الاثنين، 30 نوفمبر 2015

عرمان و الدروس الغائبة..!

كل أهل السياسة وأحزابها معنيون الآن بإعادة النظر في البناء و التجاري نتيجة المتغيرات التي طالت كل شيء تقريباً.  و من هؤلاء الحركة الإسلامية التي سيكون لها بعد أيام (مؤتمر تنشيطي) يمهد لمؤتمرها العام (التاسع) بعد عامين و الحزب الشيوعي السوداني الذي سيكون له مؤتمره العام السادس بعد قليل وكذلك حزب الأمة القومي..  والقائمة تطول.
الحركة الشعبية –قطاع الشمال التي تبدو أجدر من يقوم بتلك المهام لا يبدو أنها معنية بالحراك داخلها من حولها  وهي التي تطرح نفسها بديلاً للحركة الشعبية لتحرير السودان بإنفرادها بجمهورية الجنوب وفي جمهورية السودان. عبر وسائل غير ديمقراطية أو قانونية وذلك في الوقت الذي اختلفت فيه و تبدلت شعارات الحركة الشعبية (الأم)  بعد الانفصال في عام 2011. ذلك أنها أي الحركة الشعبية معينة الآن بوحدتها و استقرارها بعد النزاعات والصراعات التي نشأـ ثم تحسين و تمتين علاقاتها مع دول الجوار ومنها جمهورية السودان..
السيد عرمان وهو يطرح و يتبنى أطروحة (قطاع الشمال) نسي أن وجوده في جمهورية الجنوب عبء عليها وعامل إضعاف في ظل ما ذكرنا.. وكان يتوجب عليه تسوية أحواله وفق ما استجد وهو الذي يحمل ملف التفاوض حول المنطقتين (جنوب كردفان والنيل الأزرق) منذ سنوات، و لا جديد في استقرار ووقف إطلاق النار والسلام.. بل أكثر من ذلك صار هو نفسه غير متفق عليه في القيادة والريادة كما حدث بعد ظهور (إعلان باريس) مؤخراً.
أن الوضع في قطاع الشمال كجسم سياسي وآلية لمواجهة وعمل بالسلاح بات يحتاج إلى مراجعة أسوة بالآخرين فما استجد يقول بذلك، حيث انه وفي جمهورية السودان حدثت متغيرات تعتبر خصماً على الحركة الشعبية قطاع الشمال، فالنظام الحاكم اليوم صارت له قادرات وإمكانات أمنية ودفاعية مؤثرة وفاعلة فتحت الطريق لاستقرار وبسط الوسائل الديمقراطية و التشريعية والتنموية.
فجنوب كردفان و النيل الأزرق تتمتعان بقدر كبير من الاستقرار والأمن ولهما مجالسهما التشريعية و الولائية وحكوماتهما وإداراتهما، وهذا يقول بأن التمرد و قطاع الشمال لم يعودا مسيطران على المنطقتين كما كان الحال في السابق، فقد تتوجب عودة اللاجئين و استقرارهم بالكامل مع السيطرة على الحدود مع دول الجوار.
ومما كان يعتمد عليه السيد عرمان ورفاقه في تضييق الفرص والحصار على النظام هو اللعب عل ورقة العلاقات الخارجية والاقتصاد و دعاوي الإرهاب و الاعتداء على حقوقه الآن. إلا انه في ظل هذا كله يبدو الآن ثمة انفراج فالعلاقات الخارجية اليوم أفضل منها بالأمس وقد انفتح السودان آسيوياً و أفريقيا و عربياً و اسلامياً، كما يبدو وجد اعترافاً من منظمات دولية و اقتصادية يبدو أن الشيء ذاته قد حدث وقد انفتح باب الاستثمار على مصراعيه تقريباً، و الإشارة هنا الى ما بادرت به المملكة العربية السعودية و دول أخرى. و جراء فشل جولة المفاوضات الأخيرة في العاصمة الإثيوبية أديس تقول إن السيد عرمان ورفاقه لم تعد لهيم أوراق كثيرة للضغط واللعب عليها خارجياً و لا داخلياً بالنتيجة:
- برنامج الحوار الوطني والمجتمعي الذي بدأ منذ أربعين يوماً -تقريباً- شارك به أكثر من مائة حزب وجماعة زائداً فوق الثلاثين من الجماعات حاملة السلاح.  هذا تطور كبير في حرية الرأي والقرار، و قد أشاد به الكثيرون من الداخل والخارج.. ويكفي هنا أن السيد سفير المملكة صرح في اليومين الماضيين إن دولته ستعمل على ضم الحركات المسلحة للحوار.
فلو كان للسيد عرمان -وهو السياسي الذي له خبرته- يلعب سياسة حقاً لأدرك ذلك كله وأعاد ترتيب أوراقه فى ظله. لكن رب قائل إن عرمان يعلم أن قطاع الشمال كجسم سياسي معبر عن الحركة الشعبية لتحرير السودان  ولم يعد له وجود في الداخل وهو الذي لاذ بالخارج منذ الانفصال وقيام جمهورية جنوب السودان. و الشاهد على ذكلم أن السيد عرمان عندما خاض الانتخابات الرئاسية قبل الأخيرة لم يحصل على أكثر من مليوني صوت -تقريبياً- وجلها كانت من جنوب السودان.
وعليه الآن أسوة بغيره وفي ظل المتغيرات أن يعي درس تنشيط وترتيب الشأن السياسي وغيره والحال اليوم غيره بالأمس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق