الخميس، 30 مارس 2017

ورشة (السيسا)..مواجهة التهديدات الأمنية الجديدة لأفريقيا

تواجه القارة السمراء تحديات جمة فبجانب الحروب والنزاعات المسلحة برزت ظواهر جديدة غدت تشكل تهديدات متعاظمة منها المقاتلون الأجانب والمنظمات غير الحكومية والمرتزقة.
في هذا الصدد وفي ظل تصاعد ظواهر التهديدات الجديدة، تنعقد بالخرطوم في الفترة من 2-4 أبريل المقبل، الورشة  الإقليمية للجنة أجهزة الأمن والمخابرات في أفريقيا (السيسا) والتي تناقش موضوعات من قبيل ظاهرة الارتزاق والمقاتلين الاجانب الارهابيين الأجانب والمنظمات غير الحكومية السالبة وآثارها على الأمن والاستقرار وأفريقيا. يشارك في الورشة الاقليمية خبراء من مختلف أجهزة الأمن والمخابرات بالقارة وهي تأتي وفق موجهات مؤتمر (السيسا) رقم (13) التي انعقدت برواندا وفي إطار إيفاء جهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني بالتزاماته كرئيس لإقليم  شرق أفريقيا.
ظاهرة الارتزاق
مع اندلاع ثورة (17 فبراير) في ليبيا والتي أطاحت بعرض العقيد معمر القذافي عادت الى القارة  ظاهرة طالما أعتبرت من الماضي وهي ظاهرة المرتزقة، حيث شكل المرتزقة غالبية عناصر ما عرفت حينها بكتائب القذافي.
ويرجع مختصون ظاهرة المرتزقة في افريقيا الى الستينات والسبعينات، حيث برزت أدوارهم في أحداث غينيا الاستوائية وليبيا وغيرها من بلدان القارة.
وتناقش ورشة(السيسا) سبل تفعيل اتفاقية قديمة وهي "اتفاقية منظمة الوحدة الافريقية للقضاء على الارتزاق في افريقيا".
ومن المناسب ايضا معالجة هذه الظواهر في سياقها الدولي، فهناك اطار قانوني دولي حيث كانت الامم المتحدة قد صادقت في دورتها الـ(62) على القرار 62/145 ضد استخدام المرتزقة في انتهاك حقوق الانسان.
المقاتلون الأجانب
إن أغلب المقاتلين الأجانب في تنظيم الدولة على سبيل المثال يحملون جنسيات غربية  لا تحتاج الحصول على تأشيرات في ليبيا وسوريا وكذلك للدول الافريقية،من هنا يكون خطر التهديد الذي يشكلونه ضد البلدان وغيرها.
ويرى مراقبون أنه بعد خسارة مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية معقلهم الرئيس بمدينة سرت الليبية قد يتشتتون باتجاه مناطق الساحل والصحراء.
لا سيما مع احتمالات خسارة (داعش) لمواقعه ايضا في سوريا والعراق وغيرهما في ضوء الحملات العسكرية ضده هناك.
وتعتبر هذه المنطقة من المناطق التي توصف بأنها مناطق رخوة لتنظيم الدولة حيث أدعى ما عرف بـ"تنظيم الدولة الاسلامية في الصحراء الكبرى" عن وجوده في بوركينا فاسو.
وكذلك نجد في القرن الأفريقي ان حركة الشباب المجاهدين تحاول تجنيد عناصر في دول شرق افريقيا للقيام بشن عمليات ضد هذه الدول.
منظمات خارجية
يجمع المراقبون على أن نشاط المنظمات غير الحكومية لا سيما العاملة في مجال المناصرة والدفاع عن حقوق الانسان والتي تدافع وتدعو الى التدخل الانساني في نزاعات القارة الافريقية، أنها باتت تلعب أدوارا سالبة إن لم تكن هي جزءاً من المشكلات.
بجانب كون هذه المنظمات شريكا في كافة التدخلات الخارجية سواء التي تجري من قبل دول منفردة أو تحت إطار اقليمي أو تحت قيادة لم يقتصر دور هذه اللوبيات على هذا فحسب وانما انخرطت كذلك في أعمال تخريبية ضد الاقتصادات الوطنية بهذه البلدان.
أجندة الورشة
وازاء تعاظم خطر مثل هذه التهديدات تبحث ورشة (السيسا) بالخرطوم، بحث وتحليل الظواهر من خلال فهم التوجهات الحالية للمرتزقة لا سيما مع صعود نشاط الشركات الأمنية الخاصة، والعمل على اقتراح قوانين لضبط نشاطات هذه الشركات، وكذلك تزايد اعتماد الدول الكبرى وحتى الأمم المتحدة عليها في بعض المناطق فضلا عن الشركات المعولمة.
وكذلك تهدف الورشة لمعالجة آفة المقاتلين الاجانب من خلال اعداد قاعدة بيانات رقابية واعداد اطار قانوني ووضع استراتيجيات.
مشاركة واسعة ويشارك في هذه الورشة بالخرطوم عدد كبير من الضيوف وهذه المشاركة تعكس مدى أهمية هذه القضايا من جهة وتعاظم دور السودان من خلال نشاطه داخل لجنة (السيسا) حيث يشارك زهاء الـ(26) من اجهزة الامن والمخابرات بأوراق متخصصة بمشاركة رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي ومفوض السلم والامن ومفوض الشؤون الاجتماعية، والمركزالافريقي للدراسات والبحوث في الارهاب بالجزائر والامين التنفيذي للمؤتمر الدولي لاقليم البحيرات العظمى، ورئيس لجنة التنسيق الاقليمية لتجمع دول البحيرات العظمى.
بجانب رئيس المركز المشترك للدمج الاستخباري (غوما-الكونغو الديمقراطية)، والأمين العام للايقاد، وممثل عن وحدة الاتصال والدمج (منظمة الساحل والصحراء)، وممثلون عن الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والمؤتمر الاسلامي وكذلك ممثل عنقسم الانذار المبكر (المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا) واخيرا المجموعة الاقتصادية لدول الجنوب الافريقي (السادك).
اهداف الورشة
بجانب تفعيل دور مؤسسات القارة في مجال التخطيط ورسم السياسات الأمنية تهدف الورشة الى تحقيق التالي : تقييم الدروس والاستراتيجيات، وتعزيز جهود التعاون وكذلك تعزيز تعاون الكيانات القارية، وتكامل قاعدة بيانات المقاتلين الأجانب والمنظمات غير الحكومية السالبة، وكذلك دعوة الاتحاد الافريقي لحث اعضائه للمصادقة على اتفاقية العام1977م للقضاء على الارتزاق في افريقيا.الى جانب اعداد اطار قانوني وتنظيمي على المستويات الوطنية والاقليمية والقارية لمواجهة هذه الانشطة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق