الأحد، 24 مايو 2015

أشلاء حزب الأمة

قبل شهر من الآن كتبت على صفحتي في الفيس بوك منتقداً حركة العدل والمساواة والقفزة الانتحارية التي أقدمت عليها فكسرت عنقها.
تباينت ردود الفعل من أصدقاء الصفحة وحاول أحدهم تكذيب الخبر قائلاً إن الحركة هي التي كسبت المعركة ثم رفع صورة قديمة مدعياً أنهم أفراد أسرتهم العدل والمساواة وهم في حوزتها الآن، أبنت له أن الصورة كاذبة ولا علاقة لها بالمعركة، ولكنه أصر على مغالطاته التي لم يلجمها إلا بيان من جبريل إبراهيم نفسه يعترف فيه بالهزيمة بعدها بيومين من بيان جبريل رن هاتفي في إلحاح دون أن يظهر على شاشته رقم محدد، وعندما فتحت الخط جاني الصوت مألوفاً وليس غريباً على أذني، بعد السلام والسؤال عن الحال شرع محدثي في تبليغي معلومات مفصلة عن العدل والمساواة وما يدور في داخلها من صراع أشتد أواره عقب الهزيمة النكراء ثم أخبرني أن جبريل أصبح يتهرب من عقد اجتماعات لأجهزة الحركة حتى يتحاشى سهام النقد التي ستوجه له، ثم أضاف أنهم بصدد عقد اجتماع للمجلس يقبلون فيه جبريل، فاجأته بسؤال أضحكه، وما هي علاقتك بالعدل والمساواة فأجاب وكأنه استنكر جهلي بخبر انضمامه للحركة وترقيه فيها مقاماً علياً يكفل له مع آخرين إقالة جبريل إبراهيم.
محدثي كان شاباً نشطاً في صفوف الإصلاح والتجديد منذ خروجنا من حزب الأمة القومي بل كان عضواً في المكتب القيادي للإصلاح والتجديد، مل مع من أصابهم الملل فانضموا للحركات المسلحة، اللافت أن كثيراً من شباب حزب الأمة سواء الذين كانوا نشطين في الجامعات أو في مؤسسات الحزب تفرقوا وانضموا للحركات والجماعات المسلحة المختلفة، بل إن بعضهم أصبحوا قادة ميدانيين يديرون المعارك قبل أسابيع كأن هاتفي يحتضن بذراعيه رسالة مطولة وفضيحة مكتوبة بلغة رفيعة، ولما تبينت مصدرها وجدتها من (حبيب) سابق بحزب الأمة انضم لجماعة موسي هلال، وأصبح قيادياً في مجلسها الأعلى ثم أتحفني بصورة وعنقه محاطة بشريط الذخيرة.
في منتصف التسعينات كان لدينا في مكتب إعلام حزب الأمة السري (دكانة) صغيرة في أحد أزقة السوق العربي المزدحمة، يقبع في هذه (الدكانة) شاب ينكفئ على ماكينة خياطة، يسلمك في صمت ورقة التكليفات المطلوبة ويلف داخل قماشة أبيض أموال التمويل، ظل ذلك الرجل يؤدي مهمته المحفوفة بالمخاطر لفترات طويلة بهمة وانضباط عاليين بدون ارتكاب خطأ واحد، قبل يومين قرأت له إعلان مدفوع الأجر معنون بـ(انسلاخ وانضمام) يعلن فيه مع آخرين خروجه من أحد أحزاب الأمة ودخوله في آخر، ابتسمت وقلت في نفسي متى يضع صديقي هذا عصا الترحال؟
ومتى تهدأ هذه الأشلاء؟، ومتى تجد الأمة (أحزابها)؟.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق