الأربعاء، 29 مارس 2017

أطفال جنوب كردفان.. الهروب من جحيم التمرد

كشفت ولاية جنوب كردفان عن وصول مجموعات من الاطفال الهاربين من مناطق التمرد لمحلية ام دورين ، في وقت نظمت فيه الولاية مخيمات علاجيه مجانية للمواطنين العائدين في اطار نفير اعمار وتنمية المحلية. وقال حسن عبد الرحمن دودو معتمد محلية ام دورين) إن الأطفال الهاربون من مناطق الحركة تم توفيق اوضاعهم وتطعيمهم ضد أمراض الطفولة وتسليمهم الى ذويهم بالمحلية، مبيناً أن عدد المواطنين الذين تلقوا الخدمات العلاجية بهذه المخيمات بلغ (659) مواطن خلال اليوم الاول فيما بلغت اعدادهم لليوم الثاني (1955) مواطن إضافة إلى تلقيهم محاضرات إرشادية وتوعوية.
في وقت سابق من الشهر الماضي طالب مجلس رعاية الطفولة بولاية جنوب كردفان المجتمع الدولي وشعوب العالم بمحاسبة الحركة الشعبية قطاع الشمال في جريمتها البشعة بحق اطفال منطقة الحجرات والبجعاية بمحلية الريف الشرقي واطفال سوق الجبل بمحلية العباسية ، والتي استهدفت فيها الأطفال لتجنيدهم في صفوفها لسد النقص في المقاتلين الذين فقدتهم خلال المعارك. وبرز ملف التجنيد القسري للأطفال إلى واجهة الاهتمام داخل الحركات المسلحة بعد أن فقدت الكثير من الجنود في حربها ضد الحكومة وكذلك انضمام العديد من قادة ومقاتلي تلك الحركات الى جانب الحكومة بعد عدة اتفاقيات سلام أفضت الى تركهم السلاح .وعلي مدي السنوات الماضية وشكلت عوامل كثيرة خصماً علي رصيد الحركات ووجودها في خارطة العمل المسلح اولها الهزائم الكبيرة والمتلاحقة التي طالت من كوادرها البشرية ومستوي عتادها وتكوينها حيث شهد العاميين الماضيين هزائم كبيرة ومتكررة ومؤثرة علي الحركات المتمردة جعلها تعيش حالة من عدم التوازن كما شهدت صراعات ومشاكل وانشقاقات وتصدعات داخلها جراء هذه الهزائم . وكانت منظمة الطفولة السويدية في وقت سابق قد أشارت الي قيام المتمردين بولاية جنوب كردفان بأختطاف أكثر من ألف طفل وترحيلهم الي دولة جنوب السودان لتجنيدهم في صفوف جيش الحركة الشعبية ، وفي العام 2012م كان المجلس القومي لرعاية الطفولة قد كون لجنة أثر اختطاف الحركة الشعبية (900) طفل من ولاية جنوب كرفان ، وقد وثقت تقارير الأمم المتحدة أكثر من (150) حالة تم فيها تجنيد أكثر من (2,500) طفل من قبل الجيش الشعبي والحركات المتمردة المسلحة خلال العام 2015م فقط و(130) حالة في العام 2014م.
عملية التجنيد القسري في معسكرات حركات التمرد تجري بإتباع وسائل يمكن أن نطلق عليها وسائلاً وحشية بمعني الكلمة، حيث تتم عمليات دهم للقرى والفرقان وتحت تهديد السلاح يتم نزع الاطفال بين سن ال9 و 15 من عائلاتهم وإخبارهم مسبقاً أنهم مطلوبون للتجنيد فى الجيش الشعبي بغية تحرير المنطقة وتكوين دولة مستقلة أسوة بما جري فى جنوب السودان. ويقول أحد أعيان منطقة (ريدا) مفضلاً حجب إسمه، إن قادة عسكريين من الجيش الشعبي يقومون بدخول البيوت عنوة ودون إستئذان وبمعيتهم أرتال من المتمردين يبحثون عن الاطفال. ويشير الرجل بعين دامعة الى أنه كان شهوداً على عملية نزع بالغة القسوة نفذها احد القادة ومعه 13 جندي مدججين بالاسلحة الأوتوماتيكية.
أحد العائدين من تمرد جبال النوبة قال لعمدة المنطقة ان أعداد الأطفال المجندين قسراً فى 7 معسكرات رآها بأم عينيه تجاوزت حتى مطلع شهر اكتوبر 2012 ال375 طفل، هم الذين أمكنه إحصاؤهم من واقع عمليات التمام والطابور اليومي صباحاً ومساء، هذا بخلاف معسكرات أخري فى أماكن خفية يسمع بها ولا يعلمها. ويشير العائد الى أن المشكلة لا تقف فقط عند حدود هذه العمليات، ولكن هنالك دفعة أولى جري إعدادها حالياً تم تدريبها لعمليات شاقة وخطيرة لا تتناسب مع سن الاطفال, كما تم ترويض أجسادهم الغضّة للتعامل مع المنشطات ووسائل الحركة الاصطناعية والإستغناء عن الطعام الطبيعي.وهكذا، تبدو قضية تجنيد الاطفال فى جنوب كردفان أحدي اكثر المشاكل كارثية فى ظل الوضع الأمني الراهن، وفى ظل محاولة قيادة ما يسمي بقطاع الشمال خلق أزمة إنسانية أسوأ من تلك التى سبق وأن خلقتها الحركات الدارفورية المسلحة بمعاونة بعض المنظمات الأجنبية فى دارفور .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق