الخميس، 2 يوليو 2015

أعداء جدد للثورية!

قالت المعارضة الجنوبية الاسبوع الماضي انها قامت بتدمير جميع معسكرات الحركات الدارفورية والجبهة الثورية بولاية بحر الغزال. مسئول الاعلام بالمعارضة الجنوبية قال ان قواتهم استولت على اكثر من 100 عربة تخص الثورية وطاردت الثورية فى مناطق راجا وملكال.
والواقع إن هذه المواجهات التى من شأنها تعميق جراح الثورية ومكوناتها في أعقاب الهزائم الماحقة التى توالت عليها مؤخراً من قبل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، يمكن اعتبارها بمثابة فاتورة اجمالية حان وقت سدادها.
الجبهة الثورية والحركات الدارفورية المسلحة -بقدر كبير من الغباء وسوء التقدير- دخلوا في المضمار الجنوبي الجنوبي وخاضوا في الصراع الدامي هناك دون أن يتبيّنوا موضع خطواتهم وأرجلهم ودون اجراء حسابات. لقد اعتقدوا بسذاجة وسطحية بالغة ان كفة الرئيس الجنوبي وحدها هي الراجحة والرابحة ومن ثم عليهم مساندته الى آخر الشوط.
ومع ان هذا الموقف على افتقاره للمنطق يمكن قبوله فى إطار الموقف من شرعية نظام الرئيس كير إلا ان هذه الحركات المسلحة نسيت انها بالنسبة للصراع الجنوبي الجنوبي قوى اجنبية لا مصلحة لها في إضعاف الجبهة الداخلية الجنوبية وتقوية طرف لمصلحة آخر.
كان من الممكن ان تنأى القوى الدارفورية المسلحة بنفسها عن الصراع الدموي فى الجنوب وسيجد الكل لها العذر وستحصل على الاحترام اللازم. أما وأن خاضت فيه فإن عليها الآن ان تتحمل كلفة موقفها الباهظة. أولاً، بصرف النظر عن التوصل الى حل بين الاطراف المتصارعة فى جوبا من عدمها، فإن المعارضة الجنوبية سوف تظل تستهدف وتلاحق الجبهة الثورية والحركات المسلحة الدارفورية. ستظل تلاحقها لأنها تود القضاء عليها حتى لا تتدخل مستقبلاً في شأن يخصها.
أدرك الفرقاء الجنوبيين ان وجود (طرف ثالث) في بلادهم هو بمثابة الخطر الحقيقي عن أي خطر آخر. الحركات المسلحة ستكون -في الفترة المقبلة- هدف مشروع لهذه القوى الجنوبية حتى تخرج من الملعب الجنوبي.

ثانياً، في حال التوصل الى اتفاق سلام بين الفرقاء الجنوبيين وهو أمر لا يبدو بعيداً للغاية، فإن المعارضة الجنوبية المسلحة لن ترضى بوجود هذه الحركات على ارض جنوبية، وسيلتفت المواطنون الجنوبيون لهذه الازمة بوضوح. وسوف يضطر هؤلاء للرحيل عن جوبا عاجلاً أم آجلاً.
ثالثاً، القوات اليوغندية التى تقف مساندة لنظام الرئيس الجنوبي كير هي الاخرى لديها حسابات خاصة بشأن مستقبل الحركات المسلحة، الدارفورية، ولهذا فإن نظام الرئيس موسيفيني -بمهارة ماكرة- يلعب لعبة مزدوجة، يستخدم قوات الحركات المسلحة هذه في الصراع الجنوبي الجنوبي، تارة لصالح الرئيس كير وتارة اخرى لصالح أطراف اخرى حتى تصبح هذه الحركات المسلحة مستقبلاً موضع شك وعدم ثقة كل الاطراف الاخرى ومن ثم غير مرغوب فيها.
وعلى كل فإن الأمر المثير حقاً للسخرية ان الحركات الدارفورية المسلحة خرجت من اقليم دارفور وانساقت وراء كل من كمبالا وجوبا عبر مشروعات اقليمية وهمية كان واضحاً أنها من خيال وإبداعات الاستخبارات الغربية وهي الآن تدفع فاتورة ركونها لتلك الافلام الخيالية الكاذبة التى لا تدع لها طريقاً الى المستقبل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق