الثلاثاء، 7 يوليو 2015

هل حقاً سيزورنا "باقان أموم"؟!

هل حقاً سيزور "باقان أموم" الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان الحاكمة في دولة جنوب السودان الخرطوم خلال الأيام القادمة؟.. هكذا وجهت لنفسي هذا السؤال وأنا أطالع خبراً عن زيارة "أموم" الذي قرر الرئيس الجنوبي "سلفاكير ميارديت" في خطوة مفاجئة إعادته للمنصب وحضن الحكومة، بعد حالة  جفوة وخصومة كبيرة وصلت للإبعاد والسجن للسيد "باقان" ورفاقه.
سفير دولة جنوب السودان في الخرطوم "ميان دوت" حدثنا عن زيارة الرجل المرتقبة للخرطوم دون الإدلاء بالدواعي والتفاصيل، اللهم إلا أن "باقان" سيزور الخرطوم وكفى!
أحسست أن في زيارة "باقان" مآرب كثيرة خاصة وأن حزمة من المشاكل تحيط بدولة الجنوب من كل الاتجاهات بدءاً من حالة استعار الحرب وتدفق النازحين على السودان والدول المجاورة وإنتهاء بظهور وباء الكوليرا الذي يهدد ولايتنا الحدودية!.
"باقان" ظل شخصية مؤثرة في حزب الحركة الشعبية في نسختها الأولى في عهد رئيسها السابق د. "جون قرنق" وفي عهد "سلفاكير" لما يحمله الرجل من آراء جريئة وواضحة كان على رأسها ضرورة تحقيق انفصال الجنوب، حيث كان أكثر المتشددين، لا يحترم في ذلك كبيراً أو صغيراً، وأذكر جيداً في احتفال الدولة الوليدة والرجل على منصة البرنامج مقدماً لفقراته، حيث تعامل بطريقة غير لائقة في لحظة التسليم والتسلم وتقديمه للرئيس البشير بطريقة استهجنها كل الحضور من الجنوبيين، لكن د. "رياك مشار" نائب رئيس الحركة وقتها تدارك هذا الإخفاق المتعمد من "باقان" بحكمة وقدم اعتذاراً لطيفاً وخفيفاً للرئيس البشير وقدمه للناس بطريقة وجدت الترحيب الشديد من شعب جنوب السودان المنتشي بلحظات الانفصال.
تحقق الانفصال الذي أراده "باقان" وسل له سيف الخصومة والعداء لإخوته في الشمال، وصارت جنوب السودان دولة مستقلة عن الشمال لكن لم تقو على المضي في تأسيس دولة، بل كان واقع القبلية والنفوذ حاضراً، فلم تمض أيام على حالة نشوة الانفصال تلك إلا ووقعت حالة انفصال نفسي بين أخوة الأمس في الحركة الشعبية فاختلفوا وتناحروا وتحاربوا وصار واقع الحال يغني عن السؤال، حرب وموت وجوع ومرض!!
أرجو أن لا يكون "باقان" موفداً من الرئيس "سلفاكير" لإصلاح ما أعوج والتوسط في معالجة المشكلات القائمة بين البلدين، لأن الرجل غير مؤهل لذلك ولن يجد قبولاً حتى من الشارع العام ناهيك عن الحكومة التي سخط الرجل فيها ورماها بأفظع الأوصاف ولم يحترم رئيسها وهو يودعهم يوم الانفصال بـ(باي باي عهد العبودية)!
دولة الجنوب لا تخلو من الحكماء والعقلاء أمثال "نيال دينق بول" و"أتيم قرنق" و"كوال ميناق" و"جيمس وأني إيفا" حتى يكون "باقان" موفداً لبلاده.
أتمنى أن تعيد الحكومة ذلك الشريط لتقرأ فيه المواقف، وقتها يمكن أن تهتدي إلى الموقف الصائب والله المستعان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق