الاثنين، 18 مايو 2015

شباب الحوادث وقسمة قسمة

* أن توقد شمعة خير ألف مرة من أن تلعن الظلام، وشباب الحوادث أنار الله بصيرتهم بألف شمعة وشمعة، ثم برقت في خواطرهم لفتة إنسانية بارعة، فقدموا عليهم السيدة قسمة التي تعمل في بيع الشاي لهم، وتوفر لهم قاعة لاجتماعاتهم تحت ظل شجرة بجوار المستشفي، وتشجعهم وتحفزهم لعمل المزيد، ومن ضمن أعمالهم الصغيرة التكلفة العظيمة الفائدة كانت تلك الغرفة للأطفال التي زادت تكلفتها عن مليوني جنيه جمعوها من مدخراتهم وتبرعات المحسنين، ودابهم وإصرارهم وإيمانهم، أنا لا أعرف أسم أي من هؤلاء الشباب، لكني اليوم أعرف أسم (السيدة قسمة) والتي هي خير من يقص شريط الافتتاح أفضل من شاغلي المناصب الدستورية بحسب عبقرية الفكرة التي تستند على قاعدة أن العمل أسهل وانفع من الكلام.
* فبينما تتفرغ بعض الفئات المعارضة المعطوبة الفكرة لصناعة الأكاذيب وترويج الشائعات بالباطل والباطل وكأنها لم تقرأ قصة (هجم النمر) في المطالعة الأولية أو لم تسمع بها! تقوم مجموعة شباب الحوادث بمثل هذا العمل الإنساني الرائع وبينما تسود الصحائف بصفقة سيارات شباب المؤتمر الوطني المليارية يزعمهم.
تعمل مجموعة شباب الحوادث (لرفع ذكر سيدة) مكافحة لكسب لقمة عيش شريفة بعرق جبينها وخدمة يمينها، ولم تخل صحيفة في الأيام الفائتة عن خبر وفاة المغفور له بإذن الله تعالي (غسان) وهل مات غدراً أم قدراً؟
وهل قضت الزميلة الشهيدة عبير بسبب إهمال حكومي؟ ولا يجد خبر افتتاح (السيدة قسمة) لغرفة الأطفال حيزاً للنشر ذلك لأن (قسمة قسمة) إنها لا تشغل منصباً دستورياً ولا هي مطربة تظهر في القنوات وإلا لاحتلت المانشيتات.
قسمتها كده لكن قدرها عند الله عظيم بإذن الله ومن يدري فعلها أتقت النار (بكباية شاي أو ملعقة سكر).
شباب كثر يعملون في خدمات مجتمعية رائعة، مثل إفطار تلميذ الذي تقوده (مجددون) وجماعة (صدقات) التي تجتهد في توفير بعض الضروريات وتسابق الزمن قبل حلول شهر رمضان الكريم، وشباب (ممكن) الذين يجتهدون في أعمال الخير ويفتحون فرصاً للشباب والجهد الواضح في صيانة المدارس الذي تتبناه جماعة أخرى، أنسيت أسمها فلهم ألعتبي، وقد كان للشباب (دون تصنيفات سياسية وأيدولوجية) أدوار ظاهرة في درء آثار السيول والفيضانات العام المنصرم مما كان له أثر طيب في نفوس المتأثرين أما الزبد فيذهب جفاءً، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض.
وعلى المجتمع والدولة دعم مثل هذه الجهود المباركة وعلى الإعلام بمختلف وسائطه التنويه بمثل هذه الأفكار الخلاقة وتعظيم مثل هذا العمل الطيب وتقديم من يقومون بمثل هذه الفعاليات باعتبارهم نجوم مجتمع يقومون بدور مجتمعي واسع النطاق (بدون كلام) ليجد المستهدفون أثره ونفعه فيدعون الله ليبارك في المبادرين ويدعون الله على المقصرين الأنانيين الذين جعلوا الدنيا غاية همهم ومبلغ علمهم.
* الشيخ رجب رجل كفيف تبرع له الشيخ سلطان ألقاسمي حاكم الشارقة بتكلفة عملية جراحية لعينيه، فشكر الشيخ وقال له: لا داعي لإجراء عملية عالية التكاليف وغير مضمونة النتائج، فلو جعلت تبرعكم الكريم لخدمة أهل منطقتي لكانت الفائدة أعظم والثواب أجزل، وقد كان أن شيد طريق الحصاحيصا – وادي شعير على نفقة الشيخ سلطان القاسمي مكرمة لشيخ رجب، هذا الشارع أسمه (شارع الشهيد الزبير) وقدم أهل الدائرة الشيخ رجب نائباً عنهم في المجلس الوطني، وها هو يشغل نفس الموقع في هذه الدورة أيضاً ويخدم أهله بلا من ولا أذي، وهكذا تقدم بلادناً مثلاً شروداً في الأثرة ولو كان بالنفس خصاصة، بينما تمتلئ نفوس البعض خسة وهم لا هم لهم إلا أن يروا الحكومة قد زالت وبس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق