الخميس، 29 ديسمبر 2016

المعارضة الأسفيرية تلعق جراح الفشل

في ظل أنسداد الأفق السياسي السوداني ، يجب أن نعترف أن قيمنا و أخلاقنا و سلوكنا السوي قد انتهكت ، لم تعد السياسة السودانية محملة بتلك الأبعاد الكبيرة و المشاريع السياسية الموحدة للوجدان السوداني ..
عندما تنبريء الأصوات النشاز ، أصوات الأداء السياسي الرديء و تملأ الأسفير ضجيجا سقيم ، و حماسا غبي و فحيحا نتن ، بأقوال تقوض كل أركان السودانوية الجميلة بتسامحها و تعايشها و تكرس للعنصرية المقيته و التشرذم و الاستعلاء الأجوف ، عندها فقط نعلم أنها شهادات و دلالات التردي التي تدمغ واقع المعارضه المتردي و تدينه ، كيف لا !! و نحن نسمع أن حرائرنا يداس علي حماهن و عروضهن و يدمغن بساقط الفعل و فاحش القول في أنتقاص لرجولتنا و هزيمة لسودانيتنا و مقامره علي مستقبل الوطن و استباحة لوحدته ..
فبمثل هذا الفحش فقط يجد بعضهم لتنظيمه و لنفسه حضورا في الواقع السياسي السوداني و الأسفيري .. أنه زمان القبح السياسي المقيت التي انتهكت فيه كل القيم النبيلة ..
ان خطاب المعارضة السودانية بجميع مكوناتها لا يعدو سواء أنه خطاب سياسي تحريضي و تصفية حسابات سياسية ضيقه لن تضيف أمر ذي بال للسياسة السودانية و لا للوطن .. أنه خطاب سياسي معطون في القبلية و العنصرية المقيته. . و دونكم بعض التسجيلات الصوتية البائسة لبعض منسوبي اليسار أمثال صديق الموج و جعفر محمد إبراهيم و هم يسبون الناشطة السياسية تراجي مصطفي ، التي أربكت حسابات المعارضة السياسية و إضافة بعدا و مصداقية للحوار الوطني ، امطروها سبابا و شتما و بمفردات سوقية نتنه يعف اللسان عن ذكرها .. إنه حديث يشف عما يحمله المستقبل السياسي للوطن ، حديث يهزم مصداقية المشاريع السياسية القادمة و ما تدعيه من عقلانية و موضوعية و استنارة و مدنية و علمانية و نهضوية لبناء دولة الحكم الراشد و القانون ..
لقد كشفت المعارضة السودانية بمكوناتها الهلامية عن وجه كالح .. جاهل يدعو للشفقة و الرثاء .. في سب لكل الهامش السوداني عندما يتجاوز السباب الأخت تراجي مصطفي و يعيرها بالقطية و العصيدة .. عماد مسكننا و مأكلنا .. بل عماد كل بيت سوداني ..
أنه العجز .. بل العاجز الذي يحاول أن يسد عجزه بالسباب و الشتائم و ساقط القول .. بدلا عن الحوار و مقارعة الحجة و الحديث الموضوعي و العقلاني الذي يرتقي بالأداء السياسي المعارض الي مستوي مسؤولية المرحلة التي تفرضها المصلحة العليا للوطن و الدولة و المجتمع ….
لقد وقف العلمانيون خلف ما يحاك ضد السودان ، و تبنوا كلما صدر عن منسوبيهم فعلا و قولا ، أيا كان قدر فجاجته و سماجته و صفاقته رغم أعتراض بعضهم ، و لكن عصبية القبيلة العلمانية هزمت استقامة الفكر و الرؤية ، بل أدعوا أنهم الفجر الجديد و قوى الأجماع الوطني و الجبهة الثورية و نداء الوطن عندما تدلهم الخطب ، بل أنهم زبدة أخيار السياسة السودانية و أطهارها و أن من عداهم من أركان النظام القائم و كل من شاركهم الحوار الوطني من التنظيمات السياسية و الحركات المسلحة و وفود الخارج هم من المرتشين الأشرار و الفجار ، و أن كلما يصدر من المعارضة بمكوناتها ما هي إلا بشارات ( النهضة ، المدنية و أمارات التنوير ) ، بل سدر نفر منهم في غيه و أعتبروا أن أحد معايير التنوير و بناء السودان الجديد لن يتم إلا بمناهضة كل إسلامي و أقصاء كل من يشاركهم الرؤية و الفكرة و المشروع ..
و في ذلك مذبحة أخلاقية و إنسانية و إقصاء لمبدأ الحق في الأختلاف و أنتهاك صريح لقيم الوطنية و صيرورة الوطن ..
لقد أنبنت فكرتهم علي أن الأسلاميين و من شايعهم علي اختلاف رؤاهم و جماعاتهم و مدارسهم و مذاهبهم ليس سواء مؤامرة شيطانية واحدة ، لا فرق بين الكودة و يوسف الكودة .. أو بين علي و شيخ علي ..
أنها رؤية تفتح الباب واسعا علي كل أبواب العنف و العنف المضاد ..
مما يؤسف له أن كثير من رموز و مناصري العصيان المدني قد وقعوا في فخ الخلط بين الدعوة الي أسقاط النظام و مشروعه السياسي و بين محاولة الشيوعيون و العلمانيون في الأحتيال و الدعوة الي أضعاف التدين و تجفيفه أو علي أسوأ الفروض ترشيده و توجيه الشباب الي الألحاد .. حيث تمادوا في أقامة الأحتفائيات الأعلامية لمساندة اللائي أو اللأتي يعلن تمردهن و ألحادهن علي الملأ ( ملحدون من أجل العصيان ) ، من باب الحرية الشخصية و حق المرء في الأختيار ، أزهاقا للحق و تطبيلا للباطل ، و فعل حامل الكمرة خيرا عندما جاء بياسر عرمان ( أي و الله بشحمه و لحمه ) وسط الحضور و هو يجلس علي أستحياء في مباركة علنية لذلك الحشد و التوجه ..
لا أعلم لما الاستحياء ؟؟ اهناك ذنب بعد الكفر !!! …
أن اليسار و علي رأسه الشيوعيون يتخذون من دعوات النهضة و التنوير و المدنية سبيلا لمحاربة الدين ، إذ هم يرونه مأعونا لتكديس التخلف و القيم البالية و الفرقة و الإرهاب و الفوضى ..
بينما نحن نرى أن الدين هي فرحتنا المنشودة لأشاعة التوادد و التراحم و المحبة و الدفاع عن المثل العليا و القيم النبيلة و مكارم الأخلاق التي بشرت بها كل الديانات السماوية. .
و لعل تلك الاحتفائية الإعلامية داعمة الإلحاد و العصيان تؤكد أن الطريق الي جهنم دائما مفروش بالنوايا الحسنة ..
الي دعاة العصيان المدني أقول :
لن يفلح العصيان المدني في أسقاط النظام القائم طالما كان عرابيه و سباريه ، اليسار و منبوذي اليسار و سواقط اليسار و سواقط المؤتمر الوطني و منسوبي قبيلة بني علمان ..
فالذي تعييه الناشطة السياسية تراجي .. و يحاول أن يقتلها معنويا و سياسيا و أخلاقيا .. أنثي لا سلاح لها سواء فكرها و منطقها و دفاعها عن قناعاتها باللسان و القلم .. تنظيم كهذا لن يستطيع أن يقيم دولة أو مشروع سياسي يحمي الوطن و الدولة و أن تعلق بأستار الكرملين أو تمدد خلف تمثال لينين ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق