تعجبوا

قوى نداء السودان تجتمع بالخرطوم، جملة خبرية لا إعراب لها على واقع السياسة السودانية، لأن اجتماع الخرطوم ضمير مستتر تقديره ما هي قوى نداء السودان بالداخل حتى تجتمع!؟،

بعد توقيع خارطة الطريق انقسمت قوى النداء بعد أن أعلن تحالف قوى الإجماع فصل أحزابا من النداء وافقت على خارطة الطريق، هذا الفصل جعل مسرح المعارضة حكرا على قوى الإجماع بقيادة الشيوعي، إلا أن المؤتمر السوداني الوحيد في قوى نداء السودان الذي يصعد على مسرح الفعل السياسي بالداخل.
بيان قوى نداء السودان عقب اجتماع الخرطوم جاء بتوقيت اهتزاز الأرض التي تجلس عليها الأحزاب جميعها، وقوة ما سحبت الأوكسجين من رئات الأحزاب وأفقدتها إرادة الفعل والظهور على المسرح، وشلت حركتها تماما، ولذلك حاول اجتماع نداء السودان اختطاف جهد القوة الجديدة التي تبنت دعوات العصيان المدني الذي تحسبه بشائر نتفاضة، وهذه المحاولة عبر عنها الحزب الشيوعي (خارج تحالف نداء السودان) في اجتماعه في الثاني من ديسمبر هذا، وذكر مكتبه السياسي في تصريح صحفي أنه وقف على احتجاجات المهنيين من المحامين وندوات لجنة المعلمين وإضراب شبكة الصحفيين والصيادلة، ويرى الشيوعي أن كل هذا الحراك يصب في بناء أوسع تحالف معارض لإسقاط النظام، وما بين الشيوعي ونداء السودان تجري محاولات الاختطاف المبكر في زمن صراع تحالفي المعارضة المتناقضة.
مخرجات اجتماع نداء السودان التي جاءت في خمس نقاط عبرت عن موقفه السياسي ما بعد إجراءات الحكومة الاقتصادية وهي استنهاض قوى التحالف، ودعوة القوى المسلحة داخل التحالف للالتزام بتنفيذ خطوات عملية لإيقاف الحرب والوصول لسلام عادل وشامل ودعم المقاومة السلمية والانتفاضة، ودعوة كل القوى الوطنية والمدنية وطاقات الشباب المبدعة والخلاقة للوحدة وتضافر الجهد.
 الملاحظ لمخرجات نداء السودان بالداخل يرى أنها متناقضة وغير متماسكة، فرضها تجاوز طاقات الشباب المبدعة والخلاقة لتحالفات المعارضة، وأبرز ملامح الفشل السياسي لقوى النداء دعوتها لقوة السلاح اتخاذ خطوات نحو إيقاف الحرب لصالح السلام العادل الشامل، مع من هذا السلام؟ بالطبع الحكومة، وفي نفس الوقت تستنهض مكوناتها وتدعو القوى الوطنية وطاقات الشباب للتوحد لتحقيق الانتفاضة! تناقض عجيب: سلام شامل مع الحكومة، وفي نفس الوقت دعوة انتفاضة وإسقاط للحكومة! فتعجب وتأمل في بيان نداء السودان.
 على العموم إن تصريح الشيوعي حول حراك المهنيين، وبيان اجتماع نداء السودان بالداخل هو تأكيد المؤكد على فشل تحالفات المعارض وتناقضها وتجذر الانتهازية في مفاصلها.