الخميس، 30 مارس 2017

نزع السموم بين واشنطن الخرطوم

بما نراه ونرصده كمراقبين للمسارات التي تمضي فيها الحكومة لإخراج السودان من مستنقع الشبهات، نستطيع أن نشهد ويشهد كل متابع لخط سير السودان خلال وقبل ستة الأشهر الاختبارية الأمريكية الحالية لرفع العقوبات بشكل كامل، أن الخرطوم تقوم بفعل ما يجب فعله لتأكيد وجودها في خانة التعاون مع المجتمع الدولي .
بل سيكون أي موقف من الأمريكان غير تقديم هذه الشهادة قولاً وتأكيدها فعلاً من جانبهم سيكون موقفاً مغروضاً ومشبوهاً بأن قضيتهم مع السودان هي قضية أخرى غير مفهومة .
زيارة الفريق أول محمد عطا حالياً إلى الولايات المتحدة بدعوة رسمية من السيد مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) المستر/ مايكل بومبيو هي ليست دعوة بغرض التحري أو توجيه اتهامات من مدير السي آي إيه للسيد محمد عطا مدير المخابرات السوداني، بل هي زيارة متنوعة المهام وواسعة الإطار حيث يجري العطا لقاءات موسعة مع لجان ونواب في الكونغرس ويبحث مع مايكل الأوضاع السياسية والأمنية والإنسانية في المنطقة ويلتقي مع قيادات الـ CIA ومكتب التحقيقات الفيدرالية والأمن الوطني حسب ما هو معلن فهي إذن زيارة جهاز متعاون وليس جهازاً متهماً حيث أن قيادات السي آي إيه تبحث مع مدير الأمن موضوعات متعددة من بينها واقع المهددات الأمنية والأوضاع السياسيه والأمنية والإنسانية في المنطقة ومستقبلها.
العلاقات السودانية الأمريكية في المرحلة القادمة لا تحتمل استمرار حالة الانفصام في الشخصية والنفسية التي ظل يعبر عنها موقف الولايات المتحدة تجاه السودان، ذلك الانفصام الذي تؤكده تناقضات العلاقة ما بين تعاون الأجهزة الاستخبارية في البلدين في مكافحة الإرهاب من جهة واستمرار الاتهام الموجه من جانب الولايات المتحدة للسودان برعاية واحتضان الإرهاب في نفس الوقت ..!
النتيجة العاقلة والعادلة والمنطقية لهذا الحراك والتواصل المكثف بين البلدين على المستويات الدبلوماسية والاستخبارية أن تصدر شهادة البراءة بلا (شق ولا طق) إن لم نرجُ معها شهادات تكريم وشكر وتقدير من الإدارة الأمريكية وأجهزة الاستخبارات والأمن والجيش الأمريكي على حسن التعاون في الملف الأهم وموضوع الاتهام نفسه.. ملف الإرهاب .
نقولها لدونالد ترامب بالعربية الفصيحة ونحن على يقين بأن أصحاب الوجهين ممن (يغرسون خنجرهم في ظهرنا وهم يبتسمون)، يبذلون الآن جهداً كبيراً لمحاصرة طمأنينة وثقة الأمريكان في السودان بالتشويش على موقف السودان نقول له قول النابغة الذبياني :
لئن كنت قد بُلِّغت عني خيانة
لمُبلِغُكَ الواشي أغشُّ وأكْذبُ
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق