الأربعاء، 28 ديسمبر 2016

قراءة تحليلة موجزة للعدد (192) من مجلة الشيوعي!!

يعاني الحزب الشيوعي السوداني منذ سنوات مرضاً سياسياً وتنظيمياً، مزمناً ومفضي بالضرورة إلى الموت. وقد لا نغالي أن قلنا أن الحزب الشيوعي السوداني حقيقة ربما يكون (ميت دماغياً) رغم أن بعض (أطرافه) ما تزال تنبض وبها قدر من الحياة!. العدد (192) لمجلة الحزب الشيوعي الصادر في فبراير 2016 عبر بكثير من القلق والهواجس عن هذا المرض وآثاره الجانبية ومتلازماته. فعلى سبيل المثال قالت المجلة أن هنالك صراعاً داخل الحزب ومضت تحلل أثر هذه الصراعات التي تجري خارج قنوات القيادة وكونها تسببت في:
 1/ ضعف التمسك بأسبقيات العمل القيادي!!، أنظر هنا كيف أن الصراع يؤثر مباشرة على (المخ) حيث تضعف أسبقيات العمل القيادي، وبمفهوم المخالفة، تسود أسبقيات أخرى، ربما شخصية أو فردية.
 2/ أغراق الحزب في إجتماعات مطولة خلال التحقيقات المتعلقة بأمن الحزب واختراقاته! وهذه دون شك ذروة المرض، إذ أن الحزب الذي ظل يباهي بقوته التنظيمية ودقة تأمينه بات يجري تحقيقات واجتماعات مملة مطولة لكي يتعرف على (الثغرات) التي ينفذ منها خصوم الحزب الى قيادته، وهذه كما هو معروف اضطرت قيادة الحزب لاتخاذ قرارات فصل تعسفي (لمجرد الشك)!!
فاليقين مستحيل ولكن المخاوف والشكوك حاضرة بكثافة!
3/ بروز تيار داعي للتخلي عن الماركسية وتغيير اسم الحزب!! وهذه أيضاً كما هو واضح هي جوهر الصراع الحقيقي الدامي داخل أروقة الحزب إذ ما تزال تجربة (حق) وغيرها حاضرة في أذهان القادة الشباب في الحزب، كما أن (الخجل) من اسم الحزب في تربة أصيلة محافظة مثل التربة السياسية السودانية بات واحداً من أبرز مشاكل وأمراض الحزب الشيوعي السوداني. حزب متمسك (كلاسيكياً) بمسمى وأطروحات أكل عليها دهر المتاحف وشرب! هكذا إذن يعاني الحزب الشيوعي السوداني الامرين في ساحة نضاله السياسي المجلل بالاخفاقات والفشل وسوء إدارة التنظيم وسوء تسويق نفسه!!
وبقراءة متعمقة في الموضوعات المطروحة في مجلة الشيوعي هذه – وهي كما هو معروف مجلة (تنظيمية داخلية) توزع على الأعضاء فقط لمعالجة القضايا التنظيمية – يمكن استنتاج عدة مثالب فكرية وتنظيمية تمسك بخناق الحزب بشدة.
أولاً : اتساع الهوة بين عقلية القادة – بكلاسيكيتها وقبضتها الحديدية – وعقلية الانفتاح التي يمثلها بعض القادة الشبابا. الموضوعات كلها تنطق (سراً) بهذه الحقيقة الشرسة، ولكنها تخشى طرق الموضوع طرقاً مباشراً.
الأعضاء الشيوعيون لديهم (مخاوف تنظيمية) من المواجهة. لا يملكون الجرأة الكافية لكي يصدحوا بآراء واضحة، وهذا يتناقض كلية مع مزاعم الحزب في نضاله المزعوم ضد الحكومة وخصومهم في السلطة. هنا داخل الحزب (نعامة) وهنالك في فضاء العمل العام يتدثرون بلبدة الأسود!!
ثانياً : تجدد دعوات خجولة للتحديث والخروج من عباءة الماضي ولكن هذا يستلزم ذهاب القادة الذين تجاوزت أعمارهم الثمانين ولم يعد لديهم شئ يقدمونه!
ثالثاً : اكتشاف الحزب أنه مخترق حتى النخاع من قبل أعضاء وقادة بداخله، وهذه في العمل السياسي بمثابة هزيمة ماحقة كان الأجدر أن يقف عندها الحزب طويلاً، ولكن لأن الحزب يعاني من مرض الموت، فإن اصابته بأي عارض مرضي إضافي فيما يبدو لن يقدم ولن يؤخر، فهو ميت لا محالة!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق