الخميس، 23 مارس 2017

حمى الشيخة موزا

لا أدري لماذا أوقدت زيارة الشيخة موزا للسودان النار في جارتنا الشمالية مصر التي سقط إعلامها سقوط مدوٍ سمعه وتفرج عليه كل العالم، مما آثار دهشته وجعله يتساءل، ما الكارثة والمصيبة التي ستقع على مصر جراء زيارة تقليدية للشيخة موزا،
تعودَّت أن تقوم بها دائماً وفعلتها مع دول كثيرة ؟ ولماذا كل هذا السخف والانحطاط للإعلام المصري وهو يحقر من تاريخ السودان ويسييء إلى الشيخة موزا، إساءات شخصية غير محترمة ؟ وأين المشكلة من زيارتها لأهرامات السودان حتى ولو كان عمرها أسبوع واحد أو مثلثات جبنة ؟ وما المشكلة في أن تأخذ صور توثق لزيارتها مثلما يعمل كل الناس ويتصوَّرون حتى مع الحشرات ؟ ولماذا يظهر الإعلام المصري هذا الانحطاط أثناء زيارتها للسودان دون غيره من الدول ؟ ما المؤامرة التي تتوقعها مصر من الزيارة والتي سيفشها إعلامها البذيء بانحطاطه هذا ؟ هل تعلم مصر أن السودان لو أراد أن يدمِّرها لا يحتاج إلى أي شخص في العالم فهو قادر لوحده.
لا اعتقد أننا سنجد إجابات منطقية لكل هذه الأسئلة، ولا مبرر لما قاله إعلام مصر نتيجة الحمى التي أصابته من زيارة الشيخة موزا، وجعلته يهذي ويرتجف خوفاً من مؤامرة ضد مصر، وحتى إذا افترضنا أن السودان يريد الإضرار بمصر فهو ليس من نوعها يغدر بالدول، بل سيضربها في مقتل وجهراً، ويا ويلها إذا استخدم معها نفس أسلوبها الدنيء، أسلوب العاجزين الحاقدين الذي أثبت أنها تخاف من السودان، وها هي تكشف ذلك لوحدها، فإذا كانت مجرد زيارة خيرية للشيخة موزا، جعلت إعلامها يستفرغ أحشائه، فماذا سيحدث إذا زاره (الشيخ تميم)، مؤكداً لا أحد يتوقع ردة الفعل، والحق يقال الشيخة موزا، أروع سيدة أولى في العالم العربي، وأنموذج مشرِّف، لها إنجازات في بلدها وعلى المستوى الإقليمي، ونفهم أن تثير الغيرة لدى السيدات الأوائل، ولكن أن تثير غيرة مصر كلها فهذه غريبة.
كان يمكن للإعلام المصري أن يتعامل مع زيارة الشيخة موزا، بطريقة عادية دون أن يسقط وينحط بهذه الطريقة المقرفة، ثم يتحقق من الأمر، وإذا اكتشف أن هناك مؤامرة تحكيها (الشيخة موزا والسيدة وداد) فليفعل ما يشاء، ولكن أن يبدأ في الإساءة إلى السودان بمجرد سماعه لنبأ الزيارة، فهذا ما يجب أن يدعو السودان ليعيد النظر في علاقته بمصر ألف مرة، والموضوع يبدو أنه أكبر من مجرد انحطاط لأشخاص معيَّنين في الإعلام المصري، فالصمت الرسمي يؤكد أن الدولة تقف خلفه وتدعمه، وعلينا أن نكيل الصاع صاعين بطريقتنا، فنحن أولاد رجال وكل إناء بما فيه ينضح .
لقد تجاوز الإعلام المصري الحدود وليست هي المرة الأولى ولن تكون الأخيرة وعلى حكومة السودان أن تتوقف عن مجاملة مصر باعتبار أنها شقيقة، لا نريد (خوتها) والسودان ليس في حاجة إليها أن لم تكن هي في حاجة إليه، وإذا كانت هي تدَّعي أنها أم الدنيا، فالسودان أبو الدنيا بما فيها مصر العاقة، ولولاه لما كانت،
وأن سكت لها فهذا لا يعني أنه أقل منها، ولكن لأنه يعرف قدر نفسه، وسيأتي يوم الرد و(حنشوف)، سنعيد حلايب من مصر وكل ديوننا التأريخية، وليعلم الجميع أن الدولة الوحيدة في العالم مديونة للسودان بما لا يصدق هي مصر وسنفتح دفتر الحساب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق