمان دون تمييز أو إقصاء لأحد ولقد كانت حلقة مساء السبت الماضي لقادة مجموعة (7+7) مهمة وشفافة في طرح القضايا والمعوقات التي تواجه مسيرة الحوار الوطني كما كانت هناك الحلول الموضوعية وخطوات تهيئة المناخ السياسي الذي يمكن الجميع من المشاركة وعلي وجه الخصوص الحركات المسلحة ويا ليت التلفزيون السوداني يعيد تلك الحلقة المميزة مرات ومرات  في غياب الخطة الإعلامية المتكاملة التي كان من الممكن أن تظل تروج للحوار الوطني باستمرار باعتباره فرصة مواتية في أن يكون السودان أو لا يكون عبر الحوار والتفاوض السلمي الذي انتظرناه كثيراً منذ أن نال السودان استقلاله وحتي يومنا هذا .
فالإعلام الشعبي للتبشير بالوفاق  الوطني مطلوب في كل ولايات السودان وفي داخل الجامعات والمدارس وحتي المصالح الحكومية ووسط القوات النظامية ومؤسسات القطاع الخاص إلي جانب أهمية الترويج الإعلامي  للحوار في خارج السودان وسط الجاليات والمنظمات الدولية الإقليمية والدولية فالإعلام  بكل آلياته هو المفتاح الحقيقي لنجاح الحوار الوطني الذي يجب أن نحشد له كل المكونات  الشعبية السودانية في داخل وخارج الوطني حتي يكون العالم بأسره شاهداً علي الدعوة السلمية بدون إقصاء لأحد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق