الأحد، 22 نوفمبر 2015

مسار دارفور.. عند محطة الدوحة

بالأمس استعرضنا موقف الحكومة والحركة من القضيتين المثارتين في المفاوضات الجارية الآن في أديس أبابا، وهما قضيتا وقف العدائيات والإغاثة. اليوم سنحاول عرض موقف الحكومة من جهة وحركات دارفور من جهة أخرى لتبين عقد التفاوض التي تكاد تنسف المفاوضات الحالية.
في مسار وقف العدائيات، يبدي الطرفان موافقتهما على الفكرة ولكنهما يختلفان في توقيتها. الحكومة ترى أن هذه الجولة مخصصة لوقف العدائيات فقط وليس لنقاش أي أجندة سياسية وتقول إن أي مفاوضات سياسية لاحقاً لابد أن تلتزم باتفاق الدوحة كمرجعية أساسية.
الحركات المسلحة في دارفور تقول إنها غير معنية باتفاق الدوحة وليست طرفاً فيه ولا يمثل لها أي مرجعية ولهذا فإن المفاوضات يجب أن تبدأ من الصفر بأجندة جديدة ينفق عليها الآن. يترتب على ذلك أنها غير مستعدة ولا راغبة في مناقشة وقف للعدائيات أو إغاثة قبل التوصل إلى إنفاق سياسي مع الحكومة.
هذه المواقف المتباينة تسلمتها الوساطة من الطرفين مكتوبة لتنظر فيها وتخرج بمقترح تعرضه على الطرفين.
لا زالت لجنة الوساطة حتى مساء أمس الساعة (الثامنة مساء) لم ترد على ورقة الطرفين، الجميع بانتظار ذلك الرد ليتضح مستقبل المفاوضات.
في مسار المنطقتين تسلم الطرفان ورقة الوساطة الخاصة بمقترحها التوفيقي بين ورقتي الحكومة والحركة الشعبية. أبدى الطرفان ملاحظاتهما عليها ويبدو من التسريبات أن بها أساساً جيداً يصلح للمضي قدماً في التفاوض، ولكن للأسف ليس في هذه الجولة. فالحكومة أعلنت أن 75% من الورقة يمكن التجاوب معه ولم تفصح الحركة حتى اللحظة عن موقفها ويدور همس عن تحفظها على كثير من النقاط، كل الوفود والمراقبين بانتظار نتائج اجتماع سيعقد بين لجنة الوساطة والحكومة والحركة الشعبية لاستعراض الموقف وتقريب الشقة بين الطرفين في ما تبقى من نقاط خلافية فيما يظل مسار دارفور معلقاً لحين إشعار آخر.
قبل نهاية الاجتماع المنتظر حاولت استطلاع بعض المراقبين إذا ما كانوا يأملون في نهاية سعيدة  للمفاوضات التي شارفت خواتيمها. لا أحد يبدي تفاؤلاً بحصد نتائج مهمة في هذه الجولة والجميع تقريباً يؤكد أنها ستضاف إلى التسع جولات الفاشلة من مفاوضات الحكومة مع الحركة الشعبية.
في مسار دارفور لا أمل في تقدم في هذه الجولة، يعني ذلك كأننا يا أمبيكي لا روحنا ولا جينا. إلى أن تنعقد الجولة الحادية عشرة سيموت مئات المواطنين وستبدد مليارات الجنيهات في الحرب وسيدفع الشعب كله ثمنها.. ولا عزاء للضحايا. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق