الثلاثاء، 7 يوليو 2015

طلاب داعش.. هكذا نحصن شبابنا من الغلو والتطرف

في أعقاب إنضام عدد من الطلاب السودانيين إلى تنظيم داعش بالعراق وسوريا طالبت هيئات دينية وفكرية ومختصون بإنزال عقوبات على كل من يتبنى الأفكار المتطرفة في الجامعات السودانية، ودعت إلى تكوين لجان مختصة مهمتها مراقبة الطلاب داخل الجامعات، بجانب منع أي جماعات متطرفة من الدخول إلى السودان.
إنضام الطلاب إلى داعش يجعل الجميع يطالب بضرورة الانتباه إلى خطورة الظاهرة ومحاربة محاربة الغلو والتطرف الديني، و ذلك يتم من خلال إتباع منهج الوسطية، وإقتفاء أثر السلف الصالح رضوان الله عليهم، معللاً ذلك بأنه السبيل الأقوم في تسيير أمور الأمة المسلمة.
وتخبرنا السوابق أن التأريخ الإسلامي شهد العديد من الظواهر السالبة التي تبناها بعض ممن ينسبون أنفسهم وأفعالهم زورًا وبهتانًا للإسلام، وهو منهم برئ براءة الذئب من دم ابن يعقوب، مشيراً لظاهرة التطرف التي ابتلي بها المسلمون في كثير من البلدان الإسلامية في الوقت الراهن، فالتطرف يُعد في طليعة الظواهر السالبة التي يجب محاربتها والحد من إنتشارها وتغلغلها في عمق المجتمع المسلم.فكثير من الممارسات التي تؤسس لها هذه الجماعات المتشددة ذات أثر سالب علي شعوب الإسلام باعتبار أنها ترسم لصورة مغايرة للإسلام وهو ما يضر به وبأهله في المقام الأول..
و "التطرف لم يكن ذي فائدة لأحد بل جنت من ورائه الأمة المسلمة الكثير من الخيبات والخسائر التي لحقت بها، وبأهلها"، والغرب يحاول تشكيل صورة غير صحيحة الإسلام مردها بالدرجة الأولي هي ممارسات خاطئة وأنشطة تنسبها الجماعات الجهادية للإسلام، وهذا يسهم في تشوية صورة الإسلام وسط شعوب الأرض ومجتمعاته.
و المسلم الحق لا يرتضي ما تقوم به هذه الجماعات من أفعال لا تشبه الإسلام والمسلمين في شيء، فالإسلام يقوم على المجادلة بالتي هي أحسن، ويدعو للسلم، ونبذ العنف، وإعمال العقل، وهو ما يتنافي مع سلوكيات ومرجعيات الجماعات المتطرفة وعلي رأسها ما يسمي بـ "تنظيم الدولة الإسلامية".
والمتطرفون في كل الجماعات الدينية ضربوا علي الوتر الحساس من خلال زعمهم علي تبني منهج الخلافة الراشدة، وسعيهم علي إحيائها وتطبيقها في هذا العصر، وهو ما وجد هوىً في نفوس بعض الشباب، وكونوا لهم اتباعًا لدعم رؤيتهم هذه التي لا يختلف إثنان علي جهلهم بالأسس السليمة والصحيحة التي قامت عليها الخلافة الراشدة؛ فهي لم تكن داعية للعنف ولا محرضة عليه..
ومن سوء حظ متطرفي داعش أنهم ليسوا بمؤهلين للقيام بهذا الدور لسببين، أولاً إفتقارهم للأهلية التي تمكنهم من التحدث في أمور المسلمين والإفتاء بشأنها، إضافةً إلى أنهم مختلفون مع العلماء والفقهاء الذين عرفوا بالعلم والسماحة وببعدهم عن الجهل مما يعصمهم من الوقوع في الضلالات البائنة.
ويرجع البعض الأسباب التي تدفع بعض الشباب للإلتحاق بمثل هذه الجماعات إلي مسألة تفرق الأمة الإسلامية، وبعدها عن تعاليم دينها، وهو ما سهل عمل "المتطرفين والتكفيرين"، فقوة الأمة المسلمة كانت ولا تزال في وحدتها كما إن التفرق من شأنه إتاحة الفرصة للأعداء الكثيرين الذين يتربصون بالمسلمين والإسلام لتفريق كلمتهم مما يسهل عليهم النيل منهم وفي عقر دارهم من خلال بعض أبنائهم..
عموما فإن محاربة الغلو والتطرف الديني يكون بوجوب إتباع الوسائل الحسنة، ومراعاة آداب الحوار بإعتباره السبيل الأنجح للوصول إلي كلمة سواء، علاوة على دعوته لضرورة مراجعة المناهج والوسائل التعليمية والإهتمام بوسائل وإساليب التربية والتنشئة الصحيحة حفاظاً علي أبنائنا وشبابنا من الوقوع في براثن من لا يفهم الدين بصورة صحيحة، إضافةً لذلك القضاء علي مظاهر التفسخ الأخلاقي في المجتمعات المسلمة ومحاربتها بكافة الوسائل بإعتبارها تشكل حاضنا للسلوكيات السالبة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق