الثلاثاء، 24 نوفمبر 2015

مطالب عرمان .. كان الله في عون المنطقتين!

أسوأ مافي السلوك السياسي للحركة الشعبية قطاع الشمال المتاجرة بالقضايا الإنسانية مازال (كرت) معاناة المواطنين يستخدم بواسطة قطاع الشمال لإحراز (أهداف تكتيكية) لا علاقة لها بمصالح المواطنين المغلوبين على أمرهم في مناطق الحرب.
قطاع الشمال بقيادة ياسر عرمان الذي أوقف العمليات الإنسانية منذ العام 2012م ومنع وصول الإغاثة والمساعدات للمواطنين، لن يصدقه أحد وهو يذرف دموع التماسيح على الوضع الإنساني في المناطق المتضررة.
يصر قطاع الشمال في معاركه ضد الحكومة على أن لا يفرق بين المدنين والعسكريين، يقصف المواطنين بـ(الكاتيوشا) في منازلهم بكادوقلي ويستهدف مراكز الانتخابات وأماكن تجمع المواطنين بلا رحمة، يقتل المساكين من أبناء شعبي الذين ضربوا في الأرض بحثاً عن رزقهم في باطنها وأقصد 48 معدناً سقطوا برصاص الحركة الشعبية مؤخراً وتم قتلهم بدم بارد.
بسبب الحرب مات عشرات الأطفال، وظل ضحايا المشهد من الغبش المكتوون بنارها شهوداً على مآسي النار وويلات الرصاص.
وعلم الرغم من ذلك تظل الأجندة الإنسانية حاضرة في طرح الحركة الشعبية قطاع الشمال بهدف تورط الحكومة، بينما تغيب عن أفق الحركة المأساة التي تنتظر حلاً سياسياً يضع حداً للأزمة المتطاولة في المنطقتين.
في الجولة الأخيرة من المفاوضات التي مازالت منعقدة في أديس أبابا برزت قضية الأوضاع الإنسانية كإحدى معكرات صفو المحادثات بعد أن أصرت الحركة الشعبية على وقف إطلاق النار للأغراض الإنسانية وألحت على نقل الإغاثة للمنطقتين عبر دولة جنوب السودان في طلب غريب من حيث الحجة الاقتصادية والسياسية.
تضرب الحركة بعرض الحائط الاتفاقية الثلاثية لإغاثة المنطقتين والموقعة مع الاتحاد الأفريقي والجامعة العربة وتصر على الإغاثة عبر الجنوب لأهداف يعلمها القاصي والداني ولنا في (شريان الحياة) أسوة سيئة حينما تم استغلال مهمته الإنسانية لإطالة أمد الحرب وتشوين وتسليح المتمردين ولعب أدوار أزكت أوار المواجهة وجعلت من الإغاثة غطاء لنقل السلاح ووقوداً لإذكاء نار المعركة.
طرحت الحكومة قبل نحو شهرين مبادرة شاركت فيها منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة، ووزارة الصحة، ومنظمة الصحة العالمية، وبرنامج الغذاء العالمي لتمكين فرق التحصين من الوصول للأطفال حتى لا يدفعوا أرواحهم ثمناً للمزايدات السياسية، لكن الطرف الآخر رفض قبول المبادرة، وتمسك بدخول الفرق ومعدات التحصين من خارج الحدود وتحديداً من أثيوبيا، فكيف يمكن للحركة أن تدافع عن الأوضاع الإنسانية وهي تضع حياة أطفال المنطقتين في مقايضة (غير إنسانية) لتنفيذ أجندة حربية لا صلة لها بالعمل الإنساني.
للأسف .. تستخدم الحركة الشعبية قضايا المنطقتين في اللعب على كل الحبال، مصلحة المواطنين هناك آخر ما يهم الحركة التي تبحث في منصات التفاوض عن مؤتمر دستوري وحكومة انتقالية وحوار منفصل عما يدور في الخرطوم.
ما يطرحه ياسر عرمان في أديس أبابا لم يكن ضمن قضايا المنطقتين في يوم من الأيام، هنالك حرب طاحنة وظروف إنسانية المتسبب فهيا هو تعنت الحركة الشعبية ورفضها لإرسال المساعدات الإنسانية المنزهة عن تشوينها بالسلاح وتعزيز مقدراتها القتالية، كان الله في عون سكان المنطقتين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق