الخميس، 26 نوفمبر 2015

دارفور سلام

نشر في صحف الأمس مانشيت لوزير الدفاع يؤكد فيه أن القوات المسلحة السودانية ستعزز انتشاها في حدود البلاد الشمالية والجنوبية والشرقية؛ وأقول  تعزز لأن الجيش الوطني حكماً وعرفاً ينتشر في كل أرجاء البلاد ولا يعيد انتشاره  عليها كما نشر البعض.
وجاء في قول الجنرال الكبير أنه سمي كل المواقع والجهات شرقاً وشمالاً وجنوباً ولم يقل غرباً حيث دارفور، وهذا يعني ببساطة أن المساحات الساخنة في خارطة المواقع لم تشمل هذا الطرف، وفي ذلك إشارة لهدوء الأحوال وراحة البال واتساع امتدادات السلام في دارفور.
تصريح وزير الدفاع يساند ويتضامن مع تصريحات الدكتور "أمسن حسن عمر" رئيس الوفد الحكومي المفاوض لوقف العدائيات بدارفور ولذي أعلن في مفتتح الجولة الماضية التي انتهت أمس أو علقت بتعبير أدق والذي قال، إن الحكومة أتت لمفوضات وقف العدائيات رغم عملها أن لا وجود عسكري أصلاً للمتمردين بدارفور.
وأصر  مرة أخري علي إثبات هذا الاسم في ذاكرة التداول لأني لحظت أن كثيراً من الوسائط تقدمهم بمسمي حملة السلاح، وهذا  لا يجوز لأن حامل السلاح بالقانون والدستور هو منسوب الجيش والشرطة والأمن وأي مكلفين يحملونه وفق قانون تلك المؤسسات.
دارفور لا يوجد  بها تمرد الآن ولله الحمد وحتي التفلتات التي تقع فهي أنشطة جنائية من عناصر وأفراد أو مجاميع قبلية تطلب الثارات، ولأن واقع الحال هناك تغير فمن اللازم قراءة تصريحات الفريق "أبنعوف" وتحليل بعدها الايجابي حول دارفور ودلالاته.
الأمر الآخر في تلك التصريحات المهمة ولاية الجيش علي كامل الحدود السودانية في أي اتجاه وصقع ومنفذ، ويشمل ذلك المواقع والمناطق التي تدعي  جماعات متمردة أنها خالصة لها وتحت سيطرتها، وبالتالي فهي في حل تلك الولاية حال التوافق  علي أي ترتيبات أمنية بمسمي وقف العدائيات أو وقف دائم لإطلاق النار، وهذا استهبال وتحايل  لا يمكن التسليم به لأن الجيش مؤسسة سيادية التكاليف والصلاحيات، ولذا فإن وجوده يطال عين الشمس فوق سماء السودان ناهيك عن دغل حدودي مع إثيوبيا يسيطر عليه "مالك عقار" أو منفذ مع الجنوب يعسكر فيه المتمرد "جقود".
هذه المفاهيم يجب الوضوح بشأنها والصرامة فيها ويكفي أن القوات المسلحة تنازلت وقبلت بالجلوس إلي متمردين، من شاكلة كل من هب ودب وحمل بندقية وخلع علي نفسه رتبة ووضع علي رأسه (بوريه) وتاج! وبعد تجاوز هذا الهراء لا يمكن القبول إطلاقاً بحدود سودانية غير محروسة بمصابيح الأرض الحرام وأسود الشرف الوطني الرفيع.
عاشت القوةات المسلحة غصة في حلوق الأعداء لا تزول وجمراً يحرق مواطئ المتسللين من كل مدخل؛ ولا يصح إلا الصحيح وإن احتج البعض وتضجر من (الأهالي) في حركات التمرد البائدة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق