الأربعاء، 1 يوليو 2015

معارضون في الخارج.. باقون للإعادة!

بين الحين والآخر يردد حزب الامة القومي الذي يتزعمه الصادق المهدي ان زعيمه المهدي في الخارج بقرار من الحزب لأداء (مهام وطنية) وأنه ليس خوفاً من اتخاذ اجراءات ضده بالداخل، وأنه سيعود متى ما (أنجز) مهامه الخارجية!
لو أعدنا قراءة الصحف في الفترة الممتدة من اغسطس الماضي وحتى يونيو الجاري لوجدنا ربما أكثر من 58 تصريحاً بهذه المعنى. المهدي سيعود قريباً حال فراغه من مهامه الخارجية!
المهدي نفسه حين تحاصره الاسئلة الحوارية في الخارج يعود للإتكاء على جدار (المهمة الوطنية الخاصة) هذه حتى يغلق باب السؤال عن التفاصيل من جهة؛ وحتى يتيح لنفسه (البقاء) بالخارج دون سقف زمني.
السياسي المعارض فاروق ابو عيسى هو الآخر قبل ايام غادر الى العاصمة المصرية القاهرة بغرض العلاج -حسبما يقال ظاهرياً- ولكن ما من شك ان الرجل قصد القاهرة بحثاً عن استجمام ذي طبيعة سياسية.
على محمود حسنين القيادي المعروف في الاتحادي الاصل والذي كوّن قبل سنوات ما يسمى (بالجبهة العريضة) وأطلق ميلادها فى ذلك الحين من العاصمة البريطانية لندن؛ حسنين -منذ ذلك الوقت- لا يعرف عنه أحد شيئاً، لا هو ولا جبهته العريضة، ماذا قدمت ومن هم قادتها وعمرها فيما أفنته، ومالها ومن اين اكتسبته وفيما أنفقته؟
على محمود حسنين فشل فى القيام بأي عمل معارض من لندن أو من غيرها لا جبهة عريضة ولا جبهة رقيقة أو أقل عرضاً! في الدوحة ايضاً هنالك العشرات من قادة الحركات الدارفورية المتمردة (كوادر وسيطة) لا لون لها ولا طعم ولا رائحة. شباب لو أنه عمل ودرس واجتهد وقدم لوطنه لأفاده فائدة جمة، ولكنهم استسهلوا الأمور وأرادوا اختصار الطريق، هم في انتظار معالجة اوضاعهم عقب اتفاقية الدوحة. فضلوا الخارج لأنهم يتمتعون بميزات من الصعب ان يحصلوا عليها بالداخل.
في الامارات العربية المتحدة ايضاً رأينا كيف ان متمرداً مثل مني أركو مناوي يدير أعمالاً تجارية مؤثرة وخطيرة تتعلق بتحويلات السودانيين، وهي تجارة رابحة تتصل بنسبة مقدرة من المال نظير التحويل وتتطلب رأس مال ضخم من المال، قام مناوي بتوفيره لزوجته وحصل لها على إقامة دائمة للقيام بهذه المهمة التجارية.
عبد الواحد محمد نور هو الآخر لديه (مصالح تجارية سرية) فى باريس وتل أبيب وكمبالا. الشاب لديه سلسلة مؤسسات تجارية يديرها شباب من اليهود الكتوم الجادين، من الجيل الثالث القادم من بولندا (الاشكيناز). عبد الواحد لديه 7 حسابات مصرفية في بلدان مختلفة وأكثر من 17 شقة خاصة في 3 عواصم اجنبية أوربية و 6 شقق فى 7 عواصم افريقية!
إجمال هذه الصورة العامة للساسة السودانيين، ان هذا الذي نحن بصدده هو بمثابة نمط حياة، فالسياسي السوداني المعارض لم يعد يحتمل حياة السودانيين المثقلة بالمعاناة، لهذا كثيراً ما يهرب بعض قادة المعارضة الى الخارج (في مهام وطنية مهمة) حسب زعمهم ولكنهم فى الواقع يتفرغون (لمهام تخصهم) هم وحدهم. ولو أحسنّا الظن بالمهدي كل الإحسان فإننا نسأله بكل شفافية وصدق، ماذا قدم للوطن في فترة بقائه فى الخارج منذ اغسطس الماضي؟ وماذا قدم على محمود حسنين -حتى بجبهته العريضة أو بغيرها- وماذا قدم مناوي وعبد الواحد؟
ترى أيهما أرجح في ميزان السياسة، احتمال الظروف القائمة والتفاعل معها بالداخل نجاحاً وإخفاقاً، أم الابتعاد بالخارج واستلام نثريات الاقامة الدولارية والمعونات المشبوهة والكذب على الاخرين بمزاعم المهام الوطنية؟
لماذا لا يذهب هؤلاء لمهام خارجية وطنية لكل هذه المدة في الحقب الماضية؟ وإذا كان الامر يتطلب -كل هذه المدة الطويلة- ما هي اذن فائدة مهام تستغرق كل هذا الوقت ولا تتحقق فيها ادنى نتيجة ؟ عزيزنا القارئ لا ندعوك لكي تصدق هؤلاء فأنت بدون شك صدِّيق ولكن ندعوك للتمعن في ملابسات تجوال وبقاء هؤلاء في الخارج!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق