الخميس، 23 مارس 2017

حراك أبناء جبال النوبة هل يضع الحركة الشعبية في مسارجديد ؟

ظلت قضية جبال النوبة تشكل احدي الأجندة الحاضرة دوماً في ملف السياسة السودانية ، وظلت مصطلحات «النعرة العنصرية ، الأحزاب العنصرية ، الحركة الشعبية ، الانقلابات العنصرية…
الخ» مرتبطة الي حد كبير بهذه القضية باعتبارها تمثل مصدر قلق دائم في كل العهود والأزمنة ، فلذلك شأن الحركة الشعبية لم يعد يهم العضوية التنظيمية للحركة وحدها وانما كل مجتمع جبال النوبة والسودان قاطبة باعتبار ما يجري ويحدث داخل دهاليز الحركة الشعبية له أثر وتأثير كبير في سير الأوضاع بعموم الوطن ، فتصاعد الخلافات في الفترة الأخيرة ، وحدة التوتر داخل قطاع الشمال وبطريقة دراماتيكية مفاجئة ، أدي الي ارباك المشهد السياسي برمته علي أوسع نطاق لكل المتابعين والمحللين في الداخل والخارج، بعد أن أصدر مجلس التحرير اقليم جبال النوبا التابع للحركة الشعبية ، جملة من القرارات أبرزها حل الوفدالتفاوضي حول قضايا المنطقتين وتشكيل وفد جديد ، بجانب سحب الثقة من ياسر عرمان واقالته من منصب الأمين العام للحركة الشعبية وتجريده من كافة مسؤولياته ، واقالة الناطق الرسمي باسم مفاوضات السلام «مبارك أردول» ، بالاضافة الي سحب ملفات العلاقات الخارجية والتحالفات السياسية ، وأوصي المجلس بعقد مؤتمر عام استثنائي خلال شهرين لاجازة المنفستو وكتابة دستور جديد للحركة ، كما رفض المجلس بالاجماع الاستقالة المقدمة من عبد العزيز الحلو نائب رئيس الحركة.
وأوضح آدم كوكو رئيس مجلس تحرير جبال النوبا في خطابه الموجه لقيادة الحركة ، بان هذه القرارات جاءت بناءً علي المسؤولية التاريخية الملقاة علي عاتقهم بعد اطلاع المجلس علي ملف التفاوض وأداء المؤسسات خلال السنوات الست الماضية ، فلذلك قرر اتخاذ هذه الخطوات الهدف منها مواصلة التمسك برؤية الحركة الشعبية ومشروع السودان الجديد وتعزيز وحدة النضال المشترك بين اقليمي جبال النوبا والنيل الأزرق ، وأن التأخير في اذاعة القرارات بسبب التأكد من أنها وصلت لجميع مكاتب الحركة والقوات العسكرية بمناطق سيطرتها.
فلذلك دعونا في هذا المقال نتناول بالتحليل ما هي أبرز الدوافع والأسباب وراء قرارات مجلس التحرير ، وما هي أبرز النقاط في استقالة عبد العزيز الحلو نائب رئيس الحركة ، التي رفضها اجتماع مجلس التحرير اقليم جبال النوبا التابع للحركة الشعبية، وسحب الثقة من ياسر عرمان الأمين العام المكلف للحركة وتجريده من كافة مسؤولياته .. حتي نوضح للسادة القراء الحقيقة ، لتفنيد تلك البيانات المتناقضة التي برزت في صفحات التواصل الاجتماعي من منسوبي ياسر عرمان في محاولة لشخصنة ما حدث من صراعات في الحركة ، فنقول لهم يجب النظر للأمور بعقلانية من خلال المسببات الحقيقية للخطوات التصحيحية داخل الحركة ، ولماذا هذه الحملات المنظمة والشرسة ضد قادة النوبا والحركة الشعبية .. هل بهدف ارباكها وتمزيق صفها وخاصة أن هذه الحملات وصلت قمتها ، فنقول لهؤلاء أن النوبا هم من ثبتوا الحركة الشعبية فأصبحت قوي استراتيجية مهمة في توازن العمل المعارض ، واستطاعت السباحة بمهارة في أوضاع داخلية واقليمية ودولية كانت معقدة بعد انشقاق الناصر ، ورفضت الاملاءات والضغوط الداخلية والخارجية ، فلولا جيش أبناء النوبا ، لا يعرف أحد عرمان أو عقار أو المعارضة نفسها ، فلذلك نود توضيح الآتي:
أولاً: يعتقد الكثيرون بأن شرارة الاشتعال بدأت بانتشار البيان المفبرك لأحدالنشطاء علي مواقع التواصل الاجتماعي تم تزويره باضافة اسم الناطق الرسمي مبارك أردول ، ولكن الحقيقة عكس ذلك ، أن هناك معلومات أخبارية وأنباء تمت تأكيدها وصلت الي بعض قيادات الجيش الشعبي من أبناء جبال النوبا ، بأن هناك اجتماعا واتفاقا تم بين «الثلاثي مالك عقار وياسر عرمان والصادق المهدي» بأن يتم تهميش النوبا وتوقيع اتفاق سلام مفاجئ مع الحكومة دون استشارتهم أو أخذ رأيهم في الاتفاق ، ويكون عقار نائباً لرئيس الجمهورية وياسر عرمان وزيراً للخارجية ، وتتحول الحركة الشعبية الي حزب سياسي يمارس نشاطه وحقه السياسي من الخرطوم ويشارك في الانتخابات القادمة كأي حزب سياسي ، وتجريد الجيش الشعبي من السلاح وتسريح البعض منهم ودمج الآخرين في قوات الشرطة ، فلذلك شعر قادة النوبا بالخيانة والتهميش من قبل قيادة الحركة متهمين رئيسها الفريق مالك عقار وأمينها العام عرمان فتصاعدت وتيرة الاتهامات، فقرر المجلس الثوري والقيادة العسكرية في كمبالا وكاودا الدخول في اجتماعات متواصلة ، وكان من المزمع أن تعقد في الثامن من مارس 2017 ، ولكن تم تأجيلها بسبب الحزن الذي خيم علي الجميع بوفاة نيرون فيليب أجو في نيروبي بكينيا ، بالاضافة الي اصرار عرمان وعقار لرفض المقترح الأمريكي لتوصيل المساعدات الانسانية مما تسبب في زيادة معاناة الأهالي في المناطق المحررة ، فلذلك جاءت هذه القرارات بصورة قوية أربكت كل التوقعات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق