الأربعاء، 1 يوليو 2015

الحوار... مرة ثانية وثالثة... وعاشرة!!!

•    في حيز سابق من هذا العمود شبهت دعوة الحوار بالغول والعنقاء والخل الوفي... وهي كما نعرف – الأشياء التي يعتقد الناس ألا وجود لها في واقع الناس، وأنها أمور نسمع بها ولا نراها.. ولم أكتب هذا التشبيه من باب التشاؤم ولكن من باب الحرص والاتفاق.. أولاً لأني أرى ضرورة، ملحة وعاجلة للحوار (بشقيه)... الحوار الوطني) و(الحوار المجتمعي).
وثانياً لأني أرى أن هذه الدعوة للحوار تتعثر، وأخشى أن تنكفئ بسبب (المماحكات) التي تثير وتتسبب فيها بعض الأحزاب هنا وهناك..
•    لقد كرت بأن الناس – كل الناس في بلادنا – قد فرحوا وسعدوا واستبشروا عندما رأوا النجاح الكبير الذي وجدته دعة السيد رئيس الجمهورية للحوار.. فقد أم الاجتماع جل – أن ليس كل – زعماء الأحزاب الموالية والمعارضة وتحدثوا جميعهم بنغمة متفائلة وداعمة للحوار.. ولكن خيبة الأمل خيمت على الناس – كل الناس – بعد أن انفض ذلك الاجتماع الرائع النجاح الذي دعا له الاخ رئيس الجمهورية..إذ أن كل الكلام الطيب الذي صرح به زعماء الأحزاب في ذلك الاجتماع.. كل ذلك الكلام الرائع المتفائل قد ذهب أدراج الرياح.. قامت ما سميت (آلية السبعة زائد سبعة) لتكون ذراعاً تنفيذياً لعملية الحوار يبتدر الخطوات العملية ولكن – للأسف – هذه الآلية نفسها أصبحت ساحة للمناورات والمؤامرات (اللف والدوران)، وأصبحت تراوح مكانها. فهي أحياناً تتراجع ولكنها أبداً لا تتقدم!!!
•    على كل حال، أرى أن الحل لهذه المشكلة والمعضلة هو أن يدعو الأخ الرئيس لاجتماع آخر وموسع ليتحدث الناس ليس عن الأفكار وإنما عن الأعمال عن خطة عمل.. أو خارطة طريق – كما يقولون هذه الأيام لإنقاذ عملية الحوار.. وهي دعوة ظل الأخ رئيس الجمهورية حريصاً عليها ومتحمساً لها..وحتى في خطابه قبل يومين قد تطرق وشدد على هذا الأمر وأكد حرصه في أن يستمر العمل من اجل إنجاح عملية الحوار وإيصالها إلى غاياتها.
•    دعونا يا إخواتي أن نأخذ مسالة الحوار هذه بالجدية والتجرد والصدق والأخلاق وأن نبعدها عن ساحة المناورات والمؤامرات والمرارات التي تعودنا أن نمارسها بإصرار ومثابرة في كل أمر سياسي... يا إخوتي زعماء الأحزاب السودانية دعونا ولو لمرة واحدة أن تكون منطلقاتنا موضوعية وليست ذاتية...وطنية وليست فقط سياسية!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق