الاثنين، 5 ديسمبر 2016

خسارة باهظة للشيوعي السوداني في إضراب الأطباء!

قبل أسابيع وعند إضراب الأطباء أنكر الحزب الشيوعي السوداني رسمياً ضلوعه في دفع الأطباء للإضراب. كان الحزب فيما يبدو ما يزال أسيراً لذهنية قيادته التاريخية التى تختط نهج الإخفاء والتخفي والنزول تحت الأرض على الرغم من أن كل تحركات
وحركات الحزب -بفعل تكلس مفاصله القيادية- باتت ومنذ افتضاح مكمن السكرتير السابق، الراحل نقد حين تفاجأ يومها أن الحكومة السودانية التى كان يتخفى منها كانت لصيقة بتحركاته ومكمنه الآمن تحت الأرض؛ باتت كل تلك التحركات واضحة للعيان ومكشوفة ومتاحة!
 ونحن هنا بالطبع لسنا في معرض (محاكمة) الحزب الشيوعي في تحريضه ووقوفه وراء إضراب الأطباء، فقد كان ذلك الأمر يحسب له لو لم ينكره ويتنصل منه، ولكننا بصدد الوقوف على الطريقة –غير الذكية– التى اتبعها الحزب  في تنفيذ الاضراب، وكيف أن هذه الطريقة غير الذكية أفضت في خاتمة المطاف لأسوأ نتيجتين ارتدتا على صدر الحزب وهي:
 1/ فقدانه لكوادره في الحقل الطبي (استقالة الأطباء الشيوعيين من الحزب). 2/ فشل الإضراب الثاني؛ والأنكى فشل أية مشروع اضراب مستقبلي مهما برع الحزب في التخطيط له. لقد بدأ الحزب خطته تلك بالدعوة لكافة الاطباء في 20 سبتمبر 2016 لاجتماع انعقد بدار الحزب أجندته الوحيدة كما زعم مقدمي الدعوة مناقشة ما عرف وقتها بـ(الإسهالات المائية)!
وعلى طريقة الحزب في اللعب التنظيمي فإن الحزب وبعد يومين، أي في 22 سبتمبر 2016 دعا عضويته من الأطباء وحدهم وهذه المرة بمعيتهم بعض الاطباء الناشطين سياسياً لقيادة ما اسماه الحزب بحملة قوية لمكافحة الاسهالات المائية! وبعد ثلاثة أيام -أنظر هنا التسلسل الزمني- عقد الحزب اجتماعاً تحت مظلة قطاع الأطباء بدار حزب الأمة القومي بغرض التنسيق مع اللجنة المركزية للاطباء المحكوم عليهم بالإعدام. ولان الخطة وتسلسلها كان مضطرباً وغريباً فإن اللجنة القومية المكلفة بقيادة حملة قومية لمكافحة الاسهالات المائية تحولت إلى لجنة لمساندة الاطباء المحكوم عليهم! ثم ما لبثت ذات اللجنة (المتحورة سياسياً) ان تحولت إلى لجنة إدارة الإضراب!
ما يسمى بلجنة المديرية داخل هياكل الحزب الشيوعي عقدت اجتماعاً في 3 اكتوبر 2016 ووجهت من خلاله قطاع الأطباء بقيادة إضراب الاطباء على ان يكون الإضراب (اضراب منشأة) وليس اضربا مهنياً، واللعبة هنا واضحة، فالحزب يريد أن يكون في (وضع مريح) بعيداً عن أي مسئولية ويرغب في أن تتحمل المنشأة وزر العملية. غير ان قطاع الأطباء الشيوعيين رفض توجيه لجنة المديرية واصدر بياناً بذلك فأسقط في يد الحزب فلا هو نال شرف البطولة السياسية للاضراب، ولا هو حافظ على كوادره الطبيعة التى استشعرت ان الحزب (يستثمر) في شرفهم المهني بانتهازية مخجلة!
 كان من الطبيعي إذن ان ينتهي الأمر بهزيمة ساحقة لحزب كونه كان يعمل في (خفاء) يستثمر في العلن فخانه ذكاؤه السياسي ومن ثم صار في الصعب إعادة التخطيط من جديد لإضراب مماثل للأطباء. ربما كانت هذه لعبة الاسهالات المائية، أو هي اللعنة التاريخية القديمة التى جعلت ذات الحزب يطلق مقوله تهمة لا ننفيها، وشرف لا ندعيه. نفى الحزب تهمة الإضراب ولم يحصل على شرفها! بل خسر نفسه وكوادره.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق