الخميس، 2 يوليو 2015

الطوارئ في دارفور .. البحث عن يقين

منذ إن تم إعلان حالة الطوارئ في ولاية جنوب دارفور نيالا ومن بعد تم إعلانه من ولاية شرق دارفور الضعين حملت إخبار الأمس إعلان إجراءات مشددة في ولاية شمال دارفور الفاشر، وشملت الإجراءات الأمنية حظر لبس قناع الرأس "الكدمول" داخل المدينة ومحلياتها وضع حمل السلاح الناري وإطلاق الأعيرة النارية لتنضم الفاشر أبوزكريا إلى المدن التي تم إعلان الطوارئ فيها مع العلم ان ولايات شرق وجنوب دارفور خضعت للطوارئ زمناً ليس بالقصير فقد أستمر المظهر بهذه المدن إلى ما يقارب السنة ولكن رغم الإجراءات الأمنية المشددة لم تغب الأحداث عن هذه الولايات وكأن المجرمون يتحدون القانون هناك فبمثل شدة الإجراءات أيضاً اشتدت الأحداث التي وصل بعضها إلى الدماء والموت مثلما حدث في ولاية شرق دارفور واختطاف للسيارات وسرقات في وضح النهار وهذه السمة من الانفلات الأمني مشتركة بين كل الولايات ومتشابه حتى في طريقة التنفيذ ليكون البحث في قانون الطوارئ ولماذا لم يحد من الجريمة في هذه المدن.
أحداث في ظل الطوارئ:-
في مدينة نيالا عادت الأحداث مرة أخرى إلى السطح خلال الأسبوع الماضي متمثلة في حوادث القتل والنهب المسلح حيث أشاعت هذه الأحداث جواً من الرعب والهلع في نفوس المواطنين بنيالا خاصة بعد اغتيال مسلحين للمواطن علاء الدين حسين بعد اقتحام مسلحين منزله بحي المصانع وإطلاق النار عليه وقد لاذ الجناة بالفرار بعد إردائه قتيلاً إلى جهة غير معلومة.
إلى ذلك وفي حادث منفصل نفذت مجموعتان مسلحتان الأحد الماضي عمليتي نهب لسيارتين أحدهما تابعة لقوات حفظ السلام يوناميد حيث تم الاستيلاء عليها بسوق موقف الجنينة بحي النهضة والحادث الآخر كان نهب سيارة صغيرة تتبع لأحد المواطنين بنيالا يذكر أن جميع هذه الأحداث جاءت في الفترة التي تقد فيها الوالي الجديد آدم جار النبي وتعد هذه الأحداث أولي مؤشرات الانفلات الأمني رغم سن قوانين الطوارئ والصرف الكبير عليها التي تم رفع سقفها الزمني إلى الثاني عشر من رمضان مع استنفار كافة القوات بالمدينة إلا أن جميع هذه المؤشرات لم تأت بشيء يصلح الحال فالأمر ما يزال كما هو.
شرق دارفور:-
عاصمة الولاية ثاني مدينة يتم فيها إعلان حالة الطوارئ بعد جنوب دارفور نيالاً وقد أعلن فيها الطوارئ بعد سلسلة من الأحداث التي اقتضت ذلك فقد بدأ حظر التجوال منذ السابعة مساء إلى السادسة صباحاً وقد شهدت هذه الفترة هدوءاً نسبياً لكن سرعان تلاشي هذا الأمر وبدا ظاهرياً اختطاف البشر والسيارات رغم وجود الطوارئ وفي خطوة جديدة بعد تسلم الوالي الجديد أنس عمر كانت قد تم اختطاف عربة صغيرة تعمل تاكسي مواصلات يملكها رجل نافذ في الشرطة يقودها شاب يدعي سعيد أبكر تجدد مثل هذه الحوادث يعيد للأذهان ان هذه الولايات ما تحتاجه فعلياً هو الأمن والسلام أكثر من كل شيء بدليل أن أول الأحداث هي الاغتيالات والسرقات هذه الأحداث يبدو أن الطوارئ هي ليس الأمر الشافي الوحيد فيها فعلي الرغم من وجوده إلا أن رقعة الأحداث في ازدياد متواصل يوماً بعد يوم الشيء الذي أقلق المواطن وجعله يبحث عن حلول لهذا الأمر ورمي بالأمر على عاتق الدولة التي هل الأخرى ربما راح إليها الطريق في وسط هذه الأحداث الكثيرة.
نجاح التجربة في بدايتها:-
يقول أبوبكر محمد عيسي من شرق دارفور أن عملية الطوارئ كتجربة من الولايات كانت ناجحة وأدت الغرض الذي جاءت من أجله تماماً حيث تجاوب معها المواطنون من بادئ الأمر وظهر جلياً الانضباط في الشارع العام حيث تغير مظهر الكدمول والشعر الكثيف وحمل السلاح وانخفاض الجريمة وهذا الشيء يحدث في كل ولايات دارفور التي أعلن فيها الطوارئ وعن ظهور الأحداث من وقت الطوارئ يرجع الأمر إلى أن بعض المواطنين استغلوا حالة الطوارئ وانتحلوا شخصيات رجال نظام عام أصبحوا يحتالون على المواطن وقد حدث هذا كثيراً لكن الأجهزة الأمنية قادرة على كشف جميع الملابسات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق