الثلاثاء، 7 يوليو 2015

شهداء «تلودي» وحتى لا تخدعنا واشنطن

>  عجيبة جداً السفارة الأمريكية في الخرطوم وهي تحث كما قالت الحكومة السودانية وزعماء المعارضة السودانية على اتخاذ خطوات جريئة ولازمة لتأمين السلام لجميع السودانيين.
>  وحديث سفارة واشنطن هذا يأتي في سياق تعبيرها عن قلقها المزعوم من تقارير أفادت بقتل عشرات المدنيين في هجوم نفذته الحركة الشعبية المتمردة «قطاع الشمال» بقيادة عقار والحلو ويعاونهما عرمان.
>  فمن هم زعماء المعارضة الذين أشارت إليهم السفارة الأمريكية في الخرطوم؟! هل هم عقار والحلو وعرمان وعبد الواحد ومناوي وجبريل؟!
>  هؤلاء طبعاً قادة تمرد يقودون الهجمات ضد المصلين في تلودي.. وهذا لا يمكن أن يكون بأي حال من الأحوال سلوك معارضة سواء مسلحة أو مدنية.
>  أما إذا كان المقصود الصادق المهدي فهو «نصف معارض سياسي» بوجود نجله داخل القصر الجمهوري.. ونجله إذا سألته من تمثل وماذا تمثل، لن تجد منه إجابة.
فهو يمثل العلاقة المجمدة بين والده وبين الحكومة.
>  وتبقى السفارة الأمريكية بذلك تتحدث خبط عشواء.. تتحدث من أجل الحديث.. لكنه حديث النفاق.. ولو كان هؤلاء الشهداء وعددهم ثمانية وثلاثين سقطوا بسلاح حكومي.. لما تحدثت السفارة وحدها.. بل كانت تحدثنا كل العواصم الغربية.. وحتى إسرائيل كان يمكن أن تقدم كلمات بلغة إنسانية لتصطاد في الماء العكر.
>  لكن من ارتكبوا الجريمة هم اصدقاء واشنطن واسرائيل ويوغندا. وهم ارتكبوها بالسلاح الذي يأتهيم ثمنه من هذه الجهات الثلاث. فبأي سلاح قتل المتمردون المصلين في تلودي؟! ومن دفع ثمنه أصلاً في سوق السلاح؟! أليست هي واشنطن التي تعبر الآن سفارتها في الخرطوم عن قلقها المزعوم لاستشهاد العشرات في هجوم للحركة الشعبية على المصلين في تلودي؟!
>  حتى لا تخدعنا واشنطن او سفارتها في الخرطوم التي تتخذها وكراً للجواسيس لخدمة المتمردين الذين يقتلون اولاد النوبة ودارفور في تلودي، فإن دولة قوية مثل الولايات المتحدة الأمريكية وقادرة على حسم الحركات المتمردة بشيء واحد هو وقف دعمها وتمويلها لها، لا يمكن أن يكون اكثر ما تستطيع فعله هو التعبير عن القلق لاستشهاد الأبرياء في تلودي وغير تلودي.
>  قبل سنوات وقبل مقتل خليل إبراهيم زعيم حركة العدل والمساواة، حينها كانت تقارير وزارة الخارجية الأمريكية تتحدث عن أن حركة العدل والمساواة احترفت قطع الطرق والنهب المسلح.
>  الآن هؤلاء الشهداء المنقبون عن الذهب تقتلهم قوات  الحركة الشعبية قطاع الشمال، وهم من أبناء النوبة ودارفور. ترى هل تريد نهب ممتلكاتهم من الذهب الذي ينقبون عنه؟ ام ان قتلهم كمصلين كان ذا بعد سياسي؟
>  استشهاد العشرات من أبناء النوبة ودارفور وهم يؤدون الصلاة لا يكفي أن تعبر عنه واشنطن بهذه الكلمات التي تصورها وكأنها لا تستطيع حسم الأمر بإيقاف الدعم لتمرير المشروع التآمري. لكن واشنطن تبقى طرفاً أصيلاً في هذا القتل الفظيع من خلال دعمها بمختلف أشكاله للتمرد منذ عقود.
>  وتقول واشنطن إنها تحث الحكومة وزعماء المعارضة السودانية على اتخاذ خطوات جريئة ولازمة لتأمين السلام لجميع السودانيين.
>  تأمين السلام لجميع السودانيين أول ما يحتاجه هو أن ترفع واشنطن يد الدعم والتمويل للتمردين ومشروع التآمر ضد أمن واستقرار البلاد وكل إفريقيا.
>  ولا ينطلي على المراقبين كذب ونفاق واشنطن في التعبير عن قلقها.. ولا يجدي قلقها نفعاً لو كان حقيقة.
والمراقبون يعلمون تماماً أن سحب مؤامرات واشنطن وحلفائها مثل إسرائيل من كل إفريقيا وترك شؤونها الأمنية لسياسات الاتحاد الإفريقي وحده كفيل جداً بوضع القارة الحزينة في اتجاه العيش الآمن والكريم والرفاهية.. وهي تملك الموارد المتنوعة والمتعددة.
>  لكن مع رعاية واشنطن لمشروعات نسف استقرار القارة باعتبار أن إنسانها لا يستحق أن يعيش حراً آمنا، فإن المصلين في تلودي من أبناء النوبة ودارفور والمواطنين في كل مكان ستسيل دماؤهم وتزهق أرواحهم بسلاح أمريكي وإسرائيلي تدفع ثمنه واشنطن وإسرائيل، رغم نفاق سفارة واشنطن.
>  لنعلم هذا وننتبه حتى لا تخدعنا سفارة واشنطن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق