الأربعاء، 29 مارس 2017

“سيلفي مع CIA”

بغرض التحليل، تكتسب زيارة الفريق أول مهندس محمد عطا مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني، إلى واشنطن، أهمية نوعية في هذا التوقيت الهام من عمر العلاقات بين البلدين.
فبعد توقيع الأمر التنفيذي بواسطة باراك أوباما الرئيس الأمريكي السابق، لرفع العقوبات مؤقتاً، وفقاً للتعاون الذي تم للخمسة مسارات، وعلى رأسها الإرهاب، تعد هذه الزيارة خطوة مهمة لدفع خطوات التطبيع إلى الأمام، وتعميق التعاون في مجال مكافحة الإرهاب على المستوى الإقليمي مع تزايد نشاط (داعش) والحركات الإرهابية في المنطقة خاصة ليبيا.
تأتي هذه الزيارة التي تعد الثانية من نوعها لمسؤول سوداني رفيع المستوى إلى الولايات المتحدة الأمريكية في عهد إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إذ سبقتها زيارة لإبراهيم أحمد عمر رئيس البرلمان، وزيارة إبراهيم الدخيري وزير الزراعة، وعد البعض زيارة عطا من أهم الزيارات، وذلك لأهمية الملفات التي ناقشها مع نظيره مدير وكالة المخابرات المركزية، كما تكشف عن دلالات سياسية في توقيتها في أعقاب تجديد الرئيس الأمريكي لقراره التنفيذي ووضع السودان من ضمن (6) دول تم حظر مواطنيها من دخول الولايات المتحدة الأمريكية، تحت تبرير أنها دول لا تزال ترعى الإرهاب وتنظيم داعش، كما تعد الزيارة أيضاً مهمة لكونها استثنائية وتأتي بدعوة من مايك بومبيو رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية الـ(CIA)، وعليه تصدر خبر زيارة مدير الجهاز عناوين الصحف الصادرة أمس، رغم أنه جاء مقتضباً دون تفاصيل. وأشار التعميم الذي استندت إليه الصحف في خبرها، إلى المباحثات التي أجراها مدير الجهاز في واشنطن مع جيمس كومي مدير مكتب التحقيقات الفدرالية (FBI)، وعدد من أعضاء الكونغرس، بجانب لقاءات مع مدير الـ(CIA) ونائبته ومساعديه، إضافة إلى لقاءات أخرى مع قادة مكتب التحقيقات الفيدرالية والأمن الوطني.
وبحسب مصادر (اليوم التالي)، فإن قضية إزالة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب تصدرت أجندة زيارة مدير جهاز الأمن، إضافة إلى التطرق لقرار الرئيس ترامب الأخير بحظر السودانيين من دخول الولايات المتحدة بحجة أنه لا يزال في قائمة الدول الراعية للإرهاب، بجانب مطالبته بضرورة الإسراع في رفع اسم السودان من هذه القائمة، لكون أن السودان لم يعد يدعم الإرهاب بل إنه يلعب دوراً كبيراً في المنطقة لمكافحته. وأوضحت المصادر أن الزيارة أكدت استمرار التعاون في المستقبل في كل المجالات، سواء على المستويات الأمنية ومكافحة الإرهاب بجانب المستويات السياسية، مشيراً إلى أن مدلولات الزيارة لم تقتصر فقط على الجانب الأمني، وأوضح أن ذلك مؤشر إلى أن الأدوار في دولة السودان متكاملة، مؤكداً أن التعاون مع الأجهزه الرسمية الأمريكية متوسع ويمضي إلى الأمام.
من جانب آخر، اعتبر مراقبون استنطقتهم (اليوم التالي) أمس الزيارة بأنها ربما تأتي مواصلة للحوار المباشر بين الخرطوم وواشنطن، ومواصلة التعاون بين جهاز الأمن السوداني والـ(CIA) في مجال مكافحة الإرهاب وتوثيق علاقات السودان بصفة عامة، بما فيها إزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب كجهاز متخصص في هذه القضية والوضع السياسي، واعتبر المراقبون الوقت مناسباً للزيارة بالنسبة للسودان من حيث المؤسسية ومن حيث مستوى الزيارة والجهة الداعية لها، وأكدوا أنها ربما تصب في صالح تحسين العلاقات بين البلدين.
ورغم أهمية الزيارة وتوقيتها تظل هناك تحديات تواجه العلاقات بين الخرطوم وواشنطن، منها استكمال رفع العقوبات بشكل دائم في يونيو المقبل، ومواصلة الحوار لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، ومعالجة ملف المحكمة الجنائية الدولية، وكذلك التوصل لسلام شامل في السودان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق